تأخر كبير في أشغال ترميم شوارع قسنطينة
السلطات المحلية تتدخل ومكتب الدراسات يعد بالتدارك

- 125

عبر سكان المدينة القديمة بقسنطينة، عن استيائهم من عمليات الحفر التي طالت عددا من الأزقة، في إطار عمليات ترميم وتهيئة عاصمة الشرق، والتي تركت على حالها دون إعادة الطريق إلى سابق عهدها، مما أثر سلبا، حسب المشتكين، على التنقل بين هذه الأزقة والشوارع وبات، حسبهم، الدخول والخروج من المنازل أمرا مجهدا، خاصة مع طول مدة الأشغال ونقص التنسيق بين المقاول وعدد من المديريات.
واشتكى السكان من استعمال حجارة غير مشابهة للحجر الأزرق المشهور بأزقة وشوارع المدينة القديمة، مؤكدين أن الحجارة التي تم جلبها ذات مقاومة ضعيفة مقارنة بالحجر العتيق وأنهم رفعوا هذا الانشغال إلى رئيس دائرة قسنطينة، الذي يتابع العملية عن كثب ويحرص على انهاء الاشغال في وقتها وبنوعية جيدة، تكون في مستوى القيمة التاريخية لهذه المنطقة من المدينة.
وطالب سكان المدينة القديمة التي شملتها أشغال التهيئة، من السلطات المحلية بالحرص على المتابعة الحثيثة لهذه الأشغال وعلى نوعية الاشغال ومواد البناء المستعملة، حيث أكد هؤلاء أنهم لا يريدون أن تتكرر تجربة شارع 19 جوان (رود فرانس)، والذي استفاد من مبالغ ضخمة في إطار الترميم، ضمن فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، لكن الأشغال كانت كارثية، حيث تدهورت حالة الشارع بعد مدة قصيرة وظهرت العديد من العيوب في الإنجاز.
من جهته وفي إطار تنفيذ تعليمات والي قسنطينة، لا سيما ما تعلق بمتابعة مشاريع إعادة تهيئة المدينة القديمة، قام بحر الأسبوع الفارط، السيد عبد الوهاب بركان، رئيس دائرة قسنطينة، بخرجة ميدانية لتفقد مدى تقدم أشغال مشروع اعادة تهيئة طرقات المدينة القديمة المسير من طرف مصالح مديرية التعمير.
رئيس الدائرة الذي كان بمعية المندوب البلدي لسيدي راشد، ممثل مديرية التعمير، رئيس القسم الفرعي للتعمير، رئيس القسم الفرعي للموارد المائية، مصالح "سياكو"، مصالح سونلغاز ومقاولات الإنجاز الثلاث، مع مكتب الدراسات وممثلي المجتمع المدني، عاين نوعية الأشغال وكذا مختلف الانشغالات المطروحة من طرف التجار والسكان وكذا العراقيل التي تعترض المقاولات للإسراع باستكمال الاشغال.
وخلال هذه الخرجة، أسدى رئيس الدائرة، تعليمات صارمة لكل من مقاولات الانجاز وكذا الهيئات التقنية بضرورة التنسيق فيما بينها وايجاد حلول استعجالية لاستكمال الأشغال في أقرب الآجال، نظرا لأهمية المشروع وتأثير الأشغال على المدينة القديمة، في ظل توقف مصالح العديد من التجار.
أما مكتب الدراسات، فقد أكد أنه يركز كثيرا ويولي أهمية لاحترام معايير الترميم والحفاظ على المواد الأولية التي بُنيت بها هذه الأزقة وعلى رأسها الحجر الأزرق، الذي يوجد في أغلب أزقة وشوارع المدينة القديمة، من خلال هذه العملية التي تهدف إلى إعادة الحياة لشرايين المدينة القديمة، حيث سيتم أيضا وضع إنارة خاصة، تسمح بإبراز الحجر القديم والذي بات يعد من المعالم التي تعكس قدم الحضارة وعراقتها بهذه المدينة.
مكتب الدراسات الذي سبق وأن أشرف على ترميم عدد من المعالم بالمدينة، مثل مسجد الكتانية، أكد أن مدة الاشغال لهذا المشروع، قد تم تحديدها بثلاثة أشهر، لكن وفي ظل الشكاوى التي تقدم بها التجار والسكان، سيتم تقليص هذه المدة، من خلال تمديد أوقات العمل إلى الفترة الليلة وحتى في الصباح الباكر من أجل الإسراع في العمل وإنهاء الاشغال قبل الآجال التعاقدية.