نقائص تنتظر التكفل بها ببلدية الأبيار

السكن والأسواق والبنايات القديمة ملفات مؤجلة

السكن والأسواق والبنايات القديمة ملفات مؤجلة
  • القراءات: 683
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

ينتظر سكان بلدية الأبيار بالعاصمة، تجسيد جملة من الانشغالات التي تُعد ضرورية لتحسين إطارهم المعيشي. وتتعلق بملفات السكن، والأسواق، وتهيئة البنايات القديمة، وكذا المرافق الرياضية، حسب ما يؤكد سكان المنطقة، الذين ذكروا لـ " المساء"، أنه يتعين على مصالح البلدية أن تبادر بحلها، لا سيما تلك التي تقع تحت مسؤوليتها المباشرة.

وذكر بعض السكان لـ " المساء" أن المرافق العمومية الموجودة لم تعد تفي بالغرض المطلوب، مشيرين إلى أن السوق الجوارية الواقعة بالقرب من ساحة كنيدي بقلب المدينة، ضيقة، وتشهد زحمة لا تطاق. ولم تخضع لأي توسيع أو إعادة هيكلة؛ حيث يلمس المتسوقون هذا النقص بشكل كبير خلال شهر رمضان، حينما يزداد توافد المتسوقين لاقتناء مستلزماتهم.

ورغم أن بلدية الأبيار لا تمتلك أوعية عقارية لإنجاز سوق جوارية واسعة تستجيب لتطلعات السكان - حسب السعيد باتول عضو بالمجلس البلدي - إلا أنه كان بالإمكان إعادة هيكلة السوق الجوارية الحالية، والتوسع عموديا عن طريق تشييد سوق مشكَّلة من طوابق، تخصَّص لمختلف المستلزمات التي يحتاجها المواطن، لكن الأمور بقيت على حالها؛ مما يُبقي على مشكل الزحمة، وفوضى العرض والتخزين، وقلة التكفل.

ومن جهة أخرى، تساءل سكان الأبيار عن سر بقاء قرابة 20 محلا تحت ساحة كندي مغلقة بدون استغلال لسنوات طويلة، في وقت يطالب شباب البلدية البطالون، بتوفير مثل هذه المحلات لمزاولة نشاطهم التجاري أو الخدماتي.

وأفاد السيد باتول بأن هذه المحلات التابعة لمصالح الولاية، غير مستغَلة، وبإمكان البلدية مراسلة الولاية وطلب تحويلها واستغلالها، لا سيما أن الأبيار لم تستفد كباقي بلديات القطر، من مشروع لإنجاز محلات مهنية؛ بسبب غياب العقار.

ترميم البناءات الهشة

تضم بلدية الأبيار مساحة كبيرة من النسيج العمراني القديم على غرار بلديات وسط العاصمة؛ حيث يشكل بعضها خطرا على الشاغلين، الذين يطالبون والي العاصمة بتخصيص جزء من ميزانية برنامج الترميم وإعادة التأهيل التي تخصصها الدولة لولاية الجزائر؛ قصد تدعيم الإطار المبني القديم الذي يعود إلى العهدين الاستعماري والعثماني.

حي "كايد" الذي يعود بناؤه للحقبة الاستعمارية وتحديدا البناية "4 أ" و "4 ب "، جزء من النسيج العمراني بالبلدية، التي تأخرت مصالح الولاية في ترميم بناياته أو ترحيل شاغليها إلى سكنات لائقة، بعدما تصدعت جدرانها، وتشققت أسقفها، ولم تعد صالحة للعيش، مبرزين مخاوفهم من خطر انهيارها عليهم.

وذكر لـ"المساء" عضو المجلس البلدي السعيد باتول، أن البلدية التي تخصص سنويا ميزانية لترميم الابتدائيات، بإمكانها المبادرة بتخصيص جزء قليل من الميزانية السنوية، لإخضاع البنايات القديمة لإعادة التأهيل، لا سيما تلك المصنفة في درجة الخطر. وإذا تكررت المبادرة كل سنة، فإنه بالإمكان الاستجابة لانشغالات العديد من العائلات الشاغلة للعمارات والمباني القديمة.

200 عائلة تقطن الأقبية والأسطح تنتظر الترحيل

ويشكل ملف الترحيل هاجس عشرات العائلات، التي ظلت تنتظر الفرج منذ سنوات طويلة، وهي تعيش في ظروف سكنية غير مريحة، لا تتوفر على شروط الصحة والسلامة. وتتمثل في السكنات الموجودة في أسطح البنايات القديمة، التي شيدها أصحابها؛ بسبب الانفجار الديمغرافي، وضيق المساكن المشغولة.

وقد قامت مصالح ولاية الجزائر، في هذا الإطار، بإحصاء حوالي 700 عائلة تقطن الأسطح والأقبية، رحّلت منها 500 عائلة، فيما تبقى قرابة 200 عائلة تنتظر دورها في إعادة ترحيلها وإسكانها في شقق جديدة، مثل ما استفادت العديد من العائلات في الأبيار وباقي بلديات العاصمة، ضمن برنامج إعادة الإسكان، الذي جسدته مصالح الولاية على مراحل.

وفي مجال السكن أيضا، أكد سكان البلدية أن حصة 100 مسكن اجتماعي التي خصصتها الولاية للبلدية وأُفرج عن القائمة الاسمية للمستفيدين منها مؤخرا، لا تفي بالغرض المطلوب؛ حيث تحصي مصلحة الشؤون الاجتماعية أكثر من ألفي طلب على السكن، مودعة لدى مصالح المقاطعة الإدارية لبوزريعة.

أين حق الجمعيات في القاعة متعددة الرياضات؟

تتوفر بلدية الأبيار على قاعة متعددة الرياضات، دشنها والي العاصمة في جوان الماضي. وتقع بالملعب البلدي. ومن شأنها تلبية احتياجات الشباب، الذين يرغبون في ممارسة شتى الرياضات الجماعية والفنون القتالية. لكن يظهر أن استغلال هذه القاعة صار محتكَرا من قبل جمعية رياضية وحيدة، فيما تطالب أكثر من 6 جمعيات أخرى، بنصيبها من التكفل، ومنحها الترخيص باستغلال هذه القاعة الجديدة.

ويتساءل مسؤولو الجمعيات، حسب مصادر محلية، عن سر إعطاء الأفضلية لجمعية واحدة، تنشط في الرياضات الجماعة، فيما لا يجد شباب المنطقة الراغبون في ممارسة الفنون القتالية، مكانا لائقا لإبراز مواهبهم وقدراتهم، مناشدين والي العاصمة التدخل لإنصافهم، وإعطائهم حقهم في استغلال هذا المرفق الرياضي، الذي يظهر أنه يسير بطريقة "القطاع الخاص"، حسب وصْف أحد المهتمين بالقطاع.

شرفات القديس "رافاييل" مرفَق سياحي مهمَل!

يوجد ببلدية الأبيار أجمل منظر مطل على البحر، ويتعلق الأمر بشرفة القديس "رافاييل"، وحديقته المزيّنة بأشجار الزيتون والأشجار التزيينية... وغيرها من النباتات العطرية، تضفي على المكان سحرا وجاذبية كبيرين، علما أن هذا المعلم الذي افتُتح للجمهور في 28 ماي 1933، يُعد ملكية تابعة لبلدية الأبيار العاصمة، مصنفة كمنتجع خلاب؛ حيث تسمح سلالمه العتيقة للزائر بالمشي بشكل جميل إلى شارع محمد بوقرة (غاليني) عبر غابة جميلة، لكن هذا المرفق المغلق إلى حد الآن، ينتظر الاستغلال والتثمين من قبل ولاية الجزائر، وبلدية الأبيار بالخصوص، التي تنام على منتزه جميل، بإمكانه أن يدعم ميزانية البلدية.