"أسواق الرحمة" لبيع الأدوات المدرسية تُفتتح اليوم
الحملات التحسيسية تدفع إلى تخفيض أسعار الكراريس

- 244

تراجعت أسعار الأدوات المدرسيّة خصوصا الكراريس، عقب الإجراءات والحملات التي أطلقها الاتحاد العام للتجار والحرفيين، وجمعيات المستهلكين، زيادة على الإجراءات التنظيمية والاستباقية التي اتخذتها وزارة التجارة، لضمان دخول مدرسي مريح للعائلات، من خلال تنظيم معارض للأدوات المدرسية عبر جميع ولايات الوطن، وقبل نهاية شهر أوت الجاري. حيث يعرف السوق تنافسا كبيرا بين المنتوج المحلي للأدوات ونظيره المستورد، خاصة من حيث الجودة.
المُتجوّل بين معارض الأدوات المدرسية والأسواق والمحلات، يرصد انخفاضا في أسعار كثير من الأدوات المدرسية التي يحتاجها التلاميذ، خاصة محلية الصنع. كما لا تقل جودة عن نظيرتها المستوردة، فمثلا كراس 96 صفحة لبعض العلامات المحلية، نزل إلى سعر 60 دج هذه السنة بعدما وصل حتى 90 دج للكراس السنة المنصرمة.
وحسب تأكيدات التجار، فإن هناك تنافسا كبيرا بين المنتوج المحلي للأدوات المدرسية ونظيره المستورد، خاصة من حيث الجودة، إذ بات المحلي لا يقل جودة عن نظيره المستورد، وهو ما جعل الإقبال عليه كبيرا من قبل العائلات، وأيضا لأسعاره المنخفضة نوعا ما.
معارض تجارية قريبا بأسعار تنافسية
أكد مصدر من اتحاد التجار والحرفيين لـ "المساء"، أنه سيتم فتح معارض تجارية لبيع الأدوات المدرسية بأسعار تنافسية ومعقولة لفائدة التلاميذ، موضحا أن هذه المبادرة تُعد سنّة حميدة تقام كل سنة؛ لضمان استقرار الأسعار، وأن هذه المعارض التجارية التي سيشارك فيها تجار ومتعاملون اقتصاديون، ستنطلق في 20 أوت، وستستمر حتى بداية العام الدراسي المقبل، بهدف تنظيم السوق التضامنية، وبيع الأدوات المدرسية بأسعار منخفضة، وفي متناول محدودي الدخل.
وستشهد الأسواق التضامنية، حسب مصدر "المساء"، مشاركة واسعة من المنتجين، والمستوردين، وتجار الجملة والحرفيين، مشيرا إلى أنه طبقا لتعليمات الوصاية، تم عقد عدة اجتماعات على مستوى مصالح مديرية التجارة بالعاصمة، بحضور جميع القطاعات المعنية بالعملية، من أجل إيجاد فضاءات ملائمة، وتهيئتها لإقامة هذه المعارض والتظاهرة التجارية، التي تهدف، أساساً، إلى تدعيم القدرة الشرائية للمواطنين عبر ضمان توفير الأدوات المدرسية، وكل المستلزمات التي يحتاجها التلميذ، من مآزر ومحفظات وأحذية، إضافة إلى بيع كتب الدعم المدرسي... وغيرها، خاصة أن اتحاد التجار والحرفيين يسعى إلى العمل على استقطاب صنّاع المآزر من الحرفيين في المعرض.
كما أكّد أن هذه المعارض باتت تكتسي أهمية كبيرة عند المواطنين والعائلات محدودة الدخل، فهي تقليد تضامني، يرتبط بالمناسبات الاجتماعية، علما أن الهدف المرجو من ذلك، هو طرح أسعار تنافسية، وتقرب المنتج من المستهلك، والتخلي على هوامش الربح في ما يخص التجزئة والجملة، خاصة أن الفرق بين أسعار تجار التجزئة والأسعار في المعرض، يتراوح بين 10 و20 ٪.
أجواء مدرسية قبل أوانها بسوق باش جراح الشعبي
خلال جولة "المساء" بسوق باش جراح الشعبي بالعاصمة مع اقتراب نهاية العطلة الصيفية، لاحظت شروع التجار في عرض مختلف السلع المتعلقة بالدخول المدرسي، من محافظ ومآزر على واجهات محلاتهم، حيث بادر الباعة بملء طاولاتهم بكل اللوازم المدرسية، من أقلام وألوان وكراريس بأسعار أقل ما يقال عنها تنافسية.
ويبادر بعض الأولياء، ككل سنة، باقتناء اللوازم المدرسية مبكرا؛ هروبا من زحمة الأسواق والمحلات التي تبيع مثل هذه الأغراض، وخوفا من ارتفاع الأسعار بالنظر إلى الطلب الكبير. ولعل ما يحفّز الرغبة في الشراء المبكر للأدوات المدرسية، إسراع التجار إلى عرضها بمحلاتهم مبكرا، وهو ما وقفنا عليه بالسوق الذي يشهد أكبر تدفق للعائلات عليه يوميا؛ لاقتناء مختلف السلع بالنظر إلى أسعاره التي تُعد في متناول كل المواطنين.
وفي حديث "المساء" مع أحد الباعة حول الإقبال والأسعار، أكد أن الطلب كبير على شراء كل ما يتعلق بالأدوات المدرسية، التي عادة لا يحتاج الأولياء إلى قائمة لشرائها، على غرار الأغلفة والكراريس والألوان والسيالات والمسطرات. أما في ما يخص الأثمان فأشار إلى أنها معقولة، وفي متناول الجميع.
وقال بائع محافظ إن ما يجري عرضه من سلع، يعود إلى السنة الماضية، من أجل هذا ظلت محافظه على أسعارها، مشيرا إلى أن المحفظة الصغيرة يتراوح سعرها بين 500 دج و700 دج، بينما قد يصل سعر المحفظة كبيرة الحجم إلى 1000 دج، وهي أسعار في المتناول، وتتماشى مع القدرة الشرائية للعائلات الفقيرة، كاشفا في معرض حديثه، أن النوعية حقيقة ليست بالجودة المطلوبة، بحكم أنها سلع صينية، غير أنها تستجيب للقدرة الشرائية للبعض.
أما عن المآزر فهي الأخرى تزيّنت بها المحلات، حيث غلب عليها اللون الأبيض والأزرق بالنسبة للذكور، واللونان الوردي الداكن والفاتح للبنات. وحسب الباعة، فأسعارها لم تعرف ارتفاعا، حيث يتراوح سعر المآزر محلية الصنع بين 500 دج و1000 دج، بينما يتراوح سعر المستوردة بين 1300دج و1500دج.
ومن جهته، أكد بائع الأدوات المدرسية أن الدخول الاجتماعي هذه السنة سيكون عاديا، لكون أغلب المستلزمات المدرسية انخفضت، خصوصا المحلية، موضحا أن الطلب على اقتناء اللوازم المدرسية ككل سنة، يبدأ مبكرا. وتقربت "المساء" من عدد من الأولياء الذين شرعوا مبكرا في عملية اقتناء اللوازم المدرسية.
وفي حديثنا إلى بعضهم، أكدوا أن العطلة الصيفية بالنسبة لهم، تنتهي مبكرا بمجرد أن يبدأ الترويج لمختلف السلع المتعلقة بالدخول الاجتماعي. وحسب إحدى السيدات كانت بصدد اقتناء بعض الأدوات من طاولة بباش جراح، الأدوات المدرسية المطلوبة معروفة بالنسبة لهم. وتسعى من وراء شرائها مبكرا، لتفادي الزحام في الأيام التي تعقب الدخول المدرسي.