النقل المدرسي يؤرق بلديات تيارت

الحافلات متوفرة ولا توظيف للسائقين

الحافلات متوفرة ولا توظيف للسائقين
  • القراءات: 554
ن. خيالي ن. خيالي

يعود ملف النقل المدرسي بولاية تيارت بقوة كل موسم دراسي بالنسبة للتلاميذ القاطنين بالمناطق الريفية والنائية؛ إذ رغم المجهودات الكبيرة التي قامت بها الدولة عبر مختلف الأجهزة المركزية والمحلية في السنوات الأخيرة من أجل توفير وسائل نقل للمتمدرسين من حافلات وسيارات مهيأة، إلا أن المشكل لايزال قائما لكن بصيغة أخرى، حيث إن مشكل الموارد البشرية يُطرح بإلحاح عبر عدة بلديات بولاية تيارت، على غرار توسنينة وحمادية.

أكد رؤساء البلديات التي تعاني من هذا المشكل، أن ملف النقل المدرسي ظل مطروحا بشدة من خلال نقص وانعدام السائقين جراء تجميد عملية التوظيف بقرار حكومي منذ أكثر من عشر سنوات، مما جعل الاعتماد على بعض العمال للتكفل بسياقة تلك الحافلات والسيارات الخاصة بالنقل المدرسي، لكن المشكل هنا يُطرح بصفة أخرى، حسب نفس المصدر؛ إذ لا يمكن الاعتماد كليا على تلك الشريحة لأسباب تتعلق بالضمان وعدم مطابقة المهنة مع المهنة الأصلية لهؤلاء العمال، الذين قد يتعرضون لمختلف أنواع الضغوطات والمشاكل في حال حدوث أي طارئ. هذا الإشكال القائم جعل أكثر من 1300 تلميذ معنيين بالنقل المدرسي ببلديات مثل حمادية وتوسنينة وأولياءهم وحتى السلطات المحلية، في مشاكل يومية لا منتاهية جراء غياب موظفين مكلفين بسياقة الحافلات والسيارات المهيأة لهذا الغرض، مما جعلهم يطالبون برفع التجميد عن عملية التوظيف ولو بصفة مؤقتة، لتمكنيهم من توظيف سائقين في المستوى، توكل إليهم مهمة نقل التلاميذ المتمدرسين بالبلديات، والعودة بهم إلى مقرات سكناهم في ظروف لائقة ومريحة.

يضاف إلى ذلك أن الاعتماد على إبرام اتفاقيات مع الناقلين الخواص لنقل التلاميذ المتمدرسين، أصبح مكلفا كثيرا لخزينة البلديات، التي لا تملك أي مداخيل أخرى سوى الاعتماد كليا على ما تجود به الدولة ومصالح الولاية من إعانات مالية، تتعلق بالتسيير وتوفير العديد من الهياكل الخدماتية، لذا بات من الضروري أن تقوم الدولة استثناء، بإعادة فتح مجال التوظيف في بعض المناصب الخاصة للقضاء على العديد من المشاكل، خاصة ما تعلق بالنقل المدرسي، الذي أصبح هاجسا حقيقيا تعاني منه السلطات المحلية والتلاميذ وأولياؤهم رغم الوفرة في وسائل النقل في السنوات الأخيرة، بعد اقتناء المئات من المركبات من الشركة الوطنية لتركيب السيارات مرسيدس بتيارت.

دواوير سيدي بختي تشتكي ... من ويلات الإرهاب إلى غياب التنمية المحلية

تعاني العديد من الدواوير والمناطق الريفية ببلدية سيدي بختي على شاكلة دوار سيدي سالم، من مشاكل كبيرة أعاقت تنمية المنطقة في ظل انعدام أهم الضروريات كالماء والكهرباء التي صعبت يوميات السكان. 

يذكر السكان في هذا الشأن، أن غياب هذه الضروريات أصبح عائقا حقيقيا ومصدر غبن كبير لسكان المناطق الريفية، الذين عانوا الويلات خلال الحقبة الاستعمارية، لتليها سنوات الإرهاب. ورغم ذلك لم يغادر الأهالي مناطقهم وبقوا فيها، وتشبثوا بأرضهم لخدمتها وتربية ماشيتهم، متحدين الصعوبات التي كانت تواجههم يوميا وتتربص بحياتهم ووجودهم، لكن بعد استتباب الأمن وعودة الأمور إلى طبيعتها استبشر سكان تلك الدواوير خيرا في توفير أهم الضروريات لهم، لكن، حسبهم، لم يتحقق من ذلك شيء رغم النداءات الموجهة للمسؤولين، حيث ظلوا بدون كهرباء أو ماء؛ ما جعلهم يعتمدون على أنفسهم في جلب المياه عن طريق الدواب والوسائل المتاحة، فيما يناشدون السلطات منحهم تراخيص لحفر آبار مع ضرورة توفير الكهرباء كطاقة ضرورية لكل الاستعمالات، خاصة الإنارة واستخراج المياه لسقي منتوجاتهم الفلاحية.

وذكر بعض سكان الدواوير على غرار المهادة والعلاونة، أنهم ظلوا متشبثين بمنطقتهم ولم يهجروها رغم العوائق المتنوعة في غياب الظروف لذلك، ناهيك عن انتشار جرائم سرقة الماشية التي يتعرضون لها من قبل بعض الجماعات الإجرامية؛ إذ تعرّض آخر مرة الدوار لسرقة 200 رأس من الماشية، هذه الوضعية الصعبة التي أصبحت تلازم السكان الذين يعلقون آمالا كبيرة على السلطات في رفع الغبن عنهم، من خلال برمجة مشاريع استعجالية كتوصيل الكهرباء والمياه الصالحة للشرب وتهيئة الطرقات، خاصة أن برنامج الدولة يولي أهمية كبيرة لتنمية مناطق الظل. وتبقى دواوير سيدي بختي من أهم تلك المناطق، وأصبحت من بين مناطق تحت درجة الظل، تتطلب التفاتة خاصة من قبل المسؤولين.