حي 720 مسكنا بجسر قسنطينة
التجارة الفوضوية والنفايات تعقّد وضعية السكان

- 504

يشكو سكان حي 720 مسكنا ببلدية جسر قسنطينة، منذ عدة سنوات، انتشار النفايات وتلوث المحيط جراء النشاط التجاري الفوضوي الذي طال العديد من الطرق والأرصفة والأماكن العمومية، مما شوّه منظر الحي، وعقّد وضعية السكان، الذين أكدوا لـ ”المساء” أنّ السلطات العمومية غائبة عن هذه البقعة، وهو ما جعل فوضى التجارة تستفحل، وأصبح أمر إزالتها صعبا.
رغم عمليات التحسين التي مست عمارات حي 720 مسكنا، فإن المساحات المجاورة صنعت النشاز. وحسب أحد السكان فإنه كان من الأولى تنظيف المحيط قبل البدء في دهن العمارات وإعادة تأهيلها، لأن ما يتركه التجار نهاية كل يوم من نفايات، أكثر خطورة على صحة المواطنين من الجدران التي تقشرت طبقاتها بفعل العوامل الطبيعية، مشيرا إلى أن التجار غير الشرعيين الذين استقروا بالحي، يأتون من مختلف البلديات، مثل براقي وسيدي موسى والأربعاء بالبليدة وغيرها، ولا يهمهم الحي بعد نهاية كل يوم، فهم يتركون أكواما من النفايات التي زادت في نشر المخاطر الصحية، خاصة ما تعلق بالمواد العضوية سريعة التلف والتعفن، كالخضروات والفواكه، مما زاد في انتشار الحشرات والروائح الكريهة.
وحسب رسالة وجهها سكان الحي إلى مختلف المصالح بالبلدية والأمن، فإن الوضعية صارت لا تطاق، مما يحتم التدخل العاجل قبل حلول شهر رمضان، حيث تتعقد الوضعية، ويصبح مواطنو الحي لا يستطيعون حتى دخول عماراتهم بسبب ضيق المسالك، حسبما أكد ”محمد. ح«، الذي قال: ”إن هذه الوضعية فجّرت شجارات وصدامات بين التجار والسكان، بلغت درجة استعمال الأسلحة البيضاء، وتدخّل مصالح الشرطة”.
ويتخوف ساكنة الحي من أن تسوء الوضعية لاحقا، مثلما حدث خلال السنوات الفارطة، وتصل الأمور إلى ما لا تُحمد عقباه.
وما ”زاد الطينة بلة”، حسب محدثينا، بقاء أكوام كبيرة من الردوم ومخلفات الأشجار التي تمت إزالتها، بسبب القضاء على الحدائق والمساحات الخضراء غير المنظمة والأسيجة التي وضعها السكان حول العمارات بأمر من والي العاصمة، خاصة بعد تدشين خط مترو العاصمة نحو المنطقة.
وحسب شهادات السكان، فإنّ الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لبئر مراد رايس و«مير” جسر قسنطنية، كانا حريصين على إزالة الأسيجة والأشجار والنباتات التزيينية، وسخّرا مختلف الوسائل المادية والبشرية لذلك، لكن العملية لم تنته، مما ساهم في تعفين محيط الحي. وحسب المشتكين، فإنّ هذه العملية التي كان هدفها تطهير حواشي العمارات السكنية من الفوضى، زادت في تلويث المحيط. والغريب أن بعض المواطنين الذين اشتكوا من الوضعية لمصالح البلدية، أخبروهم بأنه لا يمكن رفع هذه الأكوام بسهولة، نظرا لافتقاد البلدية الوسائل والأمكنة التي ترمى فيها هذه المخلفات.
وينتظر سكان حي 720 مسكنا تدخّل والي العاصمة لحل المشكل، وإرغام المصالح المحلية على التنسيق بينها وبين المؤسسات الولائية الأخرى لتنظيف الحي وإعادة الوجه الجميل للمحيط، ومنها مؤسسات ”ناتكوم”، ”إكسترانات” و«أسروت”، ووضع حد للانزلاق التي يمكن أن يحدث بسبب الخلافات والشجارات التي تنشب بين الوقت والآخر، بسبب التلوث والإزعاج والكلام الفاحش، الذي يصل مسامع سكان العمارات المجاورة، مما جعل أغلب العائلات توصد النوافذ والشرفات طوال ساعات النهار، تفاديا لذلك.
❊ رشيد.ك