رغم الدراسات التي أجريت لفك الخناق عن سكيكدة
الازدحام المروري يشل حركة عاصمة البيتروكيمياء

- 531

مازالت مدينة سكيكدة تعرف عبر مختلف طرقها سواء الرئيسة أو الفرعية، حالة اختناق وزحمة رهيبة، تزداد حدتهما أثناء أوقات الذروة، لتصل في كثير من الأحيان إلى شلل تام، مما يتسبب في حالات تذمرا كبيرا لأصحاب المركبات والراجلين على حد سواء. وتُعد طرق ديدوش مراد المعروفة بشارع الأقواس وشارع الممرات إلى غاية مفترق الطرق المؤدي إلى حيي 20 أوت 55 وحي الإخوة بوحجة وشارع بشير بوقدوم ولاسيا ونهج هواري بومدين ومفترق الطرق الواقع قبالة محطة نقل المسافرين محمد بوضياف، من بين أكثر شوارع المدينة التي تعاني على مدار اليوم، اختناقا مروريا رهيبا.
هذا الوضع الذي أرجعه العديد من المختصين إلى جملة من الأسباب، منها الركن العشوائي للمركبات على جانبي الشارع، خاصة في الأماكن التي تعرف الازدحام بسبب افتقار عاصمة البيتروكيمياء إلى حظائر منظمة ذات طوابق، ونقص الطرق الاجتنابية والأنفاق الصغيرة والجسور، ونقص إشارات المرور الضوئية، إذ إن ما هو موجود وعلى قلّته، لا يشتغل. وما زاد الطين بلة التوزيع الفوضوي للخطوط الحضرية مع كثرة حافلات النقل الجماعي، التي تساهم، بشكل كبير، في الازدحام الذي تفاقم بسكيكدة، خاصة خلال السنوات الأخيرة، حيث تضم مدينة سكيكدة أكثر من 20 خطا بتعداد يفوق 270 ناقلا يشتغلون بأكثر من 300 مركبة، يضاف إليها أكثر من 20 حافلة كبيرة من حافلات مؤسسة النقل الحضري (إيتوزا). للتذكير، فقد سبق أن قامت بلدية سكيكدة سنة 2006 بإنجاز دراسة تقنية أُسندت لمكتب دراسات متخصص من عنابة، بغية إقامة جسر صغير يربط الطريق الوطني رقم 44 عند مدخل سكيكدة بمحاذاة محطة نقل المسافرين محمد بوضياف بالطريق المؤدي، إلى الحي المعروف باسم «ابن حورية»، خاصة عند النقطة المحاذية للمصلحة التقنية للبلدية، إلا أن الدراسة جاءت غير مجدية؛ كون الجسر سيشوّه الوجه الجمالي لمدخل سكيكدة، مما دفع آنذاك بالمسؤولين إلى رفضه. كما استفادت المدينة سنة 2011 من دراسة أخرى لإنجاز نفق أرضي بذات المكان، إلا أن المشروع تم التخلي عنه بحجة عدم ملاءمته بسبب تكدس مياه الأمطار في ذاك المكان. كما استفادت في سنة 2012 من دراسة خاصة لإنجاز مخطط المرور للمدينة، بلغت تكلفته المالية حينها، حوالي مليار سنتيم. وكان الغرض من الدراسة إعطاء تصور شامل كفيل بإعادة تنظيم حركة السير داخل النسيج العمراني للمدينة، ومن ثم وضع حد للفوضى التي تعرفها حركة السير بعاصمة البيتروكيمياء، إلا أن الأمور ظلت على حالها، فعدا النفق الأرضي الوحيد الذي تمّ إنجازه على مستوى حي الأمل الذي اعتبره السكيكديون غير مجد، خاصة أمام استمرار ازدحام المرور الذي يعرفه شارع بشير بوقادوم عند ساعة الذروة؛ فجل المشاريع مازالت حبرا على ورق. وللإشارة هنا، فإنّ ما زاد في تأزم الوضع وساهم في تدهور حركة السير بالمدينة أكثر، هو وضعية طرق المدينة المهترئة، خاصة تلك المتواجدة داخل التجمعات السكنية والأحياء، والتي تبقى بحاجة مستعجلة لتدخّل المصالح المختصة، لرد الاعتبار لها.
❊ بوجمعة ذيب