أمام ارتفاع أسعار المواشي ببرج بوعريريج وميلة

الأضاحي المستورَدة السبيل الوحيد لمحدودي الدخل

الأضاحي المستورَدة السبيل الوحيد لمحدودي الدخل
  • 570
آسيا عوفي آسيا عوفي

دفع ارتفاع أسعار المواشي المحلية بأسواق برج بوعريريج وميلة، بالمواطنين لا سيما محدودو الدخل، الى التوجه لاقتناء الأضاحي المستوردة، التي تبقى السبيل الوحيد للظفر بأضحية. وخلال جولة قامت بها "المساء" بأسواق المواشي والخضر والفواكه بولايتي برج بوعريريج وميلة، سجلت ارتفاعا في الأسعار مقارنة بالسنة الماضية، وهو ما دفع بأغلب المواطنين، إلى التريث أكثر؛ طمعاً في تراجع الأسعار.

وعند تواجد "المساء" بأسواق المواشي بولايتي برج بوعريريج وميلة، لاحظت إقبالا كبيرا من المتسوقين، حيث تراوحت أسعار النعاج والخرفان بين 45 ألف دج و80 ألف دج، حسب النوعية والصنف، فيما تجاوز سعر الكباش سقف 100 ألف دينار (10 ملايين سنتيم).

وقد أكد بعض المتسوقين أنهم تفاجأوا بالأسعار، خاصة أن الزيادة تجاوزت مليوني سنتيم مقارنة بالسنة الماضية؛ فبيعت الكباش بسبعة وثمانية ملايين سنتيم كمعدل نسبي، فيما تجاوزت أسعارها هذه السنة من نفس النوعية، 10 ملايين سنتيم، وهو ما جعلهم يتريثون إلى غاية الأيام الأخيرة، آملين في انخفاض الأسعار كما حدث السنة الماضية. 

ومن جهتهم، أكد الموالون والتجار الذين اقتربنا منهم، أن الأسعار منطقية جدا، وعادية، والتي تمت مقارنتها بالتكاليف المترتبة على عاتقهم، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف التي تجاوزت سقف 2500 دينار للقنطار الواحد من مادة النخالة، وأزيد من 5 آلاف دينار لتغذية الأنعام المعالجة، إضافة إلى ارتفاع أسعار حزم التبن والكلأ، وتراجع محاصيل حقول القمح والشعير الناجمة عن موجة الجفاف، في ظل انعدام سياسة واضحة تحمي الفلاح الذي ينتهز الفرص لتحقيق أرباح، وتغطية جزء من التكاليف الناتجة عن تربية قطعان الماشية. وما لاحظناه أن المواطنين اكتفوا بسؤال الموالين عن سلامة الأضاحي من الأمراض.

الكباش المستورَدة تنقذ الموقف

وفي نفس السياق، ثمّن المواطنون مبادرة رئيس الجمهورية بخصوص الكباش المستوردة ومنحها لضعيفي الدخل بالولايتين، حيث أكد مواطن أنه منذ ست سنوات لم يشتر الأضحية، ولكن مع مبادرة رئيس الجمهورية استطاع أن يشتري أضحية لأبنائه. ولا تتصور فرحة عاملة النظافة بإحدى المؤسسات العمومية، بعدما تم منحها خروفا مستوردا بمبلغ 40 ألف دج، مؤكدة أنها لم تتخيل يوما أنه يمكنها اقتناء الأضحية بحكم راتبها الضعيف الذي لا يتعدى 30 ألف دج. 

ومن جهتهم، أكد مديرو المصالح الفلاحية بالولايتين، أن هذه الكباش تم منحها للموظفين الذين يقل راتبهم عن 35 ألف دج، وكذا المواطنين المعوزين، ليتمكنوا من تأدية شعيرة عيد الأضحى المبارك.

وفي نفس السياق، قمنا بزيارة أخرى لأسواق الخضر والفواكه ببلديات رأس الوادي، وعين تاغروت، وعاصمة الولاية برج بوعريريج، وكذا سوق شلغوم العيد بولاية ميلة، فوجدنا أن نفس الإشكال واقع مع أسعار الأضاحي، حيث عرفت ارتفاعا جنونيا، وهو ما جعل المواطن في حيرة كبيرة من أمره، خاصة أصحاب الدخل الضعيف والمتوسط. 

بعض المواطنين أكدوا لنا أن نفس الظاهرة تحدث كل سنة، ومع اقتراب أي مناسبة سواء كانت رمضان أو العيد أو غيرهما، حيث تجاوزت الأسعار الحد المعقول، على غرار اللفت الذي تجاوز سعرها 200 دج، والبطاطا 65 دج، والجزر والخرشوف، وغيرها، في حين ارتفعت أسعار الفواكه هي الأخرى.

وأكد مواطنو الولايتين أن من المفروض تخفيض الأسعار حتى يستطيع المواطن الضعيف شراء ما يستطيع، خاصة أن كل الجبهات مفتوحة سواء لشراء الأضاحي أو الخضر والفواكه، وكذا باب الدخول المدرسي، الذي سيثقل كاهلهم أكثر بالمصاريف، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل، والنظر، وإيقاف مثل هذه الأمور.