في ظل تراجع الوافدين على حديقة ”باردو”

اقتراح مسالك جديدة وزيارات منظمة لتلاميذ المدارس

اقتراح مسالك جديدة وزيارات منظمة لتلاميذ المدارس
  • القراءات: 1850
زبير.ز زبير.ز

لم تحقق حظيرة ”باردو” بحي رحماني عاشور، وسط مدينة قسنطينة، الهدف المنشود في استقطاب العائلات القسنطينية، وكذا محبي الطبيعة والحدائق، بعد أن الرهان عليها كان كبيرا في إنشاء فضاء للتنفس، وجعلها محطة لمختلف الشرائح نظرا لموقعها الاستراتيجي، ومساحتها الكبيرة وتوفرها على أماكن للراحة، ولعب الأطفال، والجري، والمشي، وحتى مسار للدراجات الهوائية.

يبدو أن التخطيط لحديقة ”باردو” التي تم تشيدها على أنقاض الحي القصديري رحماني عاشور، بعد تحويل قاطنيه إلى سكنات لائقة بالمدينة الجديدة علي منجلي، منذ حوالي 10 سنوات، لم يكن في المستوى المنشود، خاصة أنه أهمل العديد من النقاط الهامة، على غرار الطرق المؤدية إلى الحديقة التي تقع بمحاذاة حي شعبي، والتي يصعب الولوج إليها، وكان من المفروض تزوديها بسلالم انطلاقا من الساحة التي تقع خلف شارع عبان رمضان، وفتح مسالك جديدة من جهة حي رومانيا، مع وضع عدد معتبر من رجال الأمن والحراسة بالطرق المؤدية إلى الحديقة وداخلها.   

شهدت حديقة ”باردو” في الأشهر الأولى من تدشينها، من قبل السلطات المحلية، على هامش الاحتفالات بعيدي الشباب والاستقلال المصادف لـ5 جويلية سنة 2018، إقبالا معتبرا من قبل المواطنين، وأصبحت محجا للعائلات القسنطينية، التي وجدت متنفسا في هذا الفضاء الترفيهي والاستجمامي بعيدا عن ضوضاء المدينة، رغم أنها لم تدشن بشكل كامل في ظل بقاء جزء منها مهددا بالانزلاق بالجهة الشمالية على ضفاف وادي الرمال، بالقرب من جسر ”الشيطان”، نتيجة وجود مياه جوفية أهملتها الدراسة التقنية للمشروع .

رغم أن حديقة ”باردو” التي خصص لها غلاف مالي بحوالي 300 مليار سنتيم، قد غيرت من وجه المنطقة وتحولت إلى متنفس ورئة لوسط مدينة قسنطينة، باعتبارها تضم 7 مساحات خضراء واسعة، وأشجار للزينة، وأخرى مثمرة، وفضاء للترفيه والاستجمام لفائدة سكان قسنطينة، إلا أن الإقبال عليها بات في انخفاض من شهر إلى آخر بسبب نقص التغطية الأمنية، وصعوبة الولوج إليها، بالإضافة إلى عدم فتح المرافق الموجودة بها على غرار دورات المياه، والمقاهي، ومحلات الأكل السريع، وهي محلات في شكل أكشاك من الخشب، من شأنها أن تقدم خدمات كبيرة لقاصدي الحظيرة الممتدة على مساحة 65 هكتارا موزعة بين ضفتي الرمال،

ويقترح بعض المختصين في مجال البيئة، على غرار جمعية الطبيعة والبيئة، بتخصيص أوقات لفائدة تلاميذ المدارس، من أجل زيارة الحديقة والاستمتاع بجمالها، وبذلك غرس الثقافة البيئة لدى النشء الصاعد، في ظل وجود بيت للبيئة من شأنه تحريك النشاط البيئي بالولاية، عبر احتضان مختلف النشاطات، والمعارض، والأيام التحسيسية، والمساهمة بالتنسيق مع مديرية التربية، في غرس الثقافة البيئية لدى فئة الأطفال المتمدرسين، خاصة أن الحديقة تضم مشروعا لمزرعة بيداغوجية، من شأنها أن تضم عدد من الحيوانات، على غرار الأرانب والطيور وأحصنة صغيرة من نوع ”البوني”، وحيوانات أخرى.

طالب والي قسنطينة، ساسي أحمد عبد الحفيظ، بضرورة إتمام مشروع حديقة ”باردو”، والعمل على رفع جميع التحفظات المسجلة بهذا المشروع الحيوي، سواء كانت تحفظات إدارية أو تقنية، حيث أمر المقاولات الموكل إليها أشغال إنجاز ما تبقى من المشروع، بضرورة التنسيق فيما بينها، بهدف تذليل وحل الصعوبات الإدارية والميدانية التي لازالت تواجه المشروع منذ سنوات، والتي حالت دون استلامه بصفة كاملة.

للإشارة، فإن مشروع حظيرة ”باردو” الذي تكفل بإنجازه مجمع جزائري-إسباني، تم الكشف عنه في وقت الوالي السباق لقسنطينة، عبد المالك بوضياف، مباشرة بعد ترحيل سكان الأكواخ القصديرية سنة 2009،  لكن انطلاق المشروع تأخر إلى نهاية 2014، ليتم تسجيله في إطار مشاريع قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وكان من المفروض أن يسلم بعد 12 شهرا، لكن العائق الكبير الذي صادف مؤسسة الإنجاز هو مشكل الانزلاق، حيث توقف المشروع، بسبب اكتشاف مياه جوفية على عمق حوالي 20 مترا، يضاف لها طبيعة المكان الذي تشكل من تراكم الأتربة على مدار عقود من الزمن، وطالب وقتها مكتب دراسات إيطالي مبلغ 7 ملايير دينار، لإنجاز الدراسة وحل مشكل الانزلاق، وهو الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل السلطات الولائية.