على خلفية غلق أسواق الماشية

ارتفاع غير مسبوق لأسعار الأضاحي بالعاصمة

ارتفاع غير مسبوق لأسعار الأضاحي بالعاصمة
  • القراءات: 1456
نسيمة زيداني نسيمة زيداني

عرفت مواقع بيع الماشية بالعاصمة هذه السنة، ارتفاعا محسوسا في الأسعار، على غرار تلك المنتشرة عبر اولاد فايت والرويبة وعين النعجة وباش جراح، التي شرعت في البيع الأسبوع المنصرم، إذ يتراوح سعر الكباش بين 5 إلى 6 ملايين سنتيم، فما فوق، كما ارتفعت أسعار النعاج التي يفضلها البعض بدل الكباش.

المتجول بنقاط البيع بالعاصمة، يلاحظ غلاء أسعار الماشية التي ارتفعت مقارنة بالسنة الماضية، حيث بلغ سعر الخروف الصغير جدا 35 ألف دينار، حيث أكّد أحد الباعة أنّ أسعار الأضاحي قد ارتفعت هذه السنة بأكثر من 8 آلاف دج مقارنة بالعام الماضي، وأرجع ذلك إلى غلاء الأعلاف بالدرجة الأولى والأزمة التي تعيشها البلاد.كما يستغل السماسرة مناسبة عيد الأضحى لرفع الأسعار، يقول محدثنا، موضّحا أنّ غالبية الباعة الموجودين في العاصمة ليسوا بموالين، بل أغلبهم يغيّرون نشاطهم العادي في هذه المناسبة الدينية ويشترون المواشي بأسعار معقولة ليعيدوا بيعها بأضعاف سعرها.

وأضاف البائع أنّ الأسعار عرفت ارتفاعا كبيرا، فالكبش الذي كان سعره 45 ألف دينار العيد الفارط، بلغ سعره هذه السنة 52 ألف دينار، وترتفع الأسعار لتصل حتى 65 ألف دينار بالنسبة إلى الأضحية كبيرة الحجم، معترفا بغياب الإقبال هذه السنة مقارنة بالأعوام الماضية.

إجراءات لضمان عيد ناجح

فيما اتّخذت ولاية الجزائر، إجراءات احترازية للتحضير لعيد الأضحى، على غرار المطالبة بشهادة صحية تكون مرافقة للماشية من نقطة الانطلاق إلى نقطة البيع، إلى جانب تجنيد كلّ البياطرة على مستوى نقاط البيع، وكذا على مستوى المذابح أيام العيد.كما ستكون جميع منشآت الذبح الموزعة بالعاصمة في الأيام الثلاثة للعيد مفتوحة، لتمكين المواطنين من ذبح أضاحيهم في مكان تتوفر فيه الرقابة تزامنا مع أزمة كورونا، وسيتم ضمان نظام المداومة من طرف المصالح البيطرية الولائية، وهذا على مستوى المجالس الشعبية البلدية وكذا على مستوى أماكن الذبح، حسب مصادر المساء.

نقاط البيع العشوائي لأضاحي تعود هذا الأسبوع

يبدو أن تعليمة والي العاصمة، يوسف شرفة، فيما يخص منع بيع أضاحي العيد ببلديات العاصمة تفاديا لانتشار فيروس كورونا، لم تلق الترحيب من طرف الباعة، حيث اختلفت صور شوارع العاصمة خصوصا في الأحياء الشعبية هذه السنة، إذ أنه رغم قلة مشاهد فوضى أسواق الماشية التي كان يصنعها الموالون بكباشهم أسابيع قبل عيد الأضحى، إلا أن الظاهرة مازالت سائدة في بعض الأحياء.

هذه السنة وقبيل حلول عيد الأضحى المبارك، بدأ المواطنون يقبلون على مواقع بيع المواشي للاستفسار عن أسعار الأضحية هذا العام قبل الشراء، حيث انتشرت نقاط البيع العشوائي بمختلف بلديات العاصمة، على غرار الحراش وباش جراح والكاليتوس، إلى جانب الرويبة وأماكن من الشراقة، وغيرها. رغم قرار والي ولاية الجزائر بمنع بيع الماشية على مستوى كل بلدية، تفاديا لانتشار النفايات والروائح الكريهة في الأسواق العشوائية التي تعود المواطنون على ارتيادها ككل سنة في الساحات العمومية، لاسيما في الظرف الخاص الذي تعيشه البلاد هذه السنة بانتشار فيروس كورونا، إلا أن ظاهرة المواقع غير الشرعية، لا تزال تطبع البلديات في كل سنة لتزيد حدتها في السنة الجارية.

إذ لم يجد بعض الموالين من وسيلة لعرض ماشيتهم سوى كراء بعض المستودعات والمحلات الشاغرة، وهي الطريقة الوحيدة للتحايل على تعليمة ولاية الجزائر بالقضاء على البيع العشوائي للماشية والعلف، مثلما هو الحال بحي الجبل وبوروبة و20 أوت بباش جراح وكوريفة بالحراش.

فيما أكد لنا بعض الموالين، أنهم في ظل أزمة كورونا لم يجدوا طريقة لبيع ماشيتهم سوى اللجوء إلى كراء المستودعات، في حين لم يعبأ بعض الموالين بقرار منع مواقع البيع، واحتلوا بعض المساحات العمومية.

فيما اعتبر أحد المواطنين في تصريحه لـ«المساء، أن عرض الاضاحي داخل مستودعات من شأنه القضاء على نقاط بيع العشوائية، كما أنها تقلل من حدة انتشار النفايات المتلقة بالبيع في الشوارع. مشيرا إلى أن المواطنين كانوا يعانون كثيرا من ظاهرة البيع العشوائي وسط الضوضاء والفوضى، إضافة إلى عمليات السرقة المتكررة في كل سنة، فيما أوضح آخر بأنه بسبب كراء مستودعات بيع الماشية، نستطيع الحفاظ على نظافة المحيط في زمن الكورونا.