ازدحام مروري فظيع بالعاصمة منذ بداية رمضان
اتحادية الناقلين تطالب بمخططات سير بالمدن الكبرى

- 457

تحوّل الازدحام المروري عبر طرق وشوارع العاصمة، ومختلف المدن الكبرى منذ بداية الشهر الفضيل إلى كابوس حقيقي يؤرق يوميات الصائمين، على مستوى العديد من المحاور التي يقضي فيها المواطنون ساعات طويلة، وذلك رغم وعود السلطات بوضع مخطّط سير ينهي معاناتهم، فيما كان رمضان خلال السنوات الماضية يحلّ في فصل الصيف، حيث يكون تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات في عطلة، في حين تزامن هذا العام مع أوقات الدراسة.
فرغم أنّ الاختناق المروري أصبح يميّز العديد من الطرق والشوارع بالعاصمة والمدن الكبرى طيلة أيام السنة، إلاّ أنّ حدّته اشتدت بمناسبة شهر رمضان، على مستوى بعض محاور الطرق الرئيسية وحتى الثانوية، حيث لم تقتصر هذه الظاهرة على أوقات الذروة، بل أصبحت تميّز الطرق طيلة اليوم، خاصة وأنّ أغلب العمال فضّلوا العمل في رمضان هذا العام، الذي حلّ في شهر ماي، الذي يتميّز بجوّه اللطيف وتأجيل العطلة إلى وقت لاحق.
وقد ضاعف ذلك من فوضى الطرق وانعكس على راحة المواطنين، بسبب كثرة التنقل سواء للعمل أو للدراسة أو اقتناء الحاجيات، الأمر الذي يجبر أغلب العمال والطلبة على الخروج من منازلهم في الصباح الباكر، تفاديا لوصولهم متأخرين إلى العمل أو إلى الجامعات والمدارس، حيث عبّر العديد من العمال والطلبة لـ«المساء" عن استيائهم من حالة الازدحام في الطرق، خاصة على مستوى بعض المحاور والنقاط السوداء التي أصبح الأمر بها لا يطاق، حيث يحاول مستعملوها قدر الإمكان تجنّب المرور عبرها، على غرار بابا علي وبئر خادم وبئر مراد رايس، والأبيار والطريق السريع المؤدي إلى بن عكنون وحاور أخرى من المنطقة.
ورغم أنّ المشكل لا يقتصر على جهة من العاصمة دون غيرها، إلا ّأنّ طرق الجهة الغربية منها تشهد اختناقا مروريا رهيبا، بسبب الاستعمال المفرط للسيارات وغياب وسائل النقل الجماعية والعصرية على غرار الميترو والترامواي، الذي خفّف معاناة الكثير من سكان الجهة الشرقية للعاصمة، حيث لم يعد مشكل الاختناق المروري مرتبطا بأوقات الذروة، بل تعدى ذلك إلى كلّ الأوقات، فالمسافة التي يمكن قطعها في أقل من نصف ساعة، تحتاج إلى ساعتين، رغم أنّ المسافة لا تتجاوز أحيانا 5 كيلومترات فقط، مثلما هو الأمر للمسافة من القبة إلى شوفالي عبر الطريق السريع، مرورا بقاريدي، التي قطعها بعض المواطنين عشية رمضان وخلال اليومين الماضيين في ظرف ساعتين من الزمن.
وفي تعليقه على ذلك، أرجع رئيس الفيدرالية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع عبد القادر بوشريط، في تصريح لـ«المساء"، هذه الظاهرة لغياب مخطّطات سير خاصة بالمدن الكبرى، التي تعتبر المشكل الرئيسي الذي تعاني منه كلّ المدن دون استثناء، داعيا إلى تعميم إشارات الأضواء الثلاثية في كل مفترق الطرق، ونقل الإدارة إلى خارج المدن الكبرى ومن وسط مدينة الجزائر، حيث أدى تمركزها إلى تعميق الأزمة، حسب المتحدّث، الذي خصّ بالذكر تواجد مديرية النقل لولاية الجزائر بالأبيار، وما يخلّفه ذلك من اختناق مروري، بسبب تنقل المعنيين من الناقلين إليها يوميا، وهو مشكل لا يطرح لو كانت المديرية بمنطقة الخروبة وناحية الطريق السريع، فضلا عن محكمة عبان رمضان وما تشهده من إقبال، وانعكاس ذلك على حركة السير بكلّ الأحياء المجاورة لها.
من جهة أخرى، أرجع المتحدّث الاختناق المروري، إلى انتشار الحظائر الفوضوية التي عمّقت المشكل، واستعمال الجزائريين لسياراتهم في التنقل رغم توفّر الميترو والتراموي، داعيا الجهات الوصية إلى اتّخاذ الإجراءات اللازمة للحدّ من هذه الفوضى التي أرّقت المواطنين سواء بالعاصمة أو غيرها من المدن الكبرى.