رغم انعدام اليد العاملة وصعوبة التسويق
إنتاج قياسي للزيتون بوهران

- 566

أكد عدد من الإطارات بمديرية المصالح الفلاحية لولاية وهران، بأن إنتاج الزيتون لهذا الموسم سيعادل في أدنى حالاته 152000 قنطار، وأكد في هذا الشأن، رئيس الغرفة الفلاحية بالولاية السيد براشمي الحاج مفتاح، بأن مستوى إنتاج الزيتون هذا العام انتعشت وارتفعت بمعدل يفوق نسبة 10 بالمائة مقارنة بمنتوج العام المنصرم.
وحسب عدد من الفلاحين المختصين في إنتاج الزيتون وجمعه، فإن العديد من العوامل ساعدت على ارتفاع الإنتاج بهذه الصورة الإيجابية، منها على وجه الخصوص ارتفاع عدد المساحات المزروعة التي لم تكن تتعد خلال العشرية الماضية 600 هكتار، لتصبح الآن أزيد من 8400 هكتار، غير أن الأشجار المنتجة التي يتم جني محاصيلها لم تتعد إلى غاية الآن 6700 هكتار من مجموع الأراضي المزروعة، بسبب عدم دخول الأشجار الأخرى عالم الإنتاج، كونها ما زالت في أولى مراحلها العمرية، بالتالي الإنتاجية.
إلى جانب هذا، يؤكد الأمين العام للغرفة الفلاحية، بأن العوامل المهمة في مضاعفة الإنتاج، بالإضافة إلى ارتفاع الأراضي المزروعة، هو نوعية المحصول الجيد الذي لم يكن يعرف خلال مختلف مراحل نموه أية لحظة سقي، ما عدا مياه الأمطار، غير أن الأمور تغيرت كثيرا الآن، بحيث أصبح عدد كبير من الفلاحين والمنتجين يعتمدون على السقي من أجل إعطاء نفس جديد للأشجار والحصول بالتالي على نوعية جيدة من المحصول وكثيفة كذلك.
من هذا المنطلق، يؤكد الفلاحون المنتجون لزيت الزيتون، أن المنتوج لم يكن يتعدى في السابق 9 لترات في القنطار الواحد، ليصبح الآن في حدود 16 لترا في القنطار الواحد، بفضل التقنيات الجديدة التي يعتمدها الفلاح والمزارع المختصة في مادة الزيتون.
يذكر بالمناسبة، أنه منذ تجسيد البرنامج الوطني للتنمية الفلاحية سنة 2000، وفي إطار المخطط الخماسي، عملت المصالح الفلاحية بولاية وهران على تشجيع الاستثمار في شعبة الزيتون من خلال الشروع الميداني في غرس ما لا يقل عن 15000 هكتار من الأراضي الفلاحية، الموجهة أساسا إلى شعبة الزيتون، علما أن المساحة الإجمالية مع نهاية عام 2020، ستصل إلى 21332 هكتارا، وهو ما يعادل ربع المساحة الفلاحية التي تتوفر عليها ولاية وهران إجمالا، والمخصصة أصلا لمختلف المحاصيل الفلاحية المتنوعة.
يؤكد الكثير من المزارعين وأصحاب مختلف المساحات المزروعة بأشجار الزيتون، أنهم يواجهون مشكل توفر اليد العاملة المؤهلة لجني هذه المادة الحساسة، رغم أنهم يوفرون ظروف عمل جيدة ومناسبة لكافة العاملين في المجال، لأنه عندما يحين موسم الجني، يصبح من المهم الحصول على اليد العاملة في وقتها وفي الآجال المحددة، لأن التأخر في جني المحصول من شأنه أن يؤثر على الإنتاج من جهة، وعلى الشجرة من جانب آخر.
زيادة على هذا المشكل الذي يعاني منه كافة المزارعين في مجال الزيتون، هناك مشكل آخر لا يقل أهمية عن هذا المشكل، وهو التسويق، بسبب انعدام سوق خاصة بشعبة الزيتون، حيث يجد المزارعون أنفسهم أمام معضلة أخرى بعد الانتهاء من عمليات الجني المختلفة، حيث يؤكد أحد المزارعين بأن سعر الكيلوغرام الواحد عند الجني لا يقل على 30 دينارا، بعدما كان لا يقل عن 100 دينار خلال العام الماضي.
❊ج. الجيلالي