حققت المؤسسة الوطنية للهياكل المعدنية والنحاسية، انتصارا كبيرا السنة الماضية، من خلال احتلالها المرتبة الأولى على مستوى ولاية البليدة في امتصاص البطالة، وهي اليوم تواصل تطبيق سياستها المتمثلة في استقطاب الشباب، سواء القادم من الجامعات أو من مراكز التكوين، بهدف تأطيره، ومن ثمة توظيف البعض منه.

في هذا السياق، التقت ”المساء” السيد بلاق محمد الأمين، مدير الموارد البشرية بالمؤسسة، على هامش حفل افتتاح الموسم الجامعي لجامعة البليدة 2 (العفرون)، واستفسرت منه عن العديد من النقاط المتعلقة بمهام (سي. أر.ميتال)، خاصة المتعلقة منها بتشغيل الشباب.

أكد السيد بلاق، اهتمام المؤسسة الوطنية للهياكل المعدنية والنحاسية، بتكوين الطلبة الذين يتلقون دروسا نظرية على مستوى جامعاتهم، ثم يلتحقوا بها، سواء خلال دراساتهم أو بعد إتمامها، ليستفيدوا من الجانب التطبيقي من خلال ورشات تكوينية، خاصة طلبة تخصصي الهندسة المدنية والهندسة الميكانيكية، ونفس الأمر بالنسبة لمراكز التكوين.

لا يتوقف تعامل المؤسسة فقط على التخصصات التي لها علاقة مباشرة بمهامها -يضيف المتحدث-، بل أنشأت علاقات أيضا مع جامعة العفرون مثلا، التي تضم تخصصات أخرى، حيث تحتاج أيضا إلى الطلبة المنتسبين إلى كلية الاقتصاد وكذا التي تعنى بالحقوق مثلا، فكل مؤسسة تستحق كل هذه التخصصات وأكثر، لهذا ستجدد في المستقبل القريب، اتفاقية التعاون مع جامعة البليدة 2.

في المقابل، تتعامل المؤسسة بشكل أوسع مع مراكز التكوين، نسبة للمجال الذي تختص فيه، وفي هذا نجد من يتكون على مستوى المؤسسة، وهناك من يلتحق بها في نهاية تربصه، وفي آخر التكوين ـ يشير بلاق- تحتفظ بالأفضل، أما البقية فقد يكون لهم الحظ في الالتحاق بالمؤسسة في حال احتياجها لهم، باعتبار أن الشركة لها ميزانية محددة ولا يمكنها أن توظف الجميع.

توقف السيد بلاق عند نقطة مهمة، تتمثل في اهتمام (سي.أر.ميتال)  بالشباب، مشيرا إلى معدل عمر الموظفين في المؤسسة والمقدر بـ33 سنة، خاصة مع سن قانون التقاعد لسنة 2016، الذي دفع بالكثير من اليد العاملة المؤهلة إلى التقاعد في سن الخمسين، باعتبار أن مهنة التلحيم وما شابهها شاقة، وهو ما منح الشباب فرصة إثبات قدراتهم في هذا المجال، بعد تلقيهم تكوينا من طرف المؤسسة.

عكس ما يتم تداوله حول تفضيل الشباب للمهن ”المريحة”، أكد بلاق اهتمام الكثير من الشباب بالمهن المقترحة في المؤسسة الوطنية للهياكل المعدنية والنحاسية، رغم صعوبتها، حتى أن بعض الطلبة يفضلونها، بعد تلقيهم التأطير اللازم والمتابعة الجدية والتكوين الملائم.

تهتم (سي.أر.ميتال) الواقع مقرها الرئيسي في البليدة، بتوظيف الشباب من مختلف ولايات الوطن، خاصة أن أشغالها تغطي كامل التراب الوطني، وتعنى بكل ما له علاقة بالمعادن، مثل مجال البتروكيمياء وصناعة الأغذية الزراعية، وفي هذا، كشف بلاق عن إنتاج المؤسسة لبعض من التجهيزات التي كانت الجزائر تستوردها، مقدما مثالا بشركة (نفطال)، الزبون الرئيسي للمؤسسة، والتي كانت تستورد فاصل الغاز والتوربينات الغازية، إلا أنها أصبحت في المدة الأخيرة تشتريها من (سي.أر. ميتال) عبر اتفاقية تم توقيعها لأجل هذا الغرض.