لترسيخ ثقافة الفرز الانتقائي وسط الطلاب
إطلاق مشروع نموذجي بجامعة عنابة

- 167

أطلق المشاركون في يوم دراسي، نظم بجامعة "باجي مختار" في عنابة، هذا الأسبوع، مشروعا بيئيًا نموذجيًا، يهدف إلى تحسين جودة الحياة الطلابية، من خلال ترسيخ ثقافة الفرز الانتقائي، وتسيير النفايات داخل المؤسسات الجامعية.
تم تنظيم هذه التظاهرة البيئية، تحت شعار "مشروع نموذجي دور الفرز الانتقائي في تحسين جودة الحياة الطلابية"، بالتنسيق بين دار البيئة لولاية عنابة، والوكالة الوطنية للنفايات، ومديرية البيئة للولاية، والتعاون مع مجموعة من الشركاء المؤسساتيين، في إطار التوجه الوطني نحو دعم الممارسات البيئية المستديمة داخل الجامعات.
يُعد هذا اليوم الدراسي، محطة هامة لتعزيز الوعي البيئي في الوسط الطلابي، وتجسيد مبدأ الجامعة الخضراء كمقاربة شاملة للتسيير المستديم، حيث تضمن البرنامج إطلاق مشروع تجريبي، يتمثل في إعداد دليل عملي لتسيير النفايات داخل الإقامات الجامعية، يهدف إلى تنظيم طرق جمع النفايات وفرزها، وتحسين ظروف النظافة والصحة داخل الفضاءات السكنية للطلبة.
كما تم في نفس السياق، توقيع اتفاقيات شراكة وتعاون بين مختلف الفاعلين من إدارات وجامعة وهيئات بيئية، ما يعكس الالتزام الجماعي بترقية السلوك البيئي داخل الفضاء الجامعي، وتوسيع دائرة التعاون في مجال إدارة النفايات ومرافقة المشاريع البيئية النموذجية. وقد عرفت الفعالية، تقديم عروض مرئية وشهادات ميدانية من قبل خبراء وممثلين عن الطلبة، تم من خلالها عرض تجارب ناجحة وأفكار مبتكرة في ميدان فرز النفايات داخل الحرم الجامعي. وقد أبرزت هذه المداخلات، أهمية العمل التشاركي بين مختلف الأطراف، ودور الجامعة كمختبر حي لتطبيق الحلول البيئية.
ويُنتظر أن يكون هذا المشروع، نقطة انطلاق نحو تعميم ثقافة الفرز الانتقائي في كافة الجامعات الجزائرية، ومرجعًا عمليًا في مجال تسيير النفايات داخل الإقامات، بما يعزز من جودة الحياة الطلابية، ويكرس دور الجامعة كمؤسسة مواطنة ومؤثرة في مسار التحول البيئي. يُذكر أن هذه المبادرة، تندرج ضمن رؤية أوسع لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وترسيخ مبادئ الاقتصاد الدائري، عبر إشراك الطلبة والإداريين والمجتمع المحلي في مسار متكامل نحو جامعة خضراء، أكثر وعيًا، أكثر نظافة، وأكثر التزامًا بحماية البيئة.
إثر انهيار جزء من طريق "الإخوة بوشريط"
مصالح الري بعنابة تكثف تدخلها الميداني
باشرت مديرية الري لولاية عنابة، خلال الأيام القليلة الماضية، تدخلا استعجاليا واسع النطاق، لإصلاح الأضرار المسجلة على مستوى الطريق الرئيسي بشارع "الإخوة بوشريط" في حي المدينة القديمة، بعد تسجيل انهيار مفاجئ في البنية التحتية للطرقات، نتيجة تسربات المياه الملوثة وتراكمها بفعل انسداد قنوات الصرف الصحي. ويأتي هذا التدخل، ضمن استراتيجية المديرية للقضاء على ما يُعرف بـ"النقاط السوداء"، التي تشكل خطرا مباشرا على صحة المواطنين.
وقد تم في هذا الإطار، تنفيذ عدة عمليات ميدانية دقيقة، شملت إعادة ربط قناة الصرف الصحي ذات القطر 300 مم، والتي كانت مفصولة ومتسببة في تدفق المياه الملوثة إلى سطح الطريق، بالإضافة إلى جهر وتنظيف القنوات والبالوعات المسدودة، التي فاقمت من حدة المشكل، وتسببت في تراكم الأوساخ وانتشار الروائح الكريهة بالمنطقة. كما تم تحويل مسار المياه المستعملة، إلى الشبكة النظامية مؤقتا، لضمان استمرار الصرف بشكل سليم طيلة فترة الأشغال. أوضحت مديرية الري، أن هذه العملية تندرج ضمن البرنامج القطاعي لصندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية، الذي يهدف إلى تحسين الإطار الحضري، وضمان بيئة سليمة ومستدامة للمواطن، لاسيما في الأحياء القديمة، التي تعاني من اهتراء الشبكات بفعل قدمها وكثافة الاستعمال. وقد تكفلت المديرية بنفسها، بتمويل وإنجاز المشروع، تحت إشراف مباشر من مهندسي المديرية والقسم الفرعي للري بدائرة عنابة، لضمان تنفيذ الأشغال، وفقًا للمعايير التقنية المطلوبة.
من جانب آخر، أكد القائمون على المشروع، أن إعادة تأهيل الطريق وإرجاعه إلى حالته الأصلية، سيتم فور انتهاء الأشغال المتعلقة بشبكة الصرف، بإعادة تعبيد المقطع المنهار وإزالة الأتربة والمخلفات الناتجة عن الحفر، مما سيعيد السيولة المرورية ويقلل من معاناة سكان الحي، الذين اشتكوا من صعوبة المرور وانتشار الروائح الكريهة. تعد هذه العملية، واحدة من بين سلسلة تدخلات ميدانية، تقوم بها مصالح مديرية الري، في عدة نقاط عبر ولاية عنابة، خصوصا في المناطق التي تعاني من اختلالات في شبكات المياه والصرف، في مسعى للقضاء النهائي على بؤر التلوث، وتحسين الخدمات العمومية الأساسية المرتبطة بالماء والصرف الصحي.
يعكس هذا التدخل، مستوى اليقظة والاستجابة السريعة من قبل السلطات المحلية لمتطلبات المواطنين، لاسيما في أحياء المدينة القديمة، التي تعرف كثافة سكانية عالية، وهشاشة في البنية التحتية، الأمر الذي يتطلب متابعة دائمة وتدخلات دورية، للحفاظ على الصحة العمومية وضمان راحة السكان. وبهذا التدخل، تكون مديرية الري، قد أكدت مرة أخرى، التزامها الكامل بتنفيذ برامج التنمية الحضرية الموجهة لتحسين نوعية الحياة في المناطق المتضررة، خاصة تلك التي كانت تعاني من إهمال طويل الأمد، فيما يخص شبكات الصرف الصحي، ومعالجة المياه المستعملة.