خلال الملتقى الجهوي 11 للأطباء الواصفين
إجراءات لتشديد الرقابة على العطل المرضية المفتعلة

- 1985

شدّد المشاركون في الملتقى الجهوي الـ11 للأطباء الواصفين والأطباء المستشارين التابعين للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، على ضرورة تعزيز التواصل وتحسين التكفل بالمؤمنين اجتماعيا عبر الوصفات الطبية أو العطل المرضية، معتبرين خلال الملتقى الذي احتضنته قسنطينة، نهاية الأسبوع الفارط، أن العملية مسؤولية الجميع بدءا من الطبيب الواصف والصيدليات وصولا إلى صندوق الضمان الاجتماعي "كناص".
أكّد المتدخلون في أشغال الملتقى الجهوي الذي شارك فيه أطباء عامون ومتخصصون واصفون تابعون للقطاعين العام والخاص والناشطون بولايات ميلة، جيجل، أم البواقي وقسنطينة والذي حمل شعار "لنوحد جهودنا من أجل شراكة مستدامة" بالتعاون مع عدد من الجمعيات والمجالس الوطنية والعلمية، على أهمية دور الطبيب الواصف في عقلنة الوصفة الطبية باعتباره النقطة الهامة في عملية ترشيد الوصفة الطبية وعقلنتها كونه نقطة بداية التعامل مع المريض والوصفة.
في هذا الصدد، أكد مدير المراقبة الطبية بالمديرية العامة للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء جمال مطاري، أن الطبيب الواصف من ناحية الأخلاقيات الطبية له الحرية الكاملة في وصف الأدوية أو العطل المرضية، غير أن من واجبه أن يراعي في وصفته الاقتصاد في الصحة حسب قانون أخلاقيات المهنة، داعيا في نفس السياق الأطباء الواصفين للعطل المرضية إلى ضرورة التحلي بأخلاقيات المهنة خاصة وأنّه تترتب عنها اختلالات في ميزانية الصندوق، خاصة بعدما عرفت السنوات الفارطة ارتفاعا ملحوظا، ما استدعى اتخاذ العديد من الإجراءات القانونية للتقليل من العطل المرضية غير المبررة على غرار المراقبة الطبية، التي باتت آنية بمجرد الحصول على العطلة المرضية، فضلا عن الرقابة الإدارية من خلال عمليات مراقبة فجائية يقوم بها أطباء إلى مقر إقامات المؤمنين لفحص وضعياتهم الصحية والتأكد من عدم تسجيل أي تحايل، مضيفا أنّه قد تمّ تعزيز هذه التدابير بطرق جديدة من خلال التنسيق مع الإدارات والمستخدمين.
كما أضاف المتحدث أن الملتقى الجهوي الـ11، الذي سبقته سلسلة من اللقاءات الجهوية التي انطلقت شهر جويلية الفارط لتختتم في الــ4 جويلية المقبل، يدخل في إطار تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع المهنيين الصحيين، كونه يهدف إلى تنظيم النفقات مع ضمان تكفل ناجع بالمؤمن لهم اجتماعيا وبأفضل التكاليف لضمان ديمومة المنظومة الوطنية للضمان الاجتماعي للأجيال القادمة، متحدثا في السياق عن قائمة الأمراض التي تندرج ضمن الحق في تعويض الأداءات العينية بنسبة تكفل بـ100% والتي بلغت 26 مرضا على غرار قصور الجهاز التنفسي، شلل الأطفال الحاد وأمراض القلب الخلقية وكذا الاعتلال الدماغي وغيرها فضلا عن 3 أمراض أخرى يتم التكفل بها بنسبة 80 %، ويتعلق الأمر بالربو التحسسي، مرض كرون والضغط الدموي الشرياني الحميد.
فيما أكد مدير "كناص" قسنطينة، السيد عبد الله جويني، من جهة أخرى، أن الملتقى جاء لإثارة النقاش حول اقتصاديات الصحة وتبادل الخبرات فيما بين المهنيين الصحيين حول أنجع السبل التي من شأنها تحسين الرعاية الصحية للمواطنين والحد من الممارسات السلبية الصادرة عن بعض الأطباء لا سيما فيما يتعلق بالعطل المرضية، إضافة إلى عقلنة الوصفة الطبية وترشيدها.