سكيكدة

أزمة ماء حادة

أزمة ماء حادة
  • القراءات: 728
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

ما يزال سكان سكيكدة يعيشون على وقع أزمة مياه حادة، زادت من متاعبهم اليومية، بعد أن تجاوزت الأحداث مؤسسة "الجزائرية للمياه" بسكيكدة، نظرا لتوزيع هذه المادة الحيوية بحجم غير كاف، دون الحديث عن الانقطاعات المتتالية وضعف تدفق المياه التي لا تصل إلى الطوابق العليا.

يحدث هذا في ولاية تعد من أغنى الولايات على المستوى الوطني، من حيث مخزون المياه السطحية والجوفية، ناهيك عن امتلاكها أربع سدود بطاقة استيعاب إجمالية تتجاوز 291 مليون متر مكعب، وهو ما يساعدها على ضمان تموين منتظم 24 ساعة على 24 ساعة، دون الحديث عن محطتين لتحلية مياه البحر. وعلى الرغم من الأرصدة المالية الضخمة التي رصدت لضمان تموين أفضل بالمياه، إلا أن عملية تزويد المواطنين بمياه الشرب يبقى بعيدا كل البعد عن ما يجب أن يكون، فبين ما يصرح به مسؤولو هذا القطاع والواقع، شيء آخر، وما زاد الطين بلة، مشكل التسربات الكبيرة للمياه في العديد من الأحياء وبوسط المدينة وما جاورها، وحتى عملية إصلاح التسربات لم تثمر، أمام استمرار هذه الظاهرة بشكل يومي. فيما تبقى أزمة الماء في سكيكدة بحاجة ماسة إلى تدخل الجهات المسؤولة على المستوى الوطني، من خلال فتح ملف هذا القطاع، خصوصا أن الأزمة ما تزال قائمة، رغم الأرصدة المالية الضخمة التي تم تسخيرها لهذا القطاع، لضمان تزويد المواطن يوميا بمياه الشرب.

أمام كل هذا، يبقى التذبذب المسجل في توفير المياه للمواطنين، السياسة المنتهجة من قبل "الجزائرية للمياه" التي تفضل سياسة توزيع الماء على السكان ليلا، ليتحول الليل إلى وقت لملء الدلاء والقارورات البلاستيكية بمختلف الأحجام، التي أضحت جزءا من ديكور كل المنازل، فيما وجد بعض تجار الماء في هذه الأزمة، مصدرا ثراء لهم، من خلال الاستثمار في الصهاريج المتنقلة، خاصة المزودة منها بمياه الينابيع، والتي تجوب كل شوارع المدينة، دون أدنى مراقبة من السلطات المحلية، خاصة فيما يتعلق بنوعية المياه. إذا سبق لمسؤولي مؤسسة "الجزائرية للمياه" لولاية سكيكدة، أن صرحوا بأن تزويد المواطن السكيكدي المستمر بالمياه تعترضه عدة عوائق، تحول دون ضمان التزويد المستمر بهذه المادة الحيوية، من بينها التوسع العمراني بالمدينة، فالكمية الحالية لا تستطيع تغطية التوزيع المستمر لجميع البلديات التي تمون من محطة تحلية مياه البحر، والتي تزود بكمية تقارب 93 ألف متر مكعب، دون احتساب كمية 20 ألف متر مكعب تحول للمنطقة الصناعية "سوناطراك"، إلى جانب اهتراء شبكة التوزيع داخل البلديات، خاصة بلدية سكيكدة، وكذا شبكات الربط بين السدود التي تشمل مشاريع قيد الإنجاز، إضافة إلى أن الكمية الممنوحة من محطة تحلية البحر، يتم ضخها لمدة 24 ساعة إلى البلديات الواقعة جنوب بلدية سكيكدة، كبلدية صالح بوالشعور، رمضان جمال والحروش، كدعم لتزويدهم بمياه سد زردازة، ناهيك عن قيامهم خلال السداسي الأول من السنة الجارية، بإصلاح 209 تسربات بشبكات الجر، و1156 تسربا بقنوات التوزيع، و901 تسربا بالتوصيلات، عبر 23 بلدية مسيرة من قبل المؤسسة.