بلدية براقي
أرصفة الشارع الرئيسي تنتظر التهيئة والتجار يشتكون

- 882

لا تزال بلدية براقي التي تحتضن مقر المقاطعة الإدارية، لم تتخلص من الصورة غير اللائقة للمحيط، رغم التوسع العمراني الكبير الذي تشهده، والأحياء السكنية العديدة التي استحدثت بهذه المدنية شبه الريفية. ويعد مشكل غياب التهيئة من أكبر النقاط السوداء بقلب هذه المدينة، مما يطرح أكثر من سؤال حول مسؤولية السلطات المحلية والمنتخبين في دفع هذا الملف.
عندما نشرت "المساء" منذ سنة روبورتاجا عن مدينة براقي، ونقلت بالخصوص صورة الشارع الرئيسي المتدهورة، عدنا هذه الأيام لعلنا نجد بعض التغيرات الإيجابية، لكن ما وقفنا عليه هو بقاء "دار لقمان على حالها"، وعلى النقيض من ذلك تحسنت وضعية أحياء تابعة لها، مثل بن طلحة التي قال عنها أحدهم؛ يصلح لأن تكون عاصمة البلدية والدائرة معا، لأنها مهيأة ونظيفة وبها نسيج عمراني متناسق.
يتساءل كل من يزور هذه البلدية، التي تحصي عددا هائلا من السكان وتوسعا عمرانيا هائلا، أن شارعها الرئيسي الذي تقع على ضفتيه العديد من المرافق العمومية، ومنها مقر الدائرة الإدارية، البريد وبعض البنوك، بقى منذ سنوات بدون تهيئة، فبعد تعبيد طريق السيارات، بقيت الأرصفة تشكل وجها شاحبا، وتنتشر بها المطبات، حيث قال لنا أحد السكان بأن الراجلين لا يسلمون في كثير من الأحيان من السقوط بالأرصفة، وأن بعض التجار لجأوا إلى تبليط المساحات المجاورة لمحلاتهم بهدف جلب الزبائن، والحيلولة دون تسرب الأوحال والغبار إلى سلعهم.
تجار الشارع الرئيسي في حيرة
أضاف أحد تجار الأحذية الذي وجدناه ينظف المساحة الواقعة أمام واجهة محله، أنه يقوم بهذا العمل يوميا، فيرش المكان بالماء كي لا تحمل الرياح الغبار إلى سلعته، متأسفا عن الوضعية، ليضيف أن أحياء البلديتين التابعتين للدائرة أحسن بكثير من مدينة براقي، متسائلا: "ماذا ينتظر المسؤولون؟ وأين ذهبت أموال التهيئة؟ كيف تم تعبيد الطريق ونسيان الرصيف؟ هذا أمر غير معقول"؟ مشيرا إلى الخيوط الكهربائية والهاتفية المتشابكة بأعمدة تكاد تسقط، مشوهة منظر المدينة، وتوحي بوجود إهمال غير مبرر. للإشارة، لم تنطلق الأشغال إلا منذ أسبوعين أو ثلاثة وبوتيرة بطيئة جدا.
وغير بعيد عن مقري البلدية والدائرة، توجد المساحة الأرضية الشاسعة التي تم استرجاعها بعد ترحيل سكان حي البركة منذ سنوات، دون استغلالها في إنجاز مشروع عمومي، ويطالب السكان السلطات المحلية الإسراع في استغلالها وعدم تركها عرضة للنفايات والأحراش، ومرتعا لتعاطي الممنوعات، وحسب أحد السكان فإن المرور بهذه المنطقة ليلا محفوف بالمخاطر، بسبب الاعتداءات التي تقع في جنح الظلام، مؤكدين أن عدة حالات وقعت بالمكان، ولا حل في ذلك إلا بتسييجها في انتظار تعميرها.
حديقة براقي أحسن ما في المدينة..
ما يمكن الإشادة به هو الوضعية الجيدة لحديقة مدينة براقي التي يتوسطها نصب به لافتة رخامية تحمل أسماء الشهداء الذين سقطوا بالمنطقة، إلى جانب فضاء أخضر ساحر، وعمال يسهرون على الاعتناء بهذا المرفق. وحسب بعض المسنين الذين وجدناهم جالسين على الكراسي الخشبية يتجاذبون أطراف الحديث، فإن هذا المرفق يعد بالنسبة لهم المكان المفضل والمتنفس الوحيد بهذه المدينة الخالية من مرافق الاستجمام، رغم اتساع رقعتها واحتوائها على أوعية عقارية شاغرة.
للإشارة، اتصلنا مرارا برئيس البلدية لتوضيح الأمور، لكن لم تتحصل على أية معلومات.