مؤسسة النظافة الحضرية بالعاصمة تدقّ ناقوس الخطر

5 آلاف قبو مرتع للبعوض، و’’النمر” تغزو الأحياء الراقية

5 آلاف قبو مرتع للبعوض، و’’النمر”  تغزو الأحياء الراقية
  • القراءات: 4529
❊  زهية. ش ❊ زهية. ش

يغزو أغلب بلديات العاصمة في الفترة الأخيرة، عدد كبير من البعوض بنوعيه؛ البعوض العادي وبعوضة النمر الآسيوية، حيث تحوّلت هذه الحشرة الضارة إلى هاجس بالنسبة للمواطنين والجهات المعنية، على رأسها مؤسسة النظافة الحضرية التي تواجه عراقيل في حصر انتشار البعوض الذي وجد الظروف المناسبة للتكاثر سواء في الأحياء الشعبية أو الراقية، خاصة بعوضة النمر التي يزداد انتشارها يوما بعد يوم مع ارتفاع درجة الحرارة التي ساهمت، بشكل كبير، في تكاثره، مسجلا عدة إصابات، خاصة في بعض البلديات كالمدنية وحيدرة وبوزريعة وبني مسوس والقبة وغيرها. ومن أجل تحديد الوضع القائم ببلديات العاصمة والإجراءات المتخذة لحصر البعوض والحد من انتشاره، قامت المساء بهذا الاستطلاع.

سمح الاستطلاع الميداني الذي قامت به المساء حول مشكل انتشار البعوض العادي وبعوضة النمر الآسيوية، بمعرفة حجم انتشار هذه الحشرة، والإجراءات المتخذة من قبل المصالح المعنية التي تتلقى شكاوى عديدة من قبل المواطنين، الذين استعملوا كل الوسائل للتبليغ عن معاناتهم مع هذه الحشرة، خاصة ببعض البلديات، على غرار جسر قسنطينة والرويبة وبوزريعة وبني مسوس والرغاية وسطاوالي وكل البلديات بدون استثناء، وبدرجات متفاوتة.

مواطنون يشتكون ويتهمون 

في هذا الصدد، ذكرت مواطنة من بوزريعة أنها واحدة من ضحايا بعوضة النمر، التي لوحظ تواجدها الكثيف ببلديتها وبلدية بني مسوس المجاورة لها، مشيرة إلى أن لسعتها تترك احمرارا تتبعه حكة، ثم ظهور فقاعات كبيرة الحجم تحوي سائلا وتسبب الألم والحمى والانتفاخ، خاصة على مستوى القدم، وهو ما أكدته مواطنة أخرى من بلدية حسين داي، مشيرة إلى أن هذه الحشرة تطاردها منذ السنة الماضية، وسببت لها إزعاجا كبيرا رغم استعمالها كل أنواع المبيدات، بينما تساءل آخرون عن دور مكاتب حفظ الصحة بالبلديات، ومخططهم الوقائي من أجل القيام بعمليات رش المبيد والقضاء على المياه الراكدة والمفارغ العشوائية، مؤكدين ضرورة تسليط الضوء عليهم، كون ذلك يندرج في مهمتهم التي يتملصون منها دائما، بينما يبقى سكان مختلف البلديات الشعبية والراقية بالعاصمة، يواجهون هاجس انتشار البعوض الذي أصبح يؤرقهم رغم استعمالهم مختلف أنواع المبيدات.

ووجد سكان العاصمة في شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك، وسيلة لنقل معاناتهم مع البعوض، خاصة في الفترة الأخيرة، مطالبين بتدخّل الجهات الوصية للحد من انتشاره.

رئيس بلدية بئر خادمالمشكل يتعدى البلديات

أما رؤساء البلديات فرفضوا تحميل مكاتب الصحة المسؤولية. وأكد بعضهم لـ المساء أنهم يقومون بحملة تنظيف مستمرة بالأحياء، منهم رئيس بلدية بئر خادم، الذي أوضح لـ المساء أنه يجهل من أين يأتي البعوض إلى بلديته التي تشهد عملية تنظيف شاملة ويومية للأحياء والبالوعات. والدليل، حسبه، هو خروج بئر خادم سالمة في الفيضانات الأخيرة، كون مصالحها قامت بمهمتها وكانت مستعدة في الوقت المناسب، مؤكدا أن عملية الرش بالمبيد للقضاء على البعوض ومختلف الحشرات، متواصلة، مضيفا أن المشكل يتعدى بكثير البلديات، وأنه يجب على وزارتي البيئة والصحة أن تتدخلا في هذا الأمر.

وفي هذا الصدد، تبرأ رئيس بلدية برج الكيفان قدور حداد في تصريح لـ المساء، من مسؤولية مصالحه عن انتشار البعوض، خاصة البعوض العادي الذي يتواجد بكثرة في العديد من الأحياء، مرجعا ذلك إلى عدم محاربة تكاثر هذه الحشرة من طرف مؤسسة النظافة الحضرية وحماية البيئة لولاية الجزائر أوربال في الوقت المناسب، ما أدى إلى تكاثره وانتشاره بشكل فظيع في مختلف بلديات العاصمة، ومشيرا إلى أن مصالح بلدية برج الكيفان تقوم بمهامها المتعلقة بتنظيف المحيط والقضاء على هذه الحشرة من خلال استعمال آلة خاصة بإبادته، والتركيز على الأماكن التي تتواجد فيها الوديان والمستنقعات والأسواق التي تنتشر فيها الحشرات الضارة بسبب الأوساخ وتلوث المحيط.

توسيع حملة التطهير والتنظيف بالجزائر الوسطى

من جهته، عرّج رئيس بلدية الجزائر الوسطى على التدابير التي اتخذتها بلديته لمحاربة الحشرات الضارة، خاصة البعوض المنتشر بصفة خاصة وبكثرة هذه الأيام؛ بناء على التعليمات الواردة من الوالي المنتدبة للدائرة الإدارية سيدي أمحمد، وتقارير لجنة الصحة والنظافة التابعة للبلدية الموفدة إلى المدارس والهياكل على اختلاف أنواعها.

وتمثلت الإجراءات، حسب عبد الحكيم بطاش، في توسيع حملة التنظيف والتطهير المختلفة على مستوى الأحياء، وتكثيفها بالهياكل والمرافق الرياضية والثقافية لمنع انتشار هذه الحشرات، والتطهير الدائم والمستمر للمؤسسات التربوية بالتنسيق مع مؤسسة التطهير لولاية الجزائر، وتكثيف استعمال الصهاريج للقضاء على البرك المائية، وتوسيع دائرة استعمال المبيدات والغازات القاتلة للحشرات، والقيام بدوريات لتطهير الحاويات بالتنسيق مع مؤسسة التطهير لولاية الجزائر أسروت”. كما يجري التحضير للقيام بحملات تحسيسية حول الوقاية من هذه الحشرات، وتجنب بعض التصرفات التي تؤدي إلى انتشار البعوض وغيره.

اتفاق مع الخواص لمحاربة البعوض النمر بسيدي موسى

أما رئيس بلدية سيدي موسى علال بوثلجة فذكر لـ المساء أن مصالحه تعمل على مكافحة البعوض النمر، من خلال اتخاذها إجراءات وقائية استعجالية عن طريق اتفاقية سارية المفعول مع مؤسسة النظافة الحضرية وحماية البيئة لولاية الجزائر أوربال، من أجل عملية الرش الدوري ضد لليرقات؛ بمعدل ساعة واحدة لكل يوم عبر كامل أرجاء البلدية، مشيرا إلى أن عدم كفاية ذلك بالنظر إلى اتساع الرقعة الجغرافية لبلدية سيدي موسى والانتشار الكثير للأحواش والمزارع المبعثرة، أدى إلى التفكير في إبرام اتفاقية مع الخواص من أجل تفعيل عملية محاربة البعوض النمر عن طريق الرش الدوري المكثف، فضلا عن الشروع في حملة خاصة بوادي جمعة الكائن بحي أولاد علال، الذي يتسبب في انتشار العديد من الحشرات  الضارة.

«أبوس تدعو إلى وضع حد لانتشار البعوض

بدورها، دعت المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك أبوس في الأيام الأخيرة، إلى استنفار كلّ الجهات المعنية لوضع حد لانتشار البعوض. وناشدت المنظمة كل الهيئات ذات الصلة وخاصة مصالح الوقاية وعلم الأوبئة بوزارة الصحة، إطلاق دراسة شاملة لمعرفة هذا النوع من البعوض، واستعمال وسائل الإعلام للتحسيس والتوعية. وأشارت إلى أنها تلقت العديد من الشكاوى من لسعات البعوض المسجلة على مستوى العاصمة وبعض ولايات الوطن، والمتزايدة بشكل ملفت للانتباه، ومتفاوتة الآثار على المواطنين.