وفق دراسة ميدانية أجراها خبراء نفسانيون في الجزائر..

”اللايقين” وراء توتر التعامل مع جائحة ”كورونا” وفشل المجتمع في تفاديها

”اللايقين” وراء توتر التعامل مع جائحة ”كورونا” وفشل المجتمع في تفاديها
  • القراءات: 1640
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

عرض لعلم لوناس، دكتور في علم النفس العيادي، وأستاذ محاضر بجامعة مولود معمري بتيزي وزو، وباحث في المخبر متعدد التخصصات في علوم الإنسان، البيئة والمجتمع، نتائج دراسة بخصوص تحديد الضرر الناجم عن حمل المرض، مع إمكانية تنقل العدوى، ومدى ارتباط تغير سلوكيات الفرد وفق التخوف من المرض وعدم اليقين.

قال الأخصائي النفسي، إن الدراسة الوبائية السكانية التي قمنا بها، تناولنا من خلالها، محددات إدراك الفرد الراشد الجزائري لفيروس كوفيد-19، مستوى وعي الفرد الراشد الجزائري بقنوات تنقل فيروس كوفيد-19 على مجتمع تمثيلي، ينتمي إلى بيئة حضرية بتعداد 350 فردا مشاركا موزعا كالتالي؛ 150 امرأة و200 رجل، ويوضح أظهرت لنا النتائج المنتقاة من نفس الدراسة، أن المحدد المهيمن في إدراك الفرد الجزائري، مرتبط بالخطر القاتل بالدرجة الأولى، والموت بالدرجة الثانية، أما بخصوص وعي الفرد الراشد الجزائر بقنوات تنقل العدوى، فأرجعها مجتمع الدراسة إلى اللمس بالدرجة الأولى، والسعال بالدرجة الثانية، وعدم وضع الكمامة بالدرجة الثالثة. كما أظهرت نتائج الدراسة أن الخوف من الإصابة، أو الخجل منه، مسألة مرتبطة ارتباطا وثيقا بمصطلح اللا يقين إبان الجائحة التي يعيشها العالم اليوم... وأشار المتحدث إلى أن تحدي عدم اليقين المعلوماتي في أزمة كورونا، يأتي من أنه في الأزمات والكوارث، بحكم تعريفها، أحداث مفاجئة وديناميكية، نظرا للطبيعة غير المتوقعة للعديد من حالات الأزمات، وأيضا عدم توقع العواقب التي تنشأ عنها، هذا ما يؤدي التخوف منها والتأثر بها بتغيير السلوكيات، إلى ضمان البقاء.

لذلك هذا الأمر الاستثنائي يقتضي من مديري الأزمات الصحية اليوم في كل بلد، وعلى العالم الاعتراف بعدم اليقين المتمثل في عدم القدرة على تحديد الحاضر، أو التنبؤ بالمستقبل، يضيف المتحدث. لقد ثبت أن الكثير من المؤسسات الطبية تعاني من عدم اليقين، يقول لوناس، بسبب نقص المعلومات حول الأعراض والفحوصات والأدوية المناسبة، وأيضا تعقيد المعلومات وجودة المعلومات من حيث مناسبتها وتلبيتها للحاجة التي ينتظرها المريض وأهله والجمهور العريض من الناس، الذين يعيشون القلق، نتيجة حالات مشابهة.

عدم تلقين اليقين الناجم عن أزمة كورونا، يقتضي وفق الخبراء النفسانيين، فنيات تواصل جماهيرية أكثر أمان  لحماية أنفسهم، إذ أن الحكومات يفترض أن يكون لديها إجابات واضحة وسريعة بسنية كبيرة على القرارات المتخذة، لفهم ما حدث، واتخاذ قرارات حول الإجراءات  الواجب اتخاذها، للحماية العامة بأفضل مستوى وفعالية، حتى يكون الجميع متفتحا وموضوعيا، لاسيما أن أحداث الأزمة لازالت قيد الاكتشاف، ولا زال النطاق الكامل للكارثة غير معروف، وربما قد يستغرق وقتا طويلا للوصول إلى نتيجة نهائية، لكن التناقض السافر بالقرارات من مبالغة بتقدير المخاطر، هذا ما يؤدي إلى الشعور الزائف بالإلحاح على الالتزام بالوقاية من غسل وتعقيم، إلى الشعور الزائف بالاهتمام بالتباعد الاجتماعي، إلى اللغة العاطفية، مما يؤدي إلى تذبذب القرارات بين الحظر من عدمه عبر العالم. بعضها يعد مناعة هوامية نفسية لا أكثر، كل ذلك بمحتوى عاطفي يفتقد للمبررات والحجج المنطقية، في الوقت الذي تزيد فيه الحالات المصابة.

أضاف لوناس أن مصطلح عدم اليقين، من أكثر المصطلحات ترديدا في الآونة الأخيرة في الأوساط الفكرية، لاسيما النفسية حول العالم، موضحا أن الحكومات تسعى إلى إرساء النظام العام دوما، والجمهور يعطي الأولوية لحمايته وتعويض خساراته بالمفهوم المادي، وتأتي مسؤولية وسائل الإعلام هي الشفافية وعدم الاستخفاف أو طرح المعلومات بأساليب اعتباطية ارتجالية وغير مهيكلة، مع ضرورة عرض موضوع الصحة العامة للناس، لتوضيح حقائق أو التزام الحذر حتى تتضح، وحماية خصوصية المرضى باحترامهم وتقدير قلقهم، من خلال تقديم الرعاية المتكاملة لهم الجسدية والنفسية ...