أعراس عنابة

‘’صفقة" مرهقة ماليًّا

‘’صفقة" مرهقة ماليًّا
  • 71
سميرة عوام  سميرة عوام 

يتفق سكان عنابة، على أن الزواج لم يعد ارتباطا مقدسًا فقط، بل أصبح صفقة مرهقة ماليًّا. للعائلات، خاصة في الأحياء الراقية، إذ تطالب بمهر يتراوح بين 80 و120 مليون سنتيم، بالإضافة إلى طقم ذهب فاخر بقيمة لا تقل عن 40 مليون سنتيم، وقد يصل أحيانًا إلى 70 مليون، فيما يُعرف بـ"المقياس" أو إسوارة المعصم. ومع ذلك، لا يكتفي البعض بذلك، بل يطالبون أيضًا بمصاريف العشاء كجزء من الاتفاق، مما يعقد الموقف ويجعل الزواج صفقة إكراه اقتصادي.

لم يعد أحد يقيم العرس في المنزل، بل أصبحت قاعات الأفراح الفاخرة هي المعيار، والأسعار تتراوح ما بين 10 ملايين سنتيم و30 مليون سنتيم للقاعة المقابلة للواجهة البحرية.

يُطلب من العريس توفير الفقيرات "ديسك جوكي"، أو استقدام فرقة موسيقية محلية وقائمة للطعام، تضم الأطباق التقليدية كـ"الجاري العنابي" و"البوراك" و"الشيخوخة" و"طاجين الجبن" وغيره، وهناك من العائلات من تختار الأطباق، الخفيفة الفاخرة في السهرة، حسب طلب المدعوين.

زوال "العون المالي" وتراجع الهدية النقدية

في الماضي، كان الأقارب والعائلة يقدمون "العون" أو هدايا نقدية، لتغطية جزء من مصاريف العرس، لكن اليوم هذه العادة تكاد تختفي، خاصة عند أصحاب الدخل المتوسط. تُقدم أحيانًا هدايا عينية، مثل أجهزة مطبخ، لكنها لا تُغطي سوى جزء من المصاريف التي قد تتجاوز 200 مليون سنتيم.

ضغط اجتماعي… تجدد خيارات الشباب

مع تفاقم هذه التكاليف، بدأ الكثير من شباب عنابة يعزفون عن الزواج، أو يتوجهون للارتباط بفتيات من ولايات مجاورة، مثل قالمة أو سوق أهراس، حيث تكاليف الزواج أقل، ويضطر البعض إلى اقتراض المال أو الهجرة إلى خارج الولاية لسنين، من أجل جمع المهر والمصاريف.