بومرداس

‘’القافلة الزرقاء” للتحسيس حول البيئة تحط بشاطئ ”الدلفين”

‘’القافلة الزرقاء” للتحسيس حول البيئة تحط بشاطئ ”الدلفين”
  • القراءات: 1096
حنان. س حنان. س

حطت ”القافلة الزرقاء” أمس بولاية بومرداس، قادمة من ولاية تيبازة، في سياق الحملة الوطنية للتوعية بالمحافظة على البيئة، خلال موسم الاصطياف التي أطلقتها وزارة البيئة والطاقات المتجددة، وتجوب كل الولايات الساحلية المتبقية بتنظيم عدة ورشات، بإشراك عدد من الفاعلين لترسيخ ثقافة تعامل مسؤول تجاه البيئة والمحيط.

تشارك كل من مصالح التجارة والبيئة ”ماديبلاج”، والرابطة الولائية لإعلام الشباب ”انفوبلاج”، والكشافة الإسلامية الجزائرية بـ«القافلة الزرقاء” للمحافظة على البيئة التي ينظمها المعهد الوطني للتكوينات البيئية، وعدد من المؤسسات، تحت وصايته، وحسب حمزة قرطبي، إطار بالمعهد المذكور متحدثا إلى ”المساء”، فإن الهدف الرئيسي من تنظيم هذه القافلة، ينحصر في إشراك المواطن ضمن سلوكيات بسيطة للحفاظ على محيطه، لاسيما الشواطئ، لذلك تم اختيار شعار ”شاطئ بدون نفايات هو حماية للحياة” لنفس القافلة التي اختارت شاطئ ”الدلفين” المركزي بالواجهة البحرية لمدينة بومرداس إلى غاية يوم غد الإثنين، قبل التوجه نحو ولاية تيزي وزو.

تم اختيار طرق بيداغوجية من أجل إيصال مفاهيم التربية البيئية، من خلال تبسيط المفاهيم والمعارف حول البلاستيك الذي يعتبر العدو الأول للحياة البحرية، باستعمال مصطلحات بسيطة يفهمها الجميع بغية المساهمة في تغيير سلوك المصطاف، ليكون مسؤولا عن بيئته الشاطئية، عملا على تركها نظيفة، حيث استفيد بأن المصطاف الجزائري عموما ينتج الكثير من النفايات، بفعل تفضيله المكوث في الشاطئ ليوم كامل، وهو بالتالي يستهلك الكثير من المعلبات وقارورات البلاستيك، كلها نفايات خطيرة ذات تأثير مباشر على التوازن الإيكولوجي وعلى صحة الإنسان، وهنا تظهر الحاجة لتكثيف الحملات التحسيسية، شريطة إشراك المواطن فيها بهدف تغيير المفاهيم لديه، ومن ثمة السلوك. في هذا الصدد، اعترف حمزة قرطبي بأن نسبة الوعي بأهمية المحافظة على البيئة تتحسن السنة بعد الأخرى، يكفي فقط أن يتفاعل الجميع، بمعنى كل القطاعات تنخرط في مسعى التحسيس المستمر حول البيئة، حتى يثق المواطن في مثل هذه التظاهرات ويغير سلوكه فعلا، ليكون تصرف مسؤول من أجل مواطنة مسؤولة.

كما تشارك في نفس الحملة، مديرية التجارة، من خلال الحملة التحسيسية حول التسممات الغذائية، وإنقاص الملح والسكر والدهون في الغذاء، والتحسيس ضد التبذير، حسبما تؤكد المديرة سامية عبابسة، موضحة أن مصالحها تجوب منذ انطلاق الموسم الصيفي الشواطئ والمخيمات الصيفية، وكذا المؤسسات الصحية وحتى محطات النقل البري ومحطات القطار، وأبرزت أن العمل التحسيسي يتواصل على مدار السنة، غير أنه يتضاعف خلال الصيف بفعل التوافد الكبير للمصطافين على الشواطئ، بالتالي تضاعف الاستهلاك، وهو ما قد يشكل خطرا على الصحة العمومية، من خلال الاستهلاك الخاطئ، خاصة اقتناء مواد غذائية تحت أشعة الشمس من الباعة المتجولين.

من جهتها، تشارك مؤسسة النظافة المحلية ”مادينات” وفرعها المختص في نظافة الشواطئ ”ماديبلاج” في نفس الحملة، من خلال تواصل حملة ”كيس قمامة لكل عائلة مصطافة”، حيث أوضح المدير أحمد عمي علي بأنه يتم توزيع قرابة 200 كيس قمامة يوميا على العائلات المصطافة، مع مضاعفة الجهود خلال حملة ”القافلة الزرقاء”، والمساهمة في توعية المصطافين بأهمية الفرز الانتقائي عن طريق تخصيص أكياس قمامة صفراء اللون للخبز وأكياس خضراء للنفايات البلاستكية تحسبا لاسترجاعها، موضحا أنه يتم يوميا رفع طنين من النفايات في شاطئ ”الدلفين”، وهو حجم كبير، حسب نفس المتحدث، يعود إلى ارتفاع عدد المصطافين.

نشير إلى أن ”القافلة الزرقاء” سجلت خلال يومها الأول، زيارة أطفال بلدية القرارة التابعة لولاية غرداية في إطار المخيم الصيفي، حيث قال كل من محمد، فضيل، نصر الله ورضوان الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و12 سنة، بأنهم تلقوا شروحات هامة حول التعامل المسؤول مع النفايات، لاسيما البلاستكية، ليس فقط على الشواطئ، إنما في الحياة اليومية حفاظا على البيئة، ناهيك عن الاهتمام بتواريخ انتهاء صلاحية المواد الغذائية، خاصة سريعة التلف، تفاديا للتسممات الغذائية، والأهم من ذلك، الاهتمام الجيد بغسل اليدين والإنقاص من المشروبات الغازية والسكريات، تفاديا للسمنة وحافظا على الصحة.