‘’الشخشوخة" تتربع على موائد المسيليين

- 3273

لا تخلو موائد المسيليين خلال المناسبات من "الشخشوخة" و«الزفيطي" أو "مهراس السلاطة" كما تعرف في بعض المناطق، وبالرغم من تعدد أنواعها ومذاقها من جهة لأخرى من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى غرب الولاية، تعد أطباقا أساسية ورئيسية لا تستغني عنها العائلات، حيث تتفنن ربات البيوت في إعدادها وهي أشد حرصا على اختيار أجود وأحسن المكونات اللازمة من أجل تحضيرها، لأنها تعتبر الأكلة الأكثر شعبية في المنطقة.
يتناولها سكان المنطقة على مدار أيام السنة كونها رمز من رموز المأكولات التقليدية التي تميز منطقة الحضنة، والتي لا يمكن الاستغناء عنها، علما أن المرأة التي لا تحسن إعداد طبق "الشخشوخة" تعتبر بعيدة عن أصالة المدينة وتقاليدها المتوارثة التي عرفت بها منطقة المسيلة وبوسعادة على مر التاريخ.
تصنع أكلة "الشخشوخة" من رقائق الدقيق أو طحين القمح دون إضافة المواد الكيماوية المخمرة، إضافة إلى مجموعة من التوابل التي يتقدمها الفلفل الأحمر الحار جدا، والذي يستحسن استخدامه جافا كما تستخدم الطماطم الجافة والمشمش (الهرماس) المجففان، تحت أشعة الشمس، إضافة إلى الثوم والكسبرة والماء المغلي، ويتم إضافة السمن البلدي، مع المزج، والإعداد يتم عادة داخل أوان طينية تقليدية، وتقدم الشخشوخة ساخنة أو نصف ساخنة، حيث يتم تناولها بواسطة ملاعق خشبية، مع إناء من اللبن الطبيعي، وتعتبر من المقبلات إذ كانت الكمية المتناولة منه قليلة، خاصة لدى العائلات الميسورة التي تعتبره بريستيجا خاصا يؤكد أصالة المنبت، أما لدى العائلات الفقيرة، فيتم تناولها كوجبة كاملة في الأيام العادية وطوال السنة، نظرا لسهولة إعدادها وتناسب مصاريفها البسيطة مع القدرات الشرائية، لتبقى العائلات البوسعادية والدراجية (نسبة لأولاد دراج) دون غيرها من مناطق الولاية التي تتفاخر بأكل الشخشوخة.