للتخلص من الضغوط النفسية والاكتئاب
"يوغا الضحك".. فن علاجي جديد

- 1125

أصبح تبني أسلوب حياة متزن من الأولويات التي بات يركز عليها بعض الجزائريين مؤخرا، كوسيلة للتخلص من المشاكل والضغوط النفسية التي يتعايشون معها بصعوبة في يومياتهم، بين عصبية بسبب مشاكل عائلية، اجتماعية، مالية أو أخرى عاطفية ومهنية، لذلك آمن الكثيرون بعادة ممارسة الرياضة، حفاظا على اللياقة البدنية وإيجاد الراحة النفسية بدفع السموم من الجسم، بينما يكتشف البعض الآخر أسلوبا جديدا لتخفيف الضغط، يتمثل في فن العلاج بالضحك أو ما يعرف بـ«يوغا الضحك".
تطورت التكنولوجيات المتعلقة بالعالم الطبي والعلاجي، وتعددت الوسائل والتقنيات المستعملة في العلاج، لدرجة أصبح من الممكن علاج بعض الأمراض في ظرف ثلاثة أيام، لنفس العلل التي كانت تذهب بالأرواح في سنوات ولت، لكن تفاديا للوصول إلى تلك العلاجات التي قد تكون مكلفة وغير فعالة، أصبح الكثيرون يبحثون عن سبل للوقاية منها، بعدما انتشرت أمراض أخرى مرتبطة بالأزمات النفسية، كارتفاع ضغط الدم أو السكري أو حتى الكثير من السرطانات، مثل الرياضة، الرقص والرسم، كلها سبل تعمل على تخفيف الضغط وتمنح ممارسيها الشعور بالراحة والسكون، ومن أحدث العلاجات التي دخلت الجزائر؛ فن العلاج بالضحك.
يعد العلاج بـ«اليوغا"، فكرة جديدة على المجتمع الجزائري، رغم انتشارها في دول أجنبية منذ سنوات عديدة، وهاهي اليوم تمتد، حتى وإن كانت سبيلا غير تقليدي للجزائريين بهدف العلاج، بعيدا عن حرج جلسات العلاج النفسي الذي لا زال يعد من طابوهات المجتمع، ويتعقد البعض في الاعتراف بضرورة استشارتهم للأطباء، وككل الدول الأخرى، يعاني الكثير من الجزائريين من أزمات نفسية لدرجة الكآبة، وعليه يعد إيجاد سبل لتخفيف تلك الضغوطات من الأولويات.
عن هذا الموضوع، حدثتنا المدربة وصاحبة فكرة إدخال هذا العلاج إلى الجزائر، نادية أوعمران، التي أشارت إلى أن الهدف من محاولة ترسيخ هذه الثقافة لدى الجزائريين بغية التخفيف من مشاكل صحية قد تكون أسبابها نفسية. موضحة أن للضحك فوائد عديدة على الجسم، وتمده الطاقة وتريح العضلات وتعدّل المزاج، بإزالة الوجه العابس ورسم بسمة غير متحكم فيها على الوجوه.
قالت المتحدثة، إن الجزائريين لا مشكل لديهم في تقبل كل ما ينفع صحتهم، بدليل الإقبال الواسع على النوادي الرياضية ونوادي الرقص للاسترخاء، وها هي اليوم تشرف على جلسات العلاج بالضحك، حيث قالت "الفكرة تعتمد على مجموعة من النكات التي تلقى في الجلسات، بعد عملية الاسترخاء التي تعتمد على أسلوب اليوغا، ثم تمنح للمشاركين في الجلسة فرصة الضحك، وإظهار كل الرغبة في ذلك عن طريق القهقهة أو الصراخ أثناء الضحك من دون أية قيود، حيث أوضحت أوعمران، الحائزة على شهادة مدربة "يوغا الضحك" من معاهد عالمية، أن هذا الفن العلاجي لا يمارس في فرق كبيرة، إنما لابد أن لا تتعدى المجموعة 15 شخصا، وهناك جلسات فردية للراغبين في الأمر، حتى تمنح لهم أكبر إمكانية لتلقي التقنيات على أصولها الصحيحة بين الضحك وحسن عملية التنفس.
ذكرت المتحدثة أن افتعال الضحك يكون بإلقاء نكت، أو بالتدرب على تقنيات أخرى، كتذكر مواقف مضحكة، أوبكل بساطة افتعاله من لا شيء، فالجسم لا يفرق بين الضحك الحقيقي والمصطنع، والهدف يتمثل في إراحة الجسم وعلاجه من الأزمة النفسية. أضافت المتحدثة أن الضحك حالة معدية، وممارسة هذا العلاج في أفواج، يمنح المشاركين فرصة مساعدة بعضهم البعض على الضحك، بانتقال الضحك من شخصل آخر، ليكون العلاج فعالا.
أشارت أوعمران إلى أن الهدوء والاسترخاء من أساسيات ممارسة هذا الفن الذي يساعد الجسم على إيجاد توازن داخلي، وعليه يعمل الضحك على إرخاء العضلات وتعديل المزاج، بإفراز هرمونات مرتبطة بالسعادة، تشبّع العاطفة التي تحتاج إلى نفسية هادئة وتسمح بإزالة سموم الجسم.