كتب الدعم الخارجية مطلوبة بقوة
وسيلة يعتمد عليها الأولياء لمساعدة الأبناء في التحضير للامتحانات

- القراءات: 507

أصبح الإقبال على الكتاب الخارجي من قبل التلاميذ وحتى الأولياء، أمرا ضروريا، في سبيل البحث عن منهجية مبسطة لشرح الدروس وسد ربما ثغرة في فهم التلميذ، حيث أضحى الإقبال الشديد عليها، يدفع بالكثير من الأساتذة ودور النشر، في محاولة لنشر كتب في مختلف المواد والمقاييس، كل واحدة تعد بشروحات وافية وكافية ومبسطة، تساعد التلميذ على فهم الدروس بكل سلاسة، حتى أن الكثير من الأولياء يستعينون بها لمساعدة أبنائهم على التحضير للاختبارات.
في جولة ميدانية، قادت "المساء" إلى عدد من المكتبات بالعاصمة، شد انتباهنا الكم الكبير للكتب المدرسية، خاصة الخارجية منها، والتي تحمل في طياتها ترتيب المنهج الدراسي المتبع في المدارس، لكن بأسلوب أكثر شرح للتلاميذ، وتختلف تلك الكتب بين ما يحمل منها دروسا مفصلة وأخرى تحمل التمارين من جهة، ومن جهة أخرى حلولها، وقد تعددت تلك الكتب واختلفت دور نشرها، لكن معظمها يحمل نفس المحتوى تقريبا، لا تختلف إلا في بعض التفاصيل وفي المنهجية أحيانا، ويعتمد الأساتذة أصحاب تلك الكتب، على تجربتهم وخبرتهم في التعليم، وكذا في التعامل مع تفكير التلميذ، لتحرير تلك الكتب الخارجية التي تعد داعمة لما يتلقونه من منهج أكاديمي داخل القسم. في هذا الصدد، قال أنيس، كاتب يعمل بإحدى المكتبات في شارع ديدوش مراد، إنه رغم تطوير المنهج الأكاديمي بشكل عام، وكل التغيرات التي مسته، ولا يزال يعرفه بشكل مستمر، إلا أن الطالب لا يزال يعتمد بشكل أساسي على الكتاب الخارجى، الذي لقي ريادة كبيرة، بسبب طريقة وأسلوب تقديم الدرس، إذ أن كل أستاذ يعتمد أسلوبه الخاص وفق خبرته في المجال، لاسيما أن تلك الكتب تشهد مبيعات أكبر مع اقتراب موسم الفروض والامتحانات، باعتبارها تحمل الكثير من المسائل والتمارين المستوحاة من اختبارات سابقة، أو أخرى أجنبية، تعطي بذلك نظرة شاملة للتلميذ.
وأضاف أنيس، أن اقتناء تلك الكتب من طرف التلميذ، لا يعني أن مستواه ضعيف، وأنه مثلا، لم يفهم الدرس في القسم، بل فقط يجد فيها البعض مساعدة لحوصلة الدرس واحتوائه بطريقة أخرى أو بأسلوب مختلف، حتى أن البعض يبحث فيها عن احتمالات لأسئلة لم تكن متوقعة مطلقا، ولم يتم التطرق إليها داخل القسم.
من جهة أخرى، قالت حسيبة، بائعة كتب بشارع علي بومنجل في العاصمة؛ تتنافس اليوم الكثير من دور النشر في عرض كتب لها في مواد متعددة، ومن مختلف المستويات، بعضها تخصص في مواد علمية وأخرى أدبية، لا تنفك في كل مرة في إصدار أعداد جديدة، سواء في التاريخ، الجغرافيا، الاقتصاد، الرياضيات أو الفيزياء والكيمياء وعلوم الطبيعة والحقوق والأدب وغيرها، كلها تحمل معلومات وفيرة، تعطي للتلميذ فرصة فهم دروس الفصل دون اللجوء إلى حصص دعم خارجية، إذ أنها تعتمد على نفس المنهجية وبنفس الأسلوب المبسط.
أضافت المتحدثة، أن الإقبال على تلك الكتب لا يتم فقط من طرف التلاميذ، بل إن الكثير من الأولياء لا يترددون في اقتناء الكتاب الخارجي، مشيرة إلى تجريبها مع الأولياء في مساعدتهم على اختيار أحسن الكتب وأجودها، وفق تخصص التلميذ، ومراعاة لمستواه وقدرة استيعابه، وقالت إن الكثير من الأولياء يبحثون عن مساعدة، من خلال تلك الكتب، ليس فقط من أجل تقديمها للطفل، بل لتكون مرجعا لهم يعتمدون عليه في شرح الدرس لأطفالهم، خاصة أولياء تلاميذ الابتدائي وكذا المتوسط، لاسيما الأولياء الذين يتمتعون بمستوى دراسي جامعي، ويملكون منهجية ورصيدا علميا يسمح لهم بمساعدة أطفالهم في فهم الدروس والتحضير للامتحانات.
وعن تكاليف تلك الكتب، قالت المتحدثة، إن تكاليفها في ارتفاع مستمر، وبالرغم من محاولات دور النشر في ضبط الأسعار نسبيا، لتمكين الطالب من اقتنائها، إلا أنه تبقى أسعارها ترتفع من سنة لأخرى، لتختلف أثمانها بين 450 دينار جزائري ويصل بعضها إلى 2200 دينار، حسب نوعية الدروس ونوعية الورق أو الطباعة وغيرها من التفاصيل.