تروّج للفكر الطاقي والخيوط الحمراء

وسائل التواصل الاجتماعي.. طريق للشعوذة

وسائل التواصل الاجتماعي.. طريق للشعوذة
  • 76
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

❊ حركات فكرية غريبة.."النيو أيج" قوّة الألوان 

❊ دروس مدفوعة الأجر لجلب الرجل الثريّ 

❊ رفع الاستحقاق للزواج وفتح طاقة الأنوثة بالامتنان

غزت مواقعَ التواصل الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة، مظاهر كثيرة، عجيبة ودخيلة عن مجتمعنا، تصبّ في قالب واحد؛ الحصول على الثروة، وجلب الحظ، والزواج من رجل ثريّ. حيث بات، حسب ما روّجت له المواقع، الحصول على الحظ الجيّد، مرتبطا بلفِّ المعصم بخيوط حمراء، لا سيما بعدما أصبح أكسسوارا لا يغادر معاصم المشاهير من النجوم والفنانين من ثقافات مختلفة، يتفاخرون به وهم على المنصات أو المسارح، إلى جانب تقديم دروس مدفوعة الأجر لرفع الاستحقاق لجذب الرجل الثري، الذي بات مستهدَفا من قبل عاشقات المال، وكذا فتح طاقة الامتنان الروحية الأنثوية لاستقبال التردّدات الكونية، وجلب الحظ مدى الحياة، وكلّها نتاج ثقافات متعددة لدول آسيوية وأوروبية بنزعة برغماتية.

شهدت خيوط الحظ الحمراء أو خيوط الكارما على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشارا كبيرا ومخيفا، تعرضها بعض صاحبات الصفحات ممن لديهن متاجر إلكترونية، مع الحديث الطويل عن المزايا والفوائد التي يعود بها الخيط أحمر اللون على وجه التحديد، على من تقتنيه، لا سيما بعدما أصبحت محل اهتمام شبابنا، وعلى وجه الخصوص الفتيات. ويتم استهداف المراهقات أو الفتيات اللواتي لا يملكن ثقافة دينية، يفرقن بها بين الزينة والشعوذة.

والملاحَظ على وسائل التواصل أنّه يتم من خلالها الترويج للخيط الأحمر الذي يُعقد على المعصم، على أنّه رمز للحظ، والطاقة الإيجابية، والحماية من العين والحسد، علما أنّه موروث الثقافة الآسيوية. ففي اليابان يرمز إلى الارتباط الوثيق بين الأفراد والمحبين مهما بعدت المسافة. وفي المعتقد الصيني يُعد ذا طاقة روحية كبيرة، يضمن الحماية والحيوية؛ إذ يحمل روح اليان، ويصدّ الطاقة السلبية، فغالبا ما نشاهد في الأفلام القديمة الكورية أو الصينية وحتى الهندية، كيف يتم ربط الخيط على معصم الأخ أو الحبيب أو الزوج أو الابن عند الاستعداد للسفر، ليبقى تحت الحماية، وكيف يحافظ بدوره على ذلك الخيط الذي ما إن ينقطع أو يهلك يقع ذلك الشخص في أزمة أو محنة.

صاحبات المتاجر الإلكترونية المجهولة يروّجن للخيط الأحمر، ولحجر الحظ، حسب الأبراج الفلكية بقوّة؛ فهناك من تضعه بمعصمها وتعدّد المزايا بعد أن ارتدته، وكيف أنّ حياتها تغيّرت، وأصبحت صاحبة جذب للمال والحظ في دعوة لاقتنائه؛ إذ يُشرن على من ترتديه إلى أنّها صاحبة حظ كبير في اليد. كما يُعدّ خيطا للجذب الطاقي. ويزيد مفعوله، حسبهن، إذا ما تمّ اقتناؤه إلى جانب حجر الحظ، الذي يوضع كأكسسوار على المعصم، فيجلب المال، والحبيب والقبول.

وتختلف أسعار هذه الأحجار حسب المشعوذات، فهناك من جعلت الحظ بالحجر بسعر 40 ألف دينار. وأخرى تضع تنزيلات من وقت لآخر ليصبح سعره 35 ألف دينار، في حين اكتفت أخريات بعرضه كموضة جديدة تغزو الأسواق كخيط أحمر اللون بعقد أو بقطع من الزينة والأكسسوارات بأسعار تختلف بين 1000 دينار و1800دينار بالتوصيل.

وتعمل بعض الصفحات لأصحابها وصاحباتها من داخل الوطن وخارجه ولا سيما دول الشرق الأوسط، على تقديم تكوين خاص بالفتيات، يتم من خلاله مساعدتهن في التعرّف على طاقتهن الأنثوية، ومزاياها السحرية. وقاعدة هؤلاء تقول إنّ الطاقة الأنوثة أكثر من كونها مظهرا ناعما، بل هي حالة من الاستقبال، والانفتاح. والأنثى في طاقتها العالية ترفع الاستحقاق للحصول على الرجل الثري بدل الارتباط بشخص فقير، مع الإشارة إلى أنّ الطاقة الأنوثة الطاغية تجعل المرأة تشعر وبكلّ ثقة، أنّ الأشياء الجميلة ستأتيها تباعا.

ويتم الإشارة إلى أنّ الأنوثة طاقة استقبال، والحظ يحتاج الاستقبال ليدخل بابها، ومنه حدوث الصدف السعيدة، والحصول على الحظّ الجيّد وغيرها؛ إذ تستفيد الفتيات من دروس عن طريق رفع طاقة الامتنان، الذي يُعدّ، حسبهم، طاقة أنوثة روحية، ترفع التردّدات، وتجعل الحظ ملازما لصاحبتها، وغالبا ما تتم الدروس بمقابل مادي؛ كالدفع لصاحبة الصفحة، أو تعبئة هاتفها الخاص، وغيرها من الطرق.