بمناسبة العطلة الربيعية

ورشات حية لتعريف الأطفال بالصناعات التقليدية

ورشات حية لتعريف الأطفال بالصناعات التقليدية
  • 1891
رشيدة بلال رشيدة بلال

بادرت الفيدرالية الوطنية للحرف بمناسبة العطلة الربيعية، بتنظيم تظاهرة لفائدة أطفال المدارس، تستهدف تمكينهم من التعرف على الصناعات التقليدية، من خلال ورشات حية، يمكنهم من خلالها لمس القطع التقليدية وتشكيلها ليحسنوا الحفاظ على هذا الموروث. وحسب رضا يايسي رئيس فيدرالية الحرفيين، فإن التظاهرة التي يُنتظر أن تدوم إلى غاية انتهاء العطلة الربيعية، تخص ثلاث بلديات، ممثلة في بلدية الجزائر الوسطى، الأبيار وسيدي أمحمد. ربط الأطفال بالصناعة التقليدية لا يتحقق إلا بتقريبهم من الحرفيين الذين يشرفون على تنشيط الورشات الحية، يقول رضا. ويضيف: "نعوّل على أبنائنا الصغار لحماية هذا الموروث التقليدي، وهذا لا يتحقق إلا بتعريفهم بتراثهم"، مشيرا إلى أنه لتحقيق هذا الغرض تم تكليف 15 حرفيا بتنشيط المعرض المنظم بساحة البريد المركزي، في حين يتكفل حوالي 25 حرفيا بالإشراف على عرض مختلف الصناعات التقليدية ببلدية الأبيار، بينما يتكفل ببلدية سيدي أمحمد حوالي 25 حرفيا، مضيفا: "إن المعارض الثلاثة يشارك فيها مربو النحل، لتمكين المستهلك الصغير من التعرف عن كثب، على منتج بلاده؛ من خلال الاحتكاك بمربي النحل، بينما يتكفل الحرفي المربي بالورشات المختلفة في مجال صناعة الجلود والسلالة والفخار".

وحول أهمية تحبيب الأطفال في الصناعة التقليدية قالت الحرفية مايا حاميتي من ولاية تيزي وزو مختصة في اللباس القبائلي التقليدي، بأن العادة اقتضت أن يشارك الحرفيون في مثل هذه المعارض من أجل التعريف بالتراث والتسويق، غير أن الجديد في هذا المعرض يتمثل في استقطاب اهتمام الأطفال بمختلف الصناعات التقليدية التي تشتهر بها مختلف الولايات، "فأنا، مثلا"، تضيف: "سأشرف على تعريفهم باللباس التقليدي القبائلي الذي توارثناه عن جداتنا؛ حيث يكون دوري تعريفهم بهذا اللباس والألوان المعتمدة ومعانيها وكذا ترتيبها في الجبة، وحتى المناسبات التي تُلبس فيها هذه التحفة العريقة". احتكت "المساء" بعدد من المواطنين الذين شدهم الفضول إلى المعرض الذي خُصص للأطفال كاستثناء بمناسبة العطلة، حيث أبدى أغلب المستجوَبين ترحيبهم بالفكرة، خاصة أن الجيل الجديد يجهل الكثير عن تقاليده بعد أن استحوذت التكنولوجيا الممثلة في شبكت الأنترنت، على تفكيره. 

وحسب مواطنة كانت بصدد الاستفسار عن كيفية تمكين أطفالها من الاستفادة من الورشات قالت إن مثل هذه الأفكار تساعد على إخراج أبنائهم من الروتين اليومي، وتبعدهم عن هوس التكنولوجيا، مشيرة إلى أن أطفالها يجهلون أبسط الأمور عن المشغولات التقليدية واستعمالاتها، في حين عبّرت مواطنة أخرى عن استحسانها للتظاهرة، وقالت إن العاصمة في حاجة إلى مثل هذه التظاهرات التي من شأنها شغل وقت فراغ أبنائهم وإكسابهم بعض المعلومات حول تقاليدهم، مضيفة أن أبناءها لا يعرفون مطلقا الصناعة التقليدية، ولا يعرفون حتى تسمية بعض الحرف رغم أنها جزء من تراثنا.