شلال وادي كراش بالحظيرة الوطنية للشريعة

وجهة سياحية ساحرة تستقطب عشاق المغامرة

وجهة سياحية ساحرة تستقطب عشاق المغامرة
  • 116
رشيدة بلال رشيدة بلال

تشكل منطقة واد كراش، الواقعة في الجهة الجنوبية للحظيرة الوطنية للشريعة، واحدة من أهم مناطق الجذب السياحي، بفضل جريان مياه وادي كراش العذبة، التي تنبع من أعالي جبال الشريعة، وتلتقي بكل من وادي تندا ووادي الكبير، قبل أن تصب في حمام ملوان، الذي يغذيه بنسبة كبيرة. ويُضفي الشلال الصغير المتشكل في المنطقة طابعا مميزا، جعل منها وجهة مفضلة لعشاق المغامرة والاكتشاف.

ورغم جمال الموقع، فإن الوصول إليه يبقى محفوفا بالمخاطر، نظرا لوقوعه في منطقة وعرة، الأمر الذي دفع بمدير الحظيرة الوطنية للشريعة، السيد محمد زيار، إلى التحذير من زيارته، دون الاستعانة بمرشد أو مختص، خاصة بالنسبة للزوار القادمين من خارج الولاية، أو السياح الذين اختاروا شهر سبتمبر للتجول في غابات البليدة.

من الترويج إلى التهديد البيئي

رغم أن شلال وادي كراش يُعد من المناطق الخلابة، التي لا تزال مجهولة لدى العديد من سكان الولاية، بسبب صعوبة المسالك المؤدية إليه، إلا أنه تحول في السنوات الأخيرة، إلى مقصد معروف بفضل جهود بعض المغامرين وعشاق الطبيعة، الذين تحدوا كل العراقيل والصعوبات، من أجل الوصول إلى الشلال والسباحة في مياهها النقية العذبة. وقد ساهم الترويج له عبر منصات التواصل الاجتماعي، من خلال نشر مغامراتهم، في لفت الانتباه إلى الموقع.

لكن، وبحسب ما صرح به السيد زيار لـ«المساء"، فإن مثل هذه المغامرات العشوائية من طرف بعض محبي الطبيعة والمغامرة والاستكشاف، قد تسببت في أضرار جسيمة لهذا الفضاء البيئي العذري، الذي يفتقر لأي نوع من التلوث، نتيجة تصرفات غير مسؤولة من قبل بعض الزوار. وأضاف أن الترويج المكثف لهذا الموقع، دون مراعاة خصوصيته البيئية، قد يشجع على زيارات فوضوية تعرض سلامة الزوار للخطر، خاصة أن المسلك المؤدي إليه، يحتوي على مخاطر كبيرة، قد تحول الرحلة إلى مأساة. وأشار مدير الحظيرة، إلى أن بعض المغامرين الذين يصلون إلى هذه المناطق الساحرة، يقومون بتصرفات تسيء إلى الموقع، مستشهدا بالحريق الذي اندلع في منطقة كراش، خلال شهر جوان الماضي.

المغامرة لا تعني الفوضى

في السياق ذاته، أكد المتحدث، أن حب المغامرة والرغبة في اكتشاف ما تخبئه غابات الشريعة من مناظر طبيعية، أمر مشجع ويدعم الترويج السياحي، شريطة أن يتم ذلك من طرف أشخاص ذوي خبرة، وبعد الحصول على التراخيص اللازمة، والتواصل مع الجهات المعنية، لضمان رحلات منظمة وآمنة، لا تضر بالموقع الطبيعي.

كما شدد زيار، على أن الجهل بالإجراءات الواجب اتباعها، قد يؤدي إلى أخطار جسيمة، منها حوادث الضياع أو السقوط أو الإضرار بالمنطقة، مثلما حدث في منطقة "الضاية"، التي تحولت، بسبب الضغط الكبير عليها، إلى منطقة متدهورة بيئيا، بسبب النفايات، خاصة الأكياس وقارورات البلاستيك التي لا تتحلل، فضلاً عن إدخال السيارات إلى عمق الغابة، ما أثر سلبا على بيئتها الطبيعية. ودعا المتحدث، في هذا السياق، إلى أن يكون الترويج لمثل هذه المناطق، مبنيا على إبراز جماليتها فقط، دون تقديم معلومات تفصيلية حول كيفية الوصول إليها، بهدف تقليل الضغط والتخفيف من الآثار السلبية.

ضرورة تأطير الوعي البيئي

كما أن الولوج إلى بعض المناطق السياحية الوعرة، خاصة بأعالي جبال الشريعة، يتطلب إمكانيات ومعدات خاصة، مثل الأحذية المناسبة والملابس الواقية والنظارات، ووسائل الإسعاف، وهو ما يجعل من الأنسب أن تبقى هذه الفضاءات حكرا على مغامرين مختصين ومؤطرين، ضمن جمعيات أو نوادٍ تعرف قيمة هذه الأماكن وتحب الطبيعة، مثلما هو معمول به في العديد من دول العالم، حيث توجد مناطق مفتوحة للعموم وأخرى مخصصة للمحترفين فقط. وأكد مدير الحظيرة الوطنية للشريعة، أن مصالحه تسعى دوماً إلى تقديم المعلومات اللازمة للمرشدين السياحيين، الذين يطلبونها، مشددا على أن مثل هذه المناطق الطبيعية تحتاج إلى الاحترام، بما يحفظ سلامة الزوار، ويمنع أي خطر قد يتهدد البيئة.