الحظيرة الوطنية للأرز بثنية الحد

وجهة سياحية بحاجة للترويج

وجهة سياحية بحاجة للترويج
  • القراءات: 2496
ق. م ق. م

تعد الحظيرة الوطنية للأرز ببلدية ثنية الحد (50 كلم شمال مدينة تيسمسيلت)، والمعروفة بغابة "المداد"، واحدة من النماذج التي تبرز الإمكانيات المتنوعة التي تزخر بها الجزائر لتطوير سياحتها الداخلية، وتحتاج إلى تثمين وترويج.

رغم انعدام بعض المرافق الخدماتية الضرورية بهذا الفضاء السياحي، إلا أنه يشهد في المدة الأخيرة، توافد الزوار من مختلف مناطق الوطن، خاصة هواة المغامرة والسياحة البيئية والغابية والمشي والتخييم، مثلما لاحظته "وأج" خلال الرحلة الاستكشافية الترويجية التي نظمتها وزارة السياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي، مؤخرا، لفائدة عدد من الوكالات السياحية والصحافة. تشكل غابة "المداد" التي تتوفر على أشجار الأرز الأطلسي،  ملاذا مفضلا للعائلات والشباب من هواة المغامرة والمشي والتخييم بالمناطق الغابية، بحثا عن الراحة والنزهة والاسترخاء والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة، التي يكسوها الاخضرار ويزينها التنوع النباتي والحيواني، على غرار منطقة "عين الهرهارة"، وهي جزء "ساحر" من الحظيرة، في رأي العديد من زوارها. 

فضاء قل نظيره 

يقول الزائر رامي (من هواة التخييم بالأماكن الغابية والقادم من قسنطينة)، إنه فضل زيارة غابة "المداد" (حظيرة الأرز بثية الحد) رفقة أصدقائه، "كونها فضاء يزخر بأماكن طبيعية قل نظيرها في مناطق عديدة من الوطن، لاسيما منطقة "عين الهرهارة" التي تعد ساحة خضراء تتوسط كما هائلا من أشجار الأرز الأطلسي، ويرى رامي أنه يبقى على عاتق مختلف الفاعلين المعنيين العمل على تطوير سياسة ترويجية فعلية، تمكن هذه الفضاءات من الارتقاء إلى مقاصد جذب سياحي. أضاف رفيقه عدلان (المنحدر من الشلف)، أنه يزور الغابة للمرة الثانية، بعد أن اكتشف في أول زيارته، منطقة غابية ساحرة توفر فضاء مناسبا لهواة المغامرة والتخييم والمشي، موضحا أن "هذه الإمكانات الطبيعية القيمة بحاجة إلى تثمين وترويج، حتى يتسنى للجزائريين اكتشاف الثروة الطبيعية الهائلة التي تزخر بها بلادهم"، وذكر أيضا أن "العديد من الفضاءات الطبيعية بالجزائر، تتميز بمقومات قادرة على تحويل السياحة الداخلية إلى قطاع اقتصادي قائم، إذا ما حسن استغلال كل القدرات الطبيعية ورسمت استراتيجية ترويج ناجعة"، مشيرا إلى عدة مناطق من الوطن مؤهلة لتطوير السياحات الغابية والبيئية والجبلية والحموية والعلمية وغيرها.

في هذا الصدد، أشار مدير دار الحظيرة الوطنية للأرز لثنية الحد، جلول الواعر، إلى أن المنطقة تتربع على مساحة إجمالية تقدر بنحو 3424 هكتارا، بها أعلى قمة تسمى "راس الراريت" على ارتفاع 1787 مترا، حيث تتواجد في هذا الفضاء الطبيعي عدة أصناف نباتية، على غرار أشجار الأرز الأطلسي والصنوبر الحلبي والبلوط الأخضر والبلوط الفليني، إضافة إلى الطحالب والنباتات الجبلية. كما تزخر أيضا بـ 110 أنواع من الحيوانات المحمية، منها 17 نوعا من صنف الثدييات وثلاثة من الزواحف و30 نوعا من الحشرات و29 أخر يخص الطيور. وبالنظر إلى دور هذا الموقع الطبيعي في الحفاظ على التوازن البيولوجي، تقرر وفق المرسوم 459/83 المؤرخ في 23 جويلية 1983، تصنيفها إلى حظيرة وطنية.

مشاريع استثمارية للتثمين

يجري تجسيد عدة استثمارات سياحية على مستوى الحظيرة الوطنية للأرز بثنية الحد، إذ من شأنها تثمين هذه الغابة الجذابة، وفقا لما أفاد به مدير السياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي.

أوضح صالح باقل، أنه يجري تجسيد عدد من الاستثمارات العمومية والخاصة بهذا الفضاء الطبيعي، منها قرية للعطل تضم أزيد من 50 بيتا خشبيا (شاليهات)، تصل طاقة استيعابها الإجمالية إلى 210 أسرة، حيث يشمل المشروع الذي كلف حوالي 150 مليون دينار ضمن الاستثمار الخاص، إنجاز قاعة للمحاضرات بسعة 350 مقعدا ومساحات للعب الأطفال وفضاءات لراحة العائلات، إلى جانب مسبح وفضاءات خضراء مهيئة لاستقبال السياح وزوار حظيرة "المداد"من شأن هذه القرية التي ستسلم بعد 24 شهرا من الأشغال، استقطاب عدد أكبر من السياح لزيارة غابة "الأرز"، فضلا على تشجيع السياحة البيئية والجبلية بهذا الفضاء الطبيعي الجذاب، استنادا لنفس المسؤول، كما سيساهم هذا المشروع السياحي الذي سينجز بمواد خفيفة صديقة للبيئة، في جعل غابة "المداد" قطبا للسياحة الجبلية والبيئية بامتياز.

يجري حاليا إنجاز مخيم للشباب بسعة 300 سرير، حيث سيضم هذا المرفق الذي تشرف على تجسيده مصالح الولاية بمعية مصالح بلدية ثنية الحد ومديرية الشباب والرياضة، مسرح للهواء الطلق وملعب رياضي جواري وقاعة لمختلف الرياضات ومسبح جواري وقاعة للمحاضرات والعروض. يرتقب كذلك الانطلاق خلال مطلع السنة المقبلة، في تهيئة خمس فضاءات طبيعية بداخل حظيرة الأرز مخصصة للعائلات والزوار, يضيف نفس المصدر، لافتا إلى أن نفس الموقع حظي أيضا بمشروع تهيئة مسلك خاص بممارسة رياضات المشي والدراجات النارية والهوائية، وكذا التجوال والاستكشاف.