سمة كل صيف
هوس تغيير لون الشعر يجتاح الصالونات

- 2005

تحاول الفتيات في كل مرة مواكبة الصيحات الرائجة للموسم، لتجدهن في كلّ مرة في رحلة البحث عن أحدث تلك الصيحات واختيار أكثر ما يليق بهن، وعادة تكون مرتبطة باللباس أو ما يتعلّق بجمالهن وزينتهن من قصة شعر إلى ماكياج، وغيرهما، الأمر الذي يدفعهن للإقبال على صالونات التجميل التي لا تكف عن السعي وراء عرض خدمات جديدة تستقطب أكثر فأكثر الراغبات في تغيير الطلة.
أكثر ما يشدّ الانتباه في السنوات الأخيرة، ذلك الشغف الكبير للشباب والشابات في مواكبة الموضة، لتجد الكلّ يسعى وراء تبني "لوك" جديد في كلّ موسم، البعض وبعد أبحاث كثيرة ينجح في إيجاد الطلة المثالية التي تناسبه، في حين يقع الكثيرون ضحية تلك "المغامرات"، ليجد الفرد نفسه أمام كارثة خلقتها له الثقة العمياء في مجال الموضة ومحاولة التشبه بالغير..
ولعل أكثر ما يثير فضول هؤلاء، القصة المثالية سواء للفتاة أو الشاب، حيث يأتي الصيف بكلّ ما لديه من حبّ التباهي على شاطئ البحر أو خلال العطل خارج الوطن لتصفيف الشعر والخروج عن الروتين، هنا تجد صالونات الحلاقة نفسها أمام تحد جديد، وهو عرض ما لديها من صيحات جديدة، البعض منها مرتبط باللون، والآخر بقصة الشعر، منها الكلاسيكية التي اعتاد عليها الفرد منذ سنوات من ألوان طبيعية، كالأشقر والبني والأسود وفي بعض الأحيان الأحمر..
زاد إبداع الفرد في السنوات الأخيرة، وأصبحت محاولته في مواكبة الموضة بمثابة الهوس الحقيقي، وضرب البعض بذلك كلّ معايير الجمال "الكلاسيكي" عرض الحائطـ، ليبحث كل واحد عن معايير جديدة، البعض منها دخيلة لدرجة أنها تتنافى مع ما قد يتقبّله العقل.
فضول فهم بعض ذهنيات الشباب دفع "المساء" إلى إجراء جولة ميدانية في بعض صالونات الحلاقة بالعاصمة، حيث رصدنا أذواق المواطنين فيما يخص موضة "الشعر"، وفي هذا الصدد أكدت لينا (صاحبة أحد الصالونات) أنها في كل مرة تندهش بتغيّر مفاهيم الشباب حول ما يتعلّق بالموضة والجمال، وهنا نجد حالتين؛ الحالة الأولى هي أنّ صاحبة الصالون هي التي تعرض على الزبائن خدمات جديدة، وتحاول إقناعهم بتجربتها، عادة هي قصة الشعر أو اللون، في حين أن الحالة الثانية ترغم اقتراحات الزبائن، أصحاب الصالونات على إدخال تلك الخدمات في محلاتهم، لمواكبة ما هو رائج، وهو ما جعل تجربة ألوان جديدة، حتى ولو كانت غريبة وأمرا عاديا، بل أكثر من ذلك، أصبح ما يهم هو إرضاء رغبات الزبون حتى ولو كانت "غريبة"..
من صيحات السنوات الأخيرة، تقول المتحدّثة اللون المتدرّج "التي اند داي" وهي التي عرفت شهرة عالمية تبنّتها الفتيات لجمالها وبساطتها، تتماشى مع مختلف المواسم، في حين تبحث الفتيات في السنوات الأخيرة على ألوان أخرى جديدة، منها اللون الرمادي البلاتين الذي أحدث ضجة حقيقية وسط الفتيات اللواتي حاولن جاهدات الحصول عليه لتحقيق "لوك" جديد والخروج عن الكلاسيكي المعتاد.
على صعيد آخر، أكّدت صاحبة المحل أن الهوس بالمظهر مس كذلك مجموعة كبيرة من الشباب الذين يبحثون عن أجمل مظهر، وعن التغيير في كلّ موسم، مما دفع بالكثيرين إلى الإقبال على خدمات كانت تخصّ العنصر النسوي فقط، كتغيير لون الشعر، أو استعمال "الكيراتين" لتمليس الشعر وغيرها من الخدمات الأخرى، هذا ما أوضح مدى هوس شباب اليوم بالمظهر الخارجي والتركيز عليه دون تفويت أي تفصيل منه.