مختصة في طب الأطفال لـ"المساء":
هكذا تحمون الأطفال الأشد ضعفا من تأثير "كورونا"

- 806

دعت مونية عبد اللاوي، مختصة في طب الأطفال، إلى أهمية حماية الطفل من تداعيات الأزمة الصحية الراهنة، نفسيا وجسمانيا، مشيرة إلى أن الصغير لا يدرك تلك المخاوف المرتبطة بهذه الأزمة، بالرغم من تحديق الخطر به على الصعيد الصحي، الاجتماعي والعلمي، ودعت إلى أهمية تنسيق شامل بين الجهات المسؤولة، لمنع هذه الأزمة الصحية من أن تصبح أزمة تتعلق بحقوقه.
بعد إعادة تشديد إجراءات الوقاية مؤخرا، بسبب التصاعد المستمر لعدد الإصابات بـ"كوفيد 19"، نظرا للانتشار السريع للمتحور "دالتا"، الذي أدى إلى انتشار العدوى بسرعة فائقة، دعت الطبية إلى أهمية تبني خطاب وحوار صريح مع الطفل، لجدية الموقف الذي يواجه العالم اليوم، في سبيل تحضيره نفسيا للأزمة التي وبعد اعتقاد أننا رأينا طرف النفق المظلم، إلا أن الحقيقة لا تزال عكس ذلك، الأمر الذي يستدعي تجنيد الجميع لمجابهة الوضعية الخطيرة.
أضافت الطبيبة في حديثها لـ"المساء"، أن "اليونيسيف" ومختلف المنظمات الناشطة في حماية حقوق الطفل، تدق اليوم ناقوس الخطر، بسبب الوضعية التي تهدد حق الطفل، في ظرف يخرج تماما عن السيطرة، ولا يمكن التحكم فيه، باعتبارها قوة ربانية بدأت الحلول تنفذ أمام الإنسان حيالها، ولم يبقى إلا محاولة الوصول إلى تحقيق المناعة الجماعية أو التلقيح الشامل، لكبح الانتشار المخيف لهذه الأزمة التي تتواصل لعدة أشهر، وها هي اليوم تتسبب في ظهور موجة ثالثة، وصفها الخبراء بأنها أكثر خطورة من سابقتها، ولا تزال تودي بأرواح الناس في جميع أنحاء العالم وتقطع أرزاقهم، وتتهاوى أيضا الأنظمة الصحية تحت وطأة الضغط الشديد، ويتعطل التعليم، الأمر الذي لا يحول دون التأثير المباشر على الطفل وتكوينه، سواء نفسيا أو اجتماعيا أو حتى علميا.
تضيف عبد اللاوي، أن المجتمعات المحلية عبر العالم تتصدى اليوم لهذا التحدي من العاملين في قطاع الصحة، والمجتمع المدني، والناشطين في حماية حقوق الطفل، الذين يعملون جاهدين لحماية الناس الأشد ضعفا، وعلى الأولياء المشاركة في رفع هذا التحدي، من خلال مخاطبة الطفل، لمساعدته على تخطي هذه الأزمة بأقل الأضرار، فمن دون عمل عاجل، ثمة خطر بأن تتحول هذه الأزمة الصحية إلى أزمة في حقوق الطفل تؤكد المتحدثة.
في هذا الصدد، قالت الطبيبة أن التعطيلات الطارئة في مجتمعنا، بسبب استمرار الأزمة الصحية، تؤدي إلى تأثير شديد على الأطفال وسلامتهم، ومستقبلهم، لاسيما الذين يواجهون الفقر والتهميش والعنف، وأولئك الذين انقلبت حياتهم رأسا على عقب، جراء الأزمة الصحية العالمية.