حتى لا يتحول أكل لحم الأضحية إلى نقمة

هكذا تتجنب الإصابة بالتخمة أو الإسهال

هكذا تتجنب الإصابة بالتخمة أو الإسهال
  • 460
رشيدة بلال رشيدة بلال

يحرص المختصون في التغذية، تزامنا مع حلول عيد الأضحى المبارك، على توجيه بعض النصائح الهامة حول كيفية حفظ لحوم الأضحية، وأفضل الطرق الصحية لطبخها وتناولها، بهدف حماية المواطنين من التعرض لبعض المشاكل الصحية، خاصة ما تعلق منها بالتخمة أو التسممات الغذائية، لا سيما عند أولئك الذين يقبلون على تناول اللحوم بشكل عشوائي، ودون مرافقتها بالخضروات. وفي هذا السياق، تحدثت "المساء" إلى المختصة في التغذية نزيهة بن عربية، حول أهم ما يجب معرفته بشأن التعامل مع لحم الأضحية.

استهلت المختصة حديثها بالإشارة إلى أن الأسرة الجزائرية في الماضي، كانت تحفظ لحوم العيد وتتناولها على فترات طويلة في ما كان يُعرف بـ"لحم العُولة" . وقد تصل فترة الاستهلاك إلى حدود السنة، على عكس ما يحدث اليوم، حيث يتم تناول لحم الأضحية في ظرف أسبوع فقط، في إشارة منها إلى الإقبال على استهلاك كميات كبيرة، وبصورة يومية حتى تنفد الكمية، معتبرة أن ذلك يُعد خطأً كبيرًا. وأوضحت أن إدخال كميات كبيرة من اللحوم إلى الجسم يؤدي إلى رفع نسبة حموضة الدم، ما يدفع الجسم إلى تعويض ذلك من خلال سحب الكالسيوم من العظام؛ لتعديل نسبة حموضة الدم، الأمر الذي يؤدي إلى هشاشتها.

ومن هنا تؤكد بن عربية أن أول نصيحة تقدمها هي ضرورة تناول لحم الأضحية بشكل منتظم وعلى فترات، وبنسب معقولة، حتى يتمكن الجسم من الاستفادة من الفوائد الصحية المتوقعة منه.

وتضيف المختصة أن لحم الخروف يحتوي بطبيعته، على نسب من الشحم، ما يعني أن الإكثار من تناوله خاصة في الأطباق التقليدية مثل "البوزلوف" و«الدوارة"، قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة الشحوم في الدم. وتوضح أن القليل من الشحم مفيد للجسم، كونه يساهم في رفع معدل الكولاجين، لكن ينبغي الحذر من الإفراط في استهلاكه. أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة الشحوم في الدم، فيُنصح بتقليل النسب بشكل كبير، مع ضرورة مرافقة هذه الأطباق ببعض الخضروات.

وأكدت في هذا السياق أن المختص في التغذية لا يسعى إلى إفساد فرحة العيد أو حرمان الناس من الاستمتاع بالأطباق التقليدية التي تُحضّر عادة في المناسبات فقط، وإنما الهدف هو التوعية بالطريقة الصحيحة لتناول اللحوم، من خلال اعتماد نسب معتدلة، لتجنب الأضرار الصحية التي قد تفسد متعة أكل اللحم.

من جهة أخرى، شددت المتحدثة على أهمية إدراج الألياف إلى جانب الأطباق الغنية باللحوم، مشيرة إلى أن من الأفضل تناول الخضر أو الفواكه قبل الوجبة، ثم تناول الطبق الغني باللحوم، مرفقا بالخبز الذي يختلف حسب الأشخاص ورغباتهم، فهناك من يفضل الخبز التقليدي، أو خبز الشعير، أو الخبز الكامل.

كما نبهت إلى أحد الأخطاء الشائعة، وهو الإسراع في تناول لحوم الأضحية مباشرة بعد الذبح، مؤكدة أن ذلك غير صحي؛ تقول: " اللحوم يجب أن تُترك بعد التقطيع لمدة لا تقل عن ست ساعات قبل طبخها، لأن الأنسجة بعد الذبح تكون متصلبة، وتحتاج إلى وقت لتعود إلى حالتها الطبيعية؛ لذا من المستحسن ترك الأضحية في الهواء لتجف بعد الذبح، ثم تقطيعها، وتركها لبعض الوقت، ومن ثَمَّ تكون جاهزة للتحضير في أطباق مختلفة".

وعن سؤالنا حول توجه بعض العائلات خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، إلى تفضيل الشواء على الطبخ، أوضحت المختصة أن طريقة طهو اللحم تلعب دورا مهمّا في الحفاظ على صحة المستهلك. ففي حالة الشواء يجب التأكد من نضج اللحم جيدا دون أن يُحرق، لأن بقاءه نيئا قد يسمح للبكتيريا الموجودة في اللحوم، بإحداث أضرار للجسم، ما يؤدي إلى مشاكل صحية مثل الإسهال.

وأشارت إلى أن من بين المشروبات التي يُنصح بها لتجنب التخمة، الإكثار من السوائل، مثل المشروبات الغازية الخالية من السكر، أو الشاي، أو الماء بعصير الليمون، أو على الأقل شرب كوب من الماء ممزوج بخل التفاح قبل الوجبة. وختمت حديثها بالتأكيد على أن في حال إصابة المواطن بالإسهال أو القيء بعد تناول لحم الأضحية، فإن ذلك مؤشر على وجود تسمم غذائي، ما يتطلب تدخلًا علاجيا؛ لاحتمال أن اللحم لم يُطبخ جيدًا، أو لم يُحفظ بالشكل السليم وفق الشروط الصحية المعروفة.