نقل تجربته لطلبة جامعة البليدة.. العالِم الجزائري إلياس آدم زرهوني:
نُجري أبحاثا متقدمة لعلاج أمراض السرطان
- 243
رشيدة بلال
❊ الجزائر حققت تقدما ملحوظا في مجال البحث العلمي
❊ تفاجأتُ بتحكُّم الطلبة الجزائريين في مختلف اللغات!
أفصح الدكتور إلياس آدم زرهوني، العالِم الجزائري وأحد أبرز الشخصيات العالمية في مجال الطب والبحث العلمي، عن العمل لإنتاج أدوية أكثر تخصّصًا لمعالجة عدد من المؤشّرات الطبية، جرى البحث فيها لأكثر من 20 سنة، وتُعنى أساسًا بعلاج أمراض السرطان.
وأوضح زرهوني، أول أمس، في تصريح على هامش تنشيطه يومًا علميًا لفائدة طلبة الطب بجامعة البليدة 1 “سعد دحلب”، أن هذه الزيارة تندرج في إطار نقل تجربته الميدانية في عالم البحث العلمي الطبي، وتقاسم مسيرته الحافلة بالإنجازات البحثية التي حققها خلال عمله في الولايات المتحدة الأمريكية. وأبدى العالِم الجزائري استحسانه للتجاوب الكبير الذي لمسه من الطلبة، مشيرًا إلى أنه كان يعتقد أنهم يتقنون اللغة الفرنسية فقط، غير أنهم أثبتوا قدرتهم من خلال التواصل معه، على التحكم في اللغة الإنجليزية، التي أصبحت – حسبه – ضرورة حتمية للمشاركة في النهضة العلمية العالمية.
وفي سياق حديثه عن واقع البحث العلمي في الجزائر، أكد زرهوني أن هناك جهودًا معتبرة تُبذل، تتجلى في الاستثمار الكبير للدولة الجزائرية في الهياكل العلمية، والتجهيزات، إلى جانب الأعداد الكبيرة من الطلبة الجامعيين. ولفت إلى أن هذا الاستثمار الواسع في المجال العلمي، يُنتظر أن يعطي ثماره، مؤكدًا أن الجزائر تزخر بالعديد من الباحثين في مختلف التخصصات. كما عبّر عن رضاه التام عما حققته الجزائر وتحققه في مسار التقدم والبحث العلمي، موضحًا أن ما دفع الكفاءات والعقول إلى الهجرة في وقت مضى، يعود، أساسًا، إلى قلة الإمكانيات، والرغبة في إثبات الذات، في حين تغيّر الوضع اليوم بوجود طاقة كبيرة، ورغبة واضحة في الاهتمام بالباحثين، واستثمارهم داخل الوطن.
وللإشارة، تناول البروفيسور إلياس زرهوني في أول لقاء له مع الطلبة الجزائريين، أهم المحطات في مسيرته المهنية والبحثية، مستعرضًا تجاربه في مجال البحث العلمي. وأكد في خطابه أن طالب الطب اليوم لا ينبغي أن يبقى محصورًا في تخصصه فقط، بل عليه توسيع معارفه، والاطلاع على مختلف العلوم بالنظر إلى تداخل التخصصات، وتعقّد مجال البحث العلمي، الذي لا يكفي فيه التخصص الأحادي لتحقيق النجاح.
ويُذكر أن إلياس زرهوني يُعد واحدًا من أبرز العلماء الجزائريين الذين لمع اسمهم على الساحة العلمية الدولية؛ لما قدّمه من مساهمات نوعية في مجال الطب والبحث العلمي. ووُلد سنة 1951 بمدينة ندرومة بولاية تلمسان. وتلقّى تعليمه الأول بالجزائر قبل أن يهاجر في سن مبكرة، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدأ مسيرة علمية حافلة بالنجاحات.
وتخصّص زرهوني في الأشعة الطبية. وتمكّن بفضل تفوّقه وكفاءته من تقلّد مناصب رفيعة، أبرزها تولّيه منصب مدير المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية (NIH) بين عامي 2002 و2008، وهو من أعلى المناصب العالمية في مجال الإشراف على البحث الطبي. وخلال هذه الفترة ساهم في تطوير استراتيجيات البحث العلمي، ودعم الابتكار في مجالات الطب الحيوي، ومكافحة الأمراض المزمنة. وحاز على عدة جوائز وتكريمات دولية؛ تقديرًا لمساهماته العلمية، ودوره في النهوض بالبحث الطبي.
يقبل عليها المتمدرسون بكثرة خلال فترة الامتحانات
مشروبات الطاقة.. خطر صامت بحاجة إلى ضبط
تزامنت فترة الاختبارات المدرسية التي عاش فيها التلاميذ في مختلف الأطوار التعليمية ضغطاً كبيراً بسبب كثافة الدروس والإقبال المتزايد على دروس الدعم لتحقيق نتائج إيجابية خلال الفصل الأول، الذي غالباً ما يراهن عليه الأولياء لتحقيق نتائج جيدة، مع إقبال واسع للأبناء على تناول مشروبات الطاقة؛ اعتقاداً منهم أنها ترفع القدرة على التحمل. ورغم التحذيرات المتكررة للمختصين في الصحة من خطورة هذه المشروبات، إلا أن غياب تعليمة واضحة تُحدد شروط بيعها، جعل الطلب عليها كبيراً، وانتقل إلى تلاميذ الطور الابتدائي.
لاتزال المشروبات عموماً ومشروبات الطاقة خصوصاً، تثير قلق المختصين في الصحة بالنظر إلى الإقبال المتزايد عليها من الأطفال دون 18 سنة، إذ يتناولها المراهقون وحتى الأطفال بشكل مبالغ فيه، وغالباً ما تُرافق الوجبات السريعة في محلات الأكل الخفيف، التي يزداد تردد المتمدرسين عليها خلال فترة الامتحانات؛ ما يجعل كل ما يتناوله الأبناء غير صحي.
هذا الوضع، حسب الدكتور يوسف بوجلال، رئيس النقابة المستقلة لبيولوجيي الصحة العمومية، يستدعي في كل مرة، التنبيه إلى حجم التهديد الموجود في هذه المواد الغذائية المصنّعة، التي تمثل خطراً كبيراً خاصة على الأطفال، لاحتوائها على العديد من المواد المضافة، وأنواع مختلفة من المنشطات؛ على غرار “الكافيين”، الذي يؤثر مباشرة على الساعة البيولوجية لمن يتناولها. ويؤكد المتحدث أن الأخطر من ذلك وبشكل خاص على فئة الأطفال، هو تأثيرها المباشر على الجهاز العصبي، إذ تجعل الطفل في حالة نشاط مفرط، دون نسيان ما هو أخطر، وهو احتواؤها على نسبة عالية من السكر، الأمر الذي يُنذر ببروز أمراض أيضية، وعلى رأسها السكري عند الأطفال، ما يتطلب دق ناقوس الخطر حول الطريقة التي يتم بها تناول مثل هذه المشروبات، والعمل على ضبطها؛ لمنعها من الوصول إلى الأطفال.
وأشار المتحدث أيضاً إلى أن خطورة مشروبات الطاقة لا تتوقف عند التسبب في بعض الأمراض والاضطرابات العصبية، بل إن هناك دراسات تجري حول علاقتها بالإصابة بالسرطان. ورغم عدم وجود نتائج نهائية إلا أن خبراء التغذية يؤكدون وجود علاقة محتملة بين هذه المشروبات وبعض أنواع السرطان، ما يستدعي اليوم إعادة النظر في هذه المواد الغذائية غير الصحية، التي تُعد مصدراً لكثير من الأمراض الخطيرة.
وأضاف المختص في السياق أن عدداً من العلامات التجارية تشير بوضوح إلى أن هذه المشروبات غير مناسبة للأطفال أقل من 18 سنة، ومع ذلك يبقى الإقبال عليها كبيراً وسط هذه الفئة، ما يستدعي إعادة النظر في طرق عرضها وبيعها؛ شأنها شأن التدخين الممنوع عن الأطفال، خاصة أمام تفشي بعض أمراض العصر التي تتسبب فيها مثل هذه المواد الغذائية غير الصحية، وفي مقدمتها فرط الحركة، وقلة الانتباه. وختم الدكتور بوجلال بالتأكيد على أن المختصين في الصحة ينصحون الأولياء بضرورة تحمّل مسؤولياتهم تجاه ما يستهلكه أبناؤهم، لحمايتهم من احتمال الإصابة بأمراض العصر، التي أصبحت تتفشى في المجتمع.