عرفت إقبالا كبيرا خلال العطلة

"نوميديا" فضاء عائلي أنسى العائلات البروتوكول الصحي

"نوميديا" فضاء عائلي أنسى العائلات البروتوكول الصحي
  • 1707
رشيدة بلال رشيدة بلال

تعرف مختلف حدائق الترفيه خلال العطلة الشتوية، توافدا كبيرا عليها من طرف العائلات لإمتاع الأطفال  بعد فصل دراسي حافل بالدروس. وعلى الرغم من أن وزارة الصحة لاتزال تحث المواطنين على التقيد بالتدابير الوقائية خاصة مع تفشي فيروس "أميكرون" بعد تسجل دخوله الجزائر، غير أن الامتثال لهذه التعليمات أصبح صعبا، وهو ما وقفت عليه "المساء" بحديقة نوميديا الواقعة ببلدية حجوط بولاية تيبازة، التي  شهدت، منذ اليوم الأول للعطلة، إقبالا كبيرا عليها من العائلات والأطفال؛ بحثا عن المتعة، وتغييرا للأجواء.

تُعد حديقة "نوميديا" من الحدائق العائلية التي تعززت بها ولاية تيبازة مؤخرا، كفضاء ترفيهي يحوي منتزهات وألعابا للأطفال وحتى الحيوانات. وعلى الرغم من أنها لاتزال في طور التهيئة لاستكمال عدد من المرافق التي تصب في مجلها في إطار توفير كل ما يحتاج إليه الزائر للاستمتاع بالتجول بداخلها، غير أن ذلك لم يمنع العائلات من التوافد عليها، والتمتع بما توفر من ألعاب من داخل الولاية، وحتى من خارجها. ولعل الخصوصية التي انفردت بها هذه الحديقة عن غيرها واستقطبت اهتمام الزوار، طريقة تصميمها الذي أخذ بعدا تاريخيا، حيث يستوقفك المدخل الذي تم تهيئته على شكل بنايات رومانية قديمة. وخلال الممر تجد في استقبالك تماثيل لملوك نوميديا، على غرار يوبا الأول والثاني، وبطلايموس، مرفقة ببعض المعلومات حولهم؛ حتى يستفيد الزوار منها. وما إن تدخل تقابلك مساحة كبيرة، تم تقسيمها بين المطاعم والألعاب وأماكن لتربية الحيوانات. ولعل هذا ما حفّز العائلات على اختيارها كفضاء ترفيهي خلال العطلة.

وخلال تجوالنا بالحديقة اتضح لنا أن الحاجة إلى الترفيه والابتعاد عن أجواء المدينة وما يتبعها من أحاديث حول الفيروس وتداعيات الجائحة، أصبحت ملحّة، وهو ما يعكسه العدد الكبير للعائلات، التي انقسمت،  بدورها، إلى فئتين، فئة اختارت أن تظل متقيدة بالتدابير الوقائية، حيث التزم أفرادها بالإبقاء على الكمامة والابتعاد عن الأماكن التي يكثر فيها الزوار، وفئة أخرى اختارت التخلي عن كل التدابير؛ من منطلق أنها متواجدة في فضاء غابي مفتوح. وعندما تحدّثنا مع بعض الزوار ممن توافدوا على الحديقة من مختلف البلديات على غرار العفرون، وموزاية،  والشفة والبليدة وحتى من العاصمة، قالوا إن أحسن الأماكن التي يُفترض أنها أصبحت الوسيلة الترفيهية الوحيدة في ظل استمرار الوباء في التفشي، هي الحدائق المفتوحة على الهواء الطلق، التي يمكن من خلالها الاستمتاع وتجنب الإصابة بالعدوى، بينما أكد آخرون أن احتمال الإصابة في مثل هذه الحدائق، يظل قائما، خاصة في ما يتعلق بالألعاب الجماعية، حيث يزدحم الأطفال عليها في غياب أدنى تدابير الوقاية؛ كتعقيمها بعد استعمالها. وحسبهم، فإن اللهفة إلى اللعب والاستمتاع أنسيا البعض التقيد بالتدابير الوقائية.

وحسب بعض عمال الحديقة، فان القائمين على الحديقة سعوا في إطار التذكير بأهمية تطبيق البروتوكول الصحي، إلى تعليق لافتة في مدخل الحديقة، تحث على التقيد بالتدابير الوقائية. ويبقى الالتزام بها مرتبطا بمدى وعي العائلات. وحسبهم فإن الحديقة يُفترض أنها فضاء واسع، موجودة بين أحضان الطبيعة، وبالتالي يكفي، فقط، الابتعاد عن التجمعات لضمان سلامة كل الزوار، لافتين إلى أن الحديقة تلقى إقبالا كبيرا عليها  بالنظر إلى ما توفره من خدمات تؤمّن للأطفال الحصول على المتعة المطلوبة.