نسج الصوف بعنابة يئن
نسج الصوف بعنابة يئن

- 1376

كان نسيج الصوف بعنابة، في وقت قريب، حاضرا بقوة، إذ يدخل ضمن التراث المحلي، وهو من المكونات الأساسية التي تتباهى بها العائلات العريقة، لكن مع تطور العصر ونقص المادة الأولية، بقيت حرفة النسيج متوقفة عند بعض العائلات، وأكدت غياب الأدوات الأساسية المستعملة خلال عملية نسج الألبسة والأفرشة، ولا تتعداها إلى نسج أنواع وأشكال أخرى من الأكسسورات القديمة، مثل ”الحنبل” و”القشابية” وغيرها، وحتى الزرابي، بعد ظهور ألوان عديدة من المفروشات في الأسواق.
حسب بعض سكان المنطقة بضواحي الشرفة، فإن نسيج الصوف اندثر، وبقيت بعض العائلات مكتفية بالنسج لأفراد عائلتها فقط، بعد تراجع طالبي هذه التشكيلات، خاصة أن العروس العنابية أصبحت تبحث عن ما هو جاهز في المحلات، مثل الأغطية والأفرشة. وعن ”الحنبل”، فإن هذه القطعة التراثية غابت عن المنازل ولم تعد حاضرة خلال اللمات العائلية في فصل الشتاء، ناهيك عن نقص المادة الأولية ولواحق النسج، مثل المنسج التقليدي، وهو عبارة عن آلة مصنوعة من عدة ألواح. حسب الحاجة مريم البالغة من العمر 87 سنة، فإن ”السداية” المعروفة بالمنسج، يتكون من ستة أعمدة، حيث يتم تمرير الخيط الخاص بالنسيج بين الوتدين المثبتين على الأرض، وتقوم بهذه العملية إحدى الحرفيات، تقابلها أخرى لنسج الصوف، وتضيف أنه إلى جانب المنسج، يوجد ”المشط” و”القرداش” و”المغزل”،وهيعناصرمختصةفيحياكةالمفروشات.
علما أن الصوف تؤخذ من الخروف بعد غسلها وإزالة الأتربة العالقة بها، وهي، حسب نفس المتحدثة، أعمال تحتاج إلى الصبر والجهد والوقت، لتضيف أن أغلب نساء جيلها تخلين عن هذه الحرفة، وهو ما تسبب في اندثارها، مؤكدة بقولها: ”هناك الكثيرات من قضين نحبهن، وتبقى قصة النسج بالنسبة للعجوز تراثا ومكسبا للمنطقة”، داعية إلى ضرورة الحفاظ على البعض منها، خوفا من الاندثار، بعد ظهور مختلف أشكال آلات الخياطة، خاصة تلك المتعلقة بالنسج العصري الذي اجتاح الأسواق العنابية خلال الآونة الأخيرة.
من جهة أخرى، من بين التشكيلات الأكثر طلبا من طرف شبان ولاية عنابة؛ ”القشابية”، خلال فصل الشتاء، خاصة بالقرى والأرياف، حيث لاتزال هذه القطعة القديمة والعصرية في شكلها وتصفيفها حاضرة، لكن قليلا من ينسجها بالطريقة التقليدية، فهناك من الشباب من يطلبها من الولايات المجاورة، منها باتنة وخنشلة، ويصل سعر المصنوعة منها بخيوط النسج البسيطة من حيث الشكل والنوعية، إلى 10 آلاف دينار وأكثر، أما الجاهزة، فسعرها يكون أقل في أغلب الأحوال، ولأن ”القشابية” أصبحت مطلب الشباب، وأمام سعرها المرتفع، هناك الكثير منهم من بفضلها جاهزة، لأن إمكانيات الشباب لا تسمح باقتناء ”قشابية” منسوجة على الطريقة التقليدية.