بعدما كانت حكرا على الرجال

نساء يخترن العمل كعونات أمن بقطاعات نسائية

نساء يخترن العمل كعونات أمن بقطاعات نسائية
  • 2469
رضوان قلوش رضوان قلوش

كانت إلى وقت قريب مهنة عون الأمن والوقاية بالمؤسسات العمومية حكرا على الرجال، لما للمهنة من مسؤوليات وصعوبات، وكان يعتقد أنها حكر على الرجال، غير أن بعض النسوة غيرن هذا المعتقد باقتحامهن لمهنة عون أمن وحققن حلمهن بولوج هذا العالم، واليوم يقدمن أحسن صورة عن تحمل المسؤولية وحسن الاستقبال والتعامل مع المواطنين.

يعد المستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب في ولاية وهران، أول مؤسسة عمومية وظفت النساء كعونات أمن منذ سنتين بالضبط، ففي 9 مارس 2015 التحق بالمستشفى 6 فتيات للعمل في مجال الأمن والوقاية، هذه  الخطوة ـ حسب مصدر مسؤول ـ سببها الحاجة إلى العنصر النسوي في هذه المهنة، الأمر الذي دفع بإدارة المستشفى إلى التفكير في خلق فريق من النساء القادرات على العمل كعون أمن على مستوى مصلحة أمراض النساء والتوليد، لخصوصية الجناح الصحي، ونظرا للمشاكل التي كان يلاقيها أعوان الأمن الرجال داخل هذه المصلحة الحساسة، خاصة من طرف الأزواج وعدم مقدرة العمال الرجال التجول بأروقة المستشفى للقيام بعملهم، وأمام هذا قررت إدارة المستشفى الاستعانة بأعوان الأمن النساء،  حيث تم الإعلان عن مسابقة للالتحاق بالعمل، وبعد استقبال ملفات الفتيات اللواتي أردن اقتحام المهنة ودراسة الملفات واستجواب المرشحات ممن تتوفر فيهن شروط العمل، وعلى رأسها حب المهنة والعمل بأمانة وحسن الاستقبال ومعاملة المواطنين، خاصة المرضى، تم اختيار 6 فتيات خضعن لفترة تجريبية لمدة 6 أشهر، ليتم في الأخير توظيف 4 فتيات، وزعن بين مصلحتي طب النساء والتوليد ومصلحة طب الأطفال التي تضم في العادة الأطفال المرضى ومرافقيهم من أمهاتهم. مضيفا أنه ومنذ تنصيب أعوان الأمن النساء، تم تسجيل تراجع في المشاكل بمصلحة أمراض النساء والتوليد، كما أصبحت عونات الأمن من النساء يتلقين الثناء من طرف المواطنين».

سارة بورزق تقتحم المهنة وتحقق حلمها 

كان لـ«المساء» لقاء مع عون الأمن السيدة سارة بورزق، التي تعد من بين  عونات الأمن العاملات بمصلحة أمراض النساء والتوليد، والتي رغم كونها متزوجة وأم لطفلة، إلا أن مسؤولياتها لم تمنعها من ممارسة هذه المهنة التي ترى فيها حلمها الذي تحقق، حيث قالت: «توقفت عن الدراسة بمستوى الثامنة متوسط وبعدها عملت كعون أمن بمؤسسة «باتيور» للإنجازات العمرانية لمدة 6 أشهر، وبعد انتهاء عقد عملي سمعت بالمسابقة المفتوحة من طرف المستشفى الجامعي لتوظيف أعوان أمن نساء، فقمت بإيداع ملفي، وبعد التحقيق معي وتجريبي لمدة 6 أشهر بالمستشفى  التحقت رسميا للعمل كعون أمن».

تلقت سارة كامل الدعم من زوجها لممارسة هذه المهنة التي تعتقد أنها لا تختلف عن باقي المهن التي تمارسها النساء، والفارق الوحيد تقول «إننا نحمل جهاز راديو ونلبس بذلة رسمية وحذاء خاصا»، مشيرة إلى أن بعض الأشخاص يتعجبون عند رؤيتها تمارس هذه المهنة، لكن بعد مرور الأيام يتم تقبل الفكرة.

وعن المشاكل التي تصادف عون الأمن من النساء، أكدت سارة بأنها تحدث عادة مع الرجال ممن تتواجد زوجاتهم بالمصلحة الذين يحاولون دخول المصلحة خارج أوقات الزيارة الرسمية، وخلال محاولة منعهم يرفضون، وهي مشاكل لا تزال مطروحة، لكننا ـ تقول سارة ـ: «نقوم بإقناعهم بضرورة التقيد بالقوانين وأن المصلحة ممنوع دخولها خارج أوقات الزيارة، وهو ما يدفع المواطنين إلى تفهم الأمر».

للإشارة، استخدام أعوان الأمن نساء انتقل العمل به إلى مستشفى الفاتح نوفمبر، حيث تتوفر مصلحة التوليد وأمراض النساء وكذا بحديقة التسلية بحي الحمري التي أكد مسؤولها أن معظم زوار حديقة التسلية من النساء،  مما استوجب على الإدارة الاستنجاد بهن للعمل كأعوان أمن لقدرتهن على التواصل مع النساء المقبلات على الحديقة رفقة أطفالهن.