مدير مخبر الفيزياء الطاقوية المطبّقة بجامعة باتنة:

نحتاج لثورات معرفية تنتج مناهج جديدة

نحتاج لثورات معرفية تنتج مناهج جديدة
  • القراءات: 832
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

تطرق الدكتور نور الدين عدوان، مدير مخبر الفيزياء الطاقوية المطبقة بجامعة باتنة وعضو بجمعية العلماء المسلمين خلال مداخلته ”الشباب بين تحصيل العلم ومتطلبات الحياة”، تطرق لأهمية العلم في حياة الأمم والأجيال، والمتغيرات التي عرفها العالم في ظل التقدم العلمي، ونشاط البحث العلمي الذي يتضاعف كل 10 سنوات، والذي وصفه بالظاهرة السريعة في التاريخ وغير المسبوقة، مشددا على أهمية الثورات المعرفية الحقيقية التي تنتج لنا مناهج جديدة بكل أدواتها ومناهجها.

أوضح الدكتور خلال إلقائه محاضرة عن بعد بالمخيم الافتراضي الأول للشباب الذي نظمته جمعية القلم للدعم المدرسي والتنمية المعرفية والثقافية بولاية المدية، أوضح أن موضوع تحصيل العلم هو من صلب الحياة الدنيا التي أشار إليها الله تعالى في قوله: ”قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ” (الآية 162 من سورة الانعام)، مشيرا إلى أن العالم يشهد نشاطا علميا قويا، وموضحا بقوله: ”نشاط البحث العلمي يتضاعف كل 10 سنوات، وهو ظاهرة تسارع للتاريخ غير مسبوقة. والعلوم تجزأت وانقسمت إلى تخصصات كثيرة جدا، مما تطلّب السعي إلى ربطها مثل: علم الكيمياء والفيزيائية، وكذا علم الرياضيات الكيميائية”.

وتطرق الدكتور للتحدي الذي يشهده العالم قائلا: ”هناك تحدٍّ بين العلم والمعرفة، بين الجامعات والشركات الاقتصادية الكبرى، نتج عنه انفصام بين الجامعات والبحوث العلمية للشركات الاقتصادية. وسر هذا الانفصام هو أن هذه الشركات قدّمت كل ما هو مفيد ولو لم يكن أخلاقيا”. وأشار الدكتور إلى أن الإصلاحات التربوية في الجزائر، يرى الكثيرون أنها انعكست بالسلب على نوعية الخرّيج، مشيرا إلى أن العوامل التي أفسدت الإصلاحات كثيرة، منها أن الطالب يجد نفسه موجها إلى تخصص لا يرغب فيه، وبعد تخرجه وامتلاكه شيئا من المعارف التي لا يدري في ما تفيده... يجد نفسه في واقع وعمل لا علاقة له بما درسه، موضحا أن هذا الشاب المتخرج يكون مثلا سيئا لباقي الشباب، فيعزفون عن التحصيل العلمي. وأوضح الدكتور عدوان، أن الرؤية الاستراتيجية للدولة هي التي تحقَّق من خلالها الأهداف، وحينما لا تكون للدولة رؤية استراتيجية واضحة ولا يكون لها مشروع مجتمع واضح المعالم، تكون مؤسساتها التعليمية والاقتصادية كالذي نحن فيه (نوع من الإلهاء العلمي)، وبالتالي نتائج ضعيفة جدا، والقليل الناجح يهجر إلى الخارج.

وقدّم الدكتور عدوان الحلول المناسبة لتصحيح المسار، مؤكدا على عملية الإصلاح بعيدا عن الأدوات القديمة التي وصفها بالانتحار بعينه، قائلا: ”نحتاج إلى جبهة سياسية إصلاحية تتكون من مؤهلين لهذا العمل، وإذا صلح يصلح كل ما تحتها”. وأضاف: ”لا ينبغي للشاب أن يستسلم لهذا الواقع، وعليه أن يتكون تكوينا مستمرا، وهو متاح بيسر مع الثروة المعلوماتية الحالية؛ فإذا استفاد منه الشاب كان له أثر فعال في إصلاح ما تم إفساده مع سهولة التكوين المستمر، إلا أن أغلب الشباب لم يستفيدوا منه، والأعذار واهية”.

وأكد الدكتور عدوان أن العالم الآن أصبح بيتا صغيرا؛ فلا نستطيع أن نعزل أنفسنا عنه. وقال: ”عمل الشاب مع هذا العالم المفتوح هو كيف يتعامل معه؟ وكيف يفيد وطنه؟ وكيف يتحاشى التأثيرات السلبية، فالقضية: إما أن تكون مؤثرا أو متأثرا، والحل يكمن في ثورات معرفية حقيقية، تنتج لنا مناهج جديدة بكل أدواتها ومناهجها”.