الحرفية نسرين جربوح:
نتطلّع لتأسيس مناسج تقليدية بكلّ الوطن

- 896

تحاول السيدة نسرين جربوح من خلال التخصّص في صنع الحناء الطبيعية، رد الاعتبار لبعض الرسوم البسكرية التقليدية التي كانت متداوَلة قديما وتحمل دلالات اجتماعية، منها أشكال الورد، وتحديدا وردة الحلفاء ذات الحواف الحادة، مشيرة إلى أنّ الحناء التي تحوّلت إلى حرقوس أصبحت، في الآونة الأخيرة، تثير اهتمام العرائس اللواتي يرغبن في تزيين أجسادهن بها، خاصة أنها تجف بسرعة.
فإلى جانب الزربية الحنبلية اختصت السيدة نسرين كحرفية، في صنع الحناء التقليدية البسكرية، المعَدة أساسا من ورق الحناء؛ إذ تقوم بغرسها وتجفيف أوراقها تحت أشعة الشمس، ومن ثمة تضيف لها بعض المواد الطبيعية الأخرى، حتى تعطي اللون الأسود الذي عادة ما تميل الفتيات إلى تزيين أيديهن به، والذي أصبح يسمى "الحرقوس"، وهو عادةً حنّاء مخلوطة بالقطران أو بمسحوق الحبة السوداء، ولعل هذا ما يجعلها تقدّم حناء طبيعية خالية من المواد الكيميائية، وهو ما يفسّر الإقبال الكبير عليها عند المشاركة في المعارض.
وفي سياق متّصل، فالسيدة جربوح ممثلة الجمعية الخيرية للأعمال التقليدية ببسكرة، تحدّثت عن الدور الذي تلعبه الجمعية في الترويج للموروث التقليدي للولاية، والمتمثل في زرابي الحنابل المصنوعة من الصوف، والتي لاتزال تحضَّر بالطريقة اليدوية التقليدية بالاعتماد على "القرداش" (آلة يدوية قديمة جدا لحلّ الصوف)، ومن ثمة يتمّ تحويلها إلى خيوط، ثم تلوَّن بألوان طبيعية بعضها حيواني وبعضها نباتي في ورشات خاصة، فعلى مستوى جمعيتنا، تقول محدثتنا، "نملك أيديَ عاملة مكونة من 25 سيدة، يحرصن كلّ الحرص على صنع الزربية الحنبلية بالطريقة التقليدية للحفاظ على طابعها الأصلي".
من بين الأهداف التي تسعى الجمعية إلى بلوغها، التأسيس لمناسج تقليدية بمختلف ربوع الوطن تختص في صناعة الزرابي التقليدية، ومنها زربية الحنبل التي تسير اليوم في طريق الاندثار، مع الحرص على تعليم الراغبات في تعلّم الصنعات التقليدية وتحديدا النسوة الماكثات في البيوت، خاصة أن الصناعة التقليدية تعتمد اعتمادا كليا على كل ما هو يدوي.