تستعد ولاية تيميمون مطلع شهر ديسمبر المقبل، لاستقبال وفود ثقافية من ولايات البليدة وتيسمسيلت وعنابة، في إطار برنامج التبادل الثقافي الذي أعيد بعثه مؤخرا. حيث أوضح جيلالي عبد الله رئيس مصلحة النشاطات الثقافية بمديرية الثقافة والفنون بالولاية، أن الهدف من هذه المبادرة هو تمكين مختلف ولايات الوطن من اكتشاف ما تزخر به المناطق الجنوبية من تراث وموروث تقليدي وثقافي، يحتاج إلى إبراز أكبر، لافتا إلى أن الزيارة الأخيرة التي قادتهم في إطار التبادل الثقافي إلى ولاية البليدة، سمحت لهم بالتعرف على ما تتمتع به ولاية البليدة من عادات وتقاليد متنوعة، تعكس عراقة وأصالة الولاية، واكتشافها.

وأشار المتحدث إلى أن تيميمون تحولت عقب الاستقلال، مباشرة، إلى قِبلة سياحية بامتياز يقصدها الزوار من داخل الجزائر وخارجها. غير أن قلة الفنادق ومرافق الإيواء تظل التحدي الأكبر الذي يواجه القطاع، حيث يضطر السكان المحليون لاستقبال السياح في منازلهم المهيأة لهذا الغرض، داعيا المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال من ولايات الشمال، إلى الاستثمار في المجال السياحي بالمنطقة، مؤكدا استعداد السلطات المحلية لتقديم كافة التسهيلات لإنجاح المشاريع ذات الطابع الاستثماري والسياحي.

وأضاف جيلالي عبد الله أن الولاية تسعى أيضا، إلى التعريف بالزربية التقليدية التي اشتهرت بها الولاية ، وعلى رأسها الزربية "الفاتسية " المنسوبة إلى قصر فاتيس، والتي تتميز بلونها الأحمر، موضحا أنّ هناك جهودا لتصنيفها ضمن التراث التقليدي للمنطقة، إلى جانب مواصلة العمل من أجل تسجيل قصر "الدراع" ضمن التراث العالمي لليونسكو، بعد أن تم قبوله مبدئيا في انتظار رفع بعض التحفظات، ومشيرا إلى أن تيميمون سبق لها أن صنفت أربعة عناصر تراثية، هي فن الأهليل سنة 2005، وتظاهرة أسبوع المولد النبوي الشريف سنة 2015، ونظام الفقارة التقليدي للسقي سنة 2018، فيما ينتظر الملف الرابع المتعلق بقصر الدراع، المصادقة النهائية.

وكشف المتحدث أن العمل جار أيضا لإعادة بعث النشاط السياحي، من خلال مشاريع استعجالية تخص ترميم فندق الواحة الحمراء، وخمسة قصور قديمة، كانت تُستعمل كمخازن للحبوب، يجري العمل على إعادة ترميمها وتصنيفها كمخازن تراثية تنفرد بها الولاية، مؤكدا أن عيد الزربية الفاتسية، أصبح يقام يوم 5 ديسمبر من كل سنة؛ تكريسا لهذا الموروث الذي تسعى ولاية تيميمون إلى تصنيفه وطنيا بعد أن حظي بالتصنيف المحلي.