عالم روجت له مواقع التواصل الاجتماعي
نباتات الزينة ديكور ساحر يزين البيوت الجزائرية

- 1021

أولت العديد من العائلات، خلال السنوات الأخيرة، اهتماما خاص بنباتات الزينة، التي أصبحت جزء من ديكور الكثير من المنازل الجزائرية، التي تعتمد النمط العصري، الأمر الذي جعل الاهتمام بالنباتات يزيد أكثر، لاسيما وسط النساء، وهذا ما تترجمه معارض الزهور التي تحتضنها العديد من ولايات الوطن، على مدار السنة، أين يجتمع عدد من رواد هذا العالم الجميل من أصحاب المشاتل، والمختصين في بيع الزهور والورود، مع عشاق النباتات.
الحقيقة أن الاهتمام بالنباتات المنزلية ليس حديث العهد، بل قديم منذ زمن الجدات اللواتي كن يحضرنها إلى المنازل، لتزيين الأحواش، ووسط البيوت العربية التي كانت تعرف بـ"السحين"، أو لتزيين الشرفات والنوافذ، ويتباهين بها أمام قريناتهن من الجيران، لما فيها من اخضرار وجمال يبعث الراحة في النفوس، ويعكس الحياة والحيوية داخل البيت، إلا أن ذلك الاهتمام تراجع بشكل كبير، خلال مرحلة معينة في الجزائر، لاسيما في العشرية السوداء، حين تركت العديد من العائلات بيوتها هروبا نحو مناطق أكثر أمانا، مما ساهم في ترك ثقافة العناية بنباتات الزينة داخل المنازل خلف ظهورها.
وقد أُعيد الاعتبار لذلك الاهتمام، من خلال انتشار المشاتل في الكثير من الولايات، وبفضل ما تحوزه الجزائر من غطاء نباتي متنوع، أعادت العائلات تبني تلك الثقافة من جديد، وقد عزز ذلك الاهتمام، انتشار المعارض الخاصة بالنباتات والزهور، لاسيما في العاصمة، فبعدما تحولت هذه الأخيرة إلى صلابة الإسمنت، بعد تعالي المباني فيها، واختفاء الحدائق الخضراء بين بناياتها الكبيرة، بحثت العائلات الجزائرية على تلك الروح في نباتات الزينة، التي يمكن العناية بها داخل البيوت، حتى وإن كانت شقة صغيرة، فلا حاجة لحديقة كبيرة للاستمتاع بجمال تلك النباتات الخضراء.
حول هذا الموضوع، حدثت "المساء"، السيدة فريال، صاحبة محل بيع الورود وبعض نباتات الزينة بحي سعيد حمدين في العاصمة، مؤكدة أن الاهتمام بالنباتات ليس وليد الساعة، لكنه زاد اكثر خلال السنوات الأخيرة، وازداد معدل الفئة العمرية التي تهتم بهذا المجال، فبعدما كانت خاصة كبيرات السن من المهتمات بهذا العالم، أصبح الشباب كذلك يولون اهتماما خاصا بالنبتة، بفضل ما روجت له مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا الصفحات المهتمة بالديكور الداخلي للبيت. فدراسات علم النفس أثبت أن تخصيص ركن أو أركان داخل البيت لنباتات الزينة، تساهم في تربية النفوس على حب الجمال بألوانه وأشكاله المختلفة، وثانيا تريح النفس، لأنها تضيف إلى المنازل روحا جديدة، تبث فيها حياة البهجة والراحة النفسية، كما أنها تتماشى مع مختلف طبوع الديكور، سواء الحديث أو التقليدي، لتضفي تلك اللمسة الساحرة التي تريح الناظر إليها.
وقالت المتحدثة، إن أكثر ما يتساءل عنه الفرد عند اقتنائه نبته، هو كيفية الاعتناء بها، لاسيما إذا كانت من النباتات المستوردة، من المناطق الاستوائية، التي تعد حساسة جدا للطقس والضوء، فدور صاحب المشتلة أو بائع النباتات، هو التوجيه والتوعية وإعطاء النصائح المناسبة لحياة النبتة، وأوضحت أن النباتات المنزلية تحتاج إلى عناية وصبر لتظل مخضرة، لذلك لا بأس من منحها الاهتمام والعناية الخاصة، مثلما تقدم للحيوان الأليف الذي يتم تبنيه داخل البيت، وهذا حتى تعيش النباتات في البيت مدة طويلة، إذ تحتاج إلى أن توضع في الظل بعيدا عن الشمس، ولا تتعرض للتيار الهوائي، أما بالنسبة للسقي، فهي تحتاج لأن تسقى مرتين في الأسبوع فقط، وتمسح أوراقها باستمرار كلما علق بها الغبار، حتى تسمح بالتقاط الضوء لتركيب اليخضور، لأنها تتنفس عبر الأوراق.