معرض المرأة المنتجة الماكثة في البيت

نافذة لفك العزلة والتمكين من الاستقلالية المالية

نافذة لفك العزلة والتمكين من الاستقلالية المالية
  • القراءات: 644
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

أعطى معرض المرأة المنتجة الماكثة في البيت، المنظم من طرف مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية الجزائر، والذي تجري فعالياته على مستوى فضاء مصطفى كاتب بالعاصمة، تحت شعار جسدي مشروعك في بيتك.. ثروة.. تنمية.. استقلالية، للنساء غير المهيكلات، فرصة الاحتكاك بالمواطنين وإبراز قدراتهن في مجالات مختلفة.

 

تباينت وتنوعت معروضات النساء بين طرز يدوي وتقليدي ورسم على الأواني والحياكة وصناعة الحلويات، ومختلف المعجنات وصناعة الأكسيسوارات والحقائب اليدوية ومستخلصات الأعشاب، وقد عبرت المشاركات عن رضاهن بمثل هذه المبادرات التي تمنحهن فرصة الخروج من المنازل والاحتكاك بالمواطنين، للكشف عن قدراتهن المخفية في أنشطة مختلفة، بعضها يعكس مدى تمسك المرأة بموروثها التقليدي.

احتكت المساء ببعض العارضات، فكانت البداية مع السيدة زهية بن دادي، ماكثة في البيت، ولها مواهب مختلفة في مجال الرسم على الأواني وصناعة الحلويات ومختلف المعجنات، حيث أوضحت في معرض حديثها، أن الماكثة في البيت أصبحت كغيرها من النساء العاملات، تبحث عن الاستقلالية المالية وتحتاج إلى فضاءات للكشف عما يمكنها القيام به، مشيرة إلى أن مديرية النشاط الاجتماعي أعطتهن فرصة إبراز قدراتهن والترويج لصناعتهن، وهو ما جاء على لسان العارضة نهى قاسي، من ذوي الاحتياجات الخاصة، التي أشارت في معرض حديثها، إلى أن مثل هذه الفضاءات مكنتها من الخروج من عزلتها والاحتكاك بغيرها من النساء، والاعتماد على نفسها من خلال الترويج لحرفتها المتمثلة في صناعة الحلي والرسم على الأواني، مشيرة إلى أن المعرض مكنها من ربط علاقات مع غيرها من النساء، وتعلم ما يعرفنه في مجالات مختلفة .

من جهتها، أوضحت سعدية المختصة في صناعة الحلويات، في معرض حديثها، أن مثل هذه المعارض التي يجري من خلالها، تذكر الماكثة في البيت وتسليط الضوء على قدراتها ومواهبها، أعطاهن مزيدا من الدعم، خاصة أنهن يملكن صنعات مختلفة في مجالات متعددة، ويرغبن في الاستثمار فيها، بحثا عن الاستقلالية المالية.

فك العزلة..هدفنا

حسب نورة عجالي، رئيسة مصلحة العائلة والتلاحم الاجتماعي، في تصريحها لـ«المساء، فإن مديرية النشاط الاجتماعي متعودة على تنظيم مثل هذه الفضاءات التي تهدف إلى فك العزلة عن المرأة الماكثة في البيت، ومنحها فرصة الاستثمار في أية صنعة تعرفها، وحسبها، فإن المعرض المنظم حاليا بفضاء مصطفى كاتب يأتي في طبعته الرابعة، ويعرف مشاركة 25 ماكثة في البيت.

من جهة أخرى، تشير محدثتنا إلى أن أبواب مديرية النشاط الاجتماعي مفتوحة لكل السيدات الماكثات في البيت، والراغبات في تعلم كيفية الاستثمار في قدراتهن، حيث تقدم لهن المديرية فرصة المشاركة في المعارض، وإن كن لا يملكن أية صنعة ويبحثن عن الاستقلالية المالية، يتم توجيههن إلى المراكز التي تمكنهن من الحصول على شهادات تأهيلية، تساعدهن على ولوج عالم الشغل وإثبات وجودهن.

عن كيفية التواصل مع مديرية النشاط الاجتماعي، جاء على لسان محدثتنا، أن للمديرية رقم أخضر مجاني للاستفسار 1527، أو عن طريق الخلايا الجوارية للتضامن بالوكالة الوطنية للتنمية الاجتماعية، التي من مهامها القيام بتحقيقات ميدانية، وتعمل أيضا على استقطاب الأسر في وضع صعب أو عن طريق الاتحاد مباشرة، إلى مقر مديرية النشاط الاجتماعي.

في السياق، أوضحت عجالي أن الفضاء أيضا، فرصة لتبادل التجارب وربط صداقات وتعلم النساء من بعضهن البعض، ناهيك عن الاستفادة من التوجيهات في المجال الصحي، حيث تم تمكينهن من الاحتكاك بطبيبة تابعة للتضامن الوطني، تقربت منهن لتوعيتهن بخصوص سرطان الثدي، فضلا عن تقديم توجيهات في مجالات مختلفة، منها الاقتصاد المنزلي وتربية الأطفال والتدبير المنزلي وتوعيتهن حول العنف الأسري.

عن مدى إقبال الماكثات في البيت طلبا للمشاركة، أشارت محدثتنا إلى أن الإقبال كبير على مديرية النشاط الاجتماعي، خاصة النساء غير المؤمنات اجتماعيا، واللواتي يوجدن في وضع صعب، كالمطلقات والنساء غير المهيكلات  اللواتي لا يملكن أية صنعة، والباحثات عن الاستقلالية المالية، مشيرة إلى أنه ينتظر أن تمنح المديرية للنساء، بعد انقضاء هذا المعرض الذي يمتد إلى غاية  13 أكتوبر الجاري، فرصة ثانية للمشاركة في المعرض المزمع تنظيمه في شهر نوفمبر المقبل.

للإشارة، عرف معرض المرأة الماكثة في البيت، إقبالا من المواطنين الذين رحبوا بفكرة إشراك المرأة الماكثة في البيت في التنمية، خاصة أن الكثيرات يملكن صنعات مختلفة ويبحثن عن فضاءات للتعريف بها والترويج لها.