الفرق الإنشادية النسوية بعنابة
موضة جديدة وبديل الأغاني الصاخبة في الأعراس

- 934

انتشرت في الآونة الأخيرة بمدينة عنابة، بعض الفرق الإنشادية الدينية، التي تسيرها مجموعة من النساء المتحجبات اللواتي يحيين حفلات الختان والنجاح وحتى الأعراس والمناسبات الدينية، وتعرف طلبا كبيرا عليها من طرف العائلات العنابية، وأصبحت تتنافس عليها في كل مكان. عرفت أغلب الحفلات المقدمة مؤخرا بعنابة، تميزا كبيرا بفضل مرافقة الفرق الإنشادية الدينية النسوية لها، والتي أضفت، حسب إجماع العائلات، بهاء ورونقا للأعراس، في قاعات الأفراح المشهورة بمدينة عنابة.
ومن بين الفرق التي لاقت رواجا كبيرا بمنطقة عنابة، فرق "البتول" و"النور" والفرقة الدينية لمدينة قسنطينة وغيرها، حيث تقدم هذه الفرق مجموعة من الأغاني الملتزمة، التي تتغنى بخصال النبي صلى الله عليه وسلم، إلى جانب الأغاني الخفيفة والعصرية، التي يغلب عليها الالتزام، حسب طلبات أهل العريس أو العروس. وعن الوسائل التي تستعملها النساء في الفرقة، فإنها تتكون من دف وطبول وتعتمد الحفلة على قوة الصوت ووضوحه ونعومته، من أجل التمتع بالحفلة في منافسة كبيرة للفرق الموسيقية العصرية، وكذلك فرق "الفقيرات" وحتى الفنانين المحليين.
وفي سياق متصل، أكدت إحدى الفرق الإنشادية، التي التقينا بها في حفل خيري، أن الطلب عليها يزداد في كل المناسبات والمواسم، وذلك يعود لارتباط العائلات بالكلمة النظيفة، بعيدا عن الفوضى والاختلاط، وهو ما أجمعت عليه العديد من العائلات، التي حضرت الحفل، حيث أبدت ارتياحها الكبير لمثل هذا الغناء الملتزم، الذي يعطي راحة للنفوس والخروج من دائرة الأعراس القديمة التي كانت تدعو لتقديم أغان مختلطة.
وعليه، فإن تنظيم الأعراس العنابية بالفرق الموسيقية الدينية، أعطى لها صبغة روحية مع تقاليد جديدة، مثل عدم استعمال الكاميرا إلا في “تصديرة” العروس وعائلتها وبموافقتها. وأمام تطور الفرق الإنشادية النسوية، تراجع الاقبال على المختصين في مزج الأغاني أو ما يعرف بـ"الديسك جوكي" بعنابة، وبات هؤلاء يتوجهون نحو تقديم أناشيد وأغان دينية، وعن سعر الفرق، فيتراوح بين 60 و80 ألف دينار لإحياء سهرة فنية متميزة.