الاحتفالات بسكيكدة
موروث ثقافي مغيّب عن ذاكرة الشباب

- 1033

احتفلت الأسر الجزائرية بالسنة الأمازيغية الجديدة التي صادفت 12 جانفي من كل سنة، في أجواء ملؤها الأمل والتطلع إلى ما هو أفضل، وعلى الرغم من أن الاحتفالات بهذه السنة انصبت في صميم الموروث الثقافي الجزائري وضمن العادات والتقاليد الموروثة التي يتحتم علينا ترسيخها، خاصة عند الجيل الحالي من الشباب الذي ما يزال العديد منهم يجهلون حقيقة هذه السنة، حسب الاستطلاع الذي قمنا به لدى عينة من أطفال وشباب سكيكدة، حيث كانت آراؤهم متباينة.
أطفال سكيكدة يجهلون التقويم الأمازيغي
بالنسبة للطفلة عمراني آية الرحمن، البالغة من العمر 07 سنوات، وببراءة الأطفال قالت لنا بأنها تجهل إن كان هناك تقويم آخر يعرف بالتقويم الأمازيغي، لأنه لم يسبق لها أن سمعت به، سواء في المدرسة أو البيت. من جهته، نفى الشاب كوراج وليد مراد البالغ من العمر 13 سنة، معرفته بهذا التقويم لأنه لم يسمع به إطلاقا ولأن العائلة التي يعيش فيها لا تحتفل بالسنة الأمازيغية. أما الشاب لعور عبد القادر البالغ من العمر 14 سنة، فقد أشار لنا إلى أنه يسمع بالاحتفالات التي تقام بمناسبة "يناير" التي ترمز إلى السنة الأمازيغية الجديدة، إلا أنه ـ كما قال ـ لم يسبق له أن احتفل بهذه السنة داخل العائلة على أساس أن هذه الاحتفالات خاصة فقط بمنطقة معينة. وفيما يخص الشاب لعور إدريس البالغ من العمر 14 سنة، فقد أرجع سبب جهل العديد من شباب الولاية، خاصة لقاطني المدن الكبرى بسبب نقص الثقافة لكل ما يخص موروثنا التراثي، إضافة إلى أن جل العائلات السكيكدية تعتقد أن "يناير" يخص فقط منطقة معينة من الجزائر، مؤكدا على الدور الذي تلعبه المنظومة التربوية فيما يخص التعريف بمورثنا الثقافي الذي هو جزء من هويتنا الوطنية الجديرة بأن نعتز بها ونفتخر بكل هذا التنوع.
الجهل بـ"يناير" سبب عزوف العديد من العائلات عن الاحتفال به
وعن هذا الجهل، ترى الآنسة غنية شكريط، إطار في مديرية الثقافة لولاية سكيكدة، بأن عيد "يناير" المرتبط بالسنة الأمازيغية لم يكن له قديما أي محل من الإعراب عند القبائل الناطقة باللسان العربي المتواجدة عبر كامل تراب الولاية، لأنه لم يكن ضمن عاداتهما وتقاليدهما، بخلاف القبائل ذات الأصول بربرية، كقبائل زردازة وبني إسحاق وبني توفوت وأولاد أعطية، المتواجدة بالخصوص في المصيف القلي، غرب الولاية، الذي يخص "يناير" باحتفالات حتى وإن كانت تختلف من حيث الكيفية من قبيلة إلى أخرى. من جهته، يرى الشيخ جمال براهمية، إمام مسجد "الشهداء" في سكيكدة، أن عدم اهتمام الناس بهذه المناسبة يعود إلى أن السنة الأمازيغية ليست من عادات وتقاليد مدينة سكيكدة. أما الشيخ سعيد قاضي زواوي، شيخ زاوية سيدي علي أويحيى، في بوغني، ولاية تيزي وزو، خلال حديثه مع "المساء"، فيعتبر إحياء السنة الأمازيغية بالحدث الاجتماعي الكبير الذي يجتمع خلاله الناس، فيفرحون ويتبادلون التهاني والبركات والأمنيات بالخير.