صاحب مسيرة 35 سنة من التبرع بالدم لـ "المساء":

مهمتي إنقاذ حياة المرضى وأحتسب أجري عند الله

مهمتي إنقاذ حياة المرضى وأحتسب أجري عند الله
المتبرع محمد بن عمارة
  • 601
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

تحدّث المتبرع محمد بن عمارة، صاحب مسيرة 35 سنة من التبرع بالدم، في تصريح لـ«المساء"، عن شعوره بالسعادة لأدائه هذا الواجب الجميل، الذي يسعى من خلاله، لمساعدة الآخرين على الشفاء، وإنقاذ الأرواح، مؤكدا أنه خلال السنوات الفارطة، ظل وفيا لمسعاه؛ حيث يتبرع بدمه كل ثلاثة أشهر، وموضحا أن هذا الفعل الإنساني النبيل، يقوي الروابط الإنسانية، ويعزز بناء مجتمع متضامن.

عاد بن عمارة بذكرياته إلى سنوات طوال خلت، كانت منها الانطلاقة نحو فعل الخير، ومساعدة الغير. حينما سألناه عن أول يوم له في عالم التبرع بالدم قال: "البداية كانت سنة 1987 بعد حادث مرور مؤلم، تسبب في انقلاب حافلة رياضيين، كان فيها أقاربي من مشجعي فريق رائد القبة، حينذاك كنت صغيرا، وسمعت بالخبر في الإذاعة، فعمدت إلى تقديم يد المساعدة"، مردفا: "إلا أن المميز في الأمر أنني عدت ثاني مرة؛ لأنني وجدت المعاملة الطيبة، والكلمة الحسنة من الممرض الذي حقنني في أول تجربة لي"، مضيفا: "يدو حنينة، واستقباله رائع".

وذكر أن ذلك الرجل الطيب وهو أيضا مميز، اسمه محمد قيدية؛ "إذ عدت للمرة الثانية لأراه وأسال عن حاله وأتبرع بالدم، لأصبح بعدها وفيا لهذا الفعل"، موضحا: "حينذاك كانت تبرعات الدم تُجمع في قارورات زجاجية. بقيت على تلك الحال، وبعد مرور 10 سنوات ترسخ في نفسي فعل التبرع كصدقة جارية، ثم أصبحت الفكرة تمشي مع الدم".

ويشير محدث "المساء" إلى أنه يعرف جيدا معنى المرض، وقيمة الصحة، وكيفية المحافظة على هذا الكنز العظيم، موضحا: "عندما كنت صغيرا عانيت من مشكل عضلي، وقد شفاني العزيز الكريم. ولما كبرت عرفت قيمة الصحة جيدا"، مضيفا: "يتمزق قلبي عند الدخول إلى مصلحة طب الأطفال؛ حيث أرى الصغار يتألمون من مرض السرطان أو أمراض أخرى، ففي حالات كثيرة كنت أتبرع بالدم والدموع تنزل لهول مشاهد المرضى وحالتهم!".

ويصف المتبرع الوفي من لا يحب مساعدة الآخرين بالدم بحال الغريق الذي يطلب المساعدة بيده ولا ينال منها شئيا، قائلا: "أنا أعتبر من يرفض المساعدة خائنا؛ لأن التبرع بالدم واجب إنساني، لا بد أن يتم على مدار السنة؛ إذ إننا في حاجة إلى الدم في الرخاء والشدة؛ أي الكوارث، لا سيما أن حوادث السيارات تسجَّل يوميا، إلى جانب حاجة مصالح التوليد إلى كميات كبيرة من الدم بالنظر إلى عدد المواليد المسجلين كل سنة".