تسبب اضطرابات نفسية وجسدية لمستهلكها
ملونات غذائية خطيرة تنتشر في الأسواق

- 1122

حذر مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، من خطر بعض المضافات الغذائية والملونات التي تستعين بها النساء في تحضير الحلويات، مشيرا إلى أن هذه المواد التي لم تكن تصل إلى البيوت بالسهولة التي هي عليها اليوم، أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطنين، نظرا لعرضها في الأسواق على شكل منكهات وملونات غذائية، تعطي اللمسة الفنية للحلويات المحضرة في البيت، لكن انعكاساتها على الصحة قد لا يحمد عقباها.
أشار مصطفى زبدي، على هامش حملة تحسيسية شنها بمناسبة عيد الفطر المبارك، إلى عدد من المواد المضافة في منتجاتنا المتوفرة في الأسواق، والمصنفة ضمن قائمة المعادن الخطيرة على الصحة، وذكر منها؛ أكسيد التيتان E171، اكسيد الحديد E172، اكسيد الالمنيوم E173، اكسيد الفضة E174، اكسيد الذهب E175، مشيرا إلى أنها من المضافات الغذائية الخطيرة، لاحتوائها على معادن ومواد كيماوية خطيرة.
حذر زبدي من خطورة الاستعمال غير المُحدد للملونات والمضافات الغذائية، وإدراجها في تحضير مختلف الحلويات، خصوصا أن السوق اليوم، يشهد عرض مواد لم يكن الزبون يسمع بها مطلقا قبل سنوات، وهي بمثابة "أكسيسوارات" لحلويات عصرية، من ملونات، وديكور قابل للأكل، وأوراق فضية وأخرى ذهبية، ومختلف قطع تزيين تعطي لمسة فنية لبعض الحلويات، دون التحقق في مدى صلاحيتها للأكل، وأضاف زبدي، أن عدم التقيد بالكميات المحددة أو تجاوز الحد المعمول به عند إضافتها أو إضافة الملونات الغذائية، قد يسبب مضاعفات للمستهلك، مؤكدا أن الملونات تدخل في قائمة المواد المسرطنة.
قال رئيس المنظمة، إن غالبية الجزائريين لا يتقيدوا، خاصة ربات البيوت وصناع الحلويات، بالكميات أو الوزن المحدد عند استعمال الملونات في الأطعمة والحلويات، حيث تجدهم يركزون فقط على درجة اللون والرغبة في إبرازه، سواء كانت ذات لون فاتح أو فاقع، وما لا يعلمه المستهلك، أن هذه المواد الكيميائية تدخل ضمن قائمة المواد المسرطنة، وإذا لم يتم التقيد بالكميات المحددة، قد تسبب مضاعفات خطيرة على صحة الفرد.
وما يزيد الطين بلة، حسب المتحدث، أن غالبية الملونات الغذائية المتواجدة على مستوى الأسواق الجزائرية ليست طبيعية، لأن الطبيعية مكلفة جدا، وهو ما يجعل التجار يستبدلونها بتلك المصنعة، التي تكون تكاليفها أقل بكثير، وتروج بكل سهولة، وفي متناول الجميع.
ذكر مصطفى زبدي، أن دراسة بريطانية كشفت أن المضافات الغذائية المستخدمة في الأطعمة والمشروبات، تتسبب في تقلبات ميزاجية ونوبات غضب وتغيرات سلوكية حادة، ناتجة عن المواد الكيميائية المضافة إلى السكر والبسكويت وأغذية الأطفال، ووجد الباحثون خلال متابعتهم لحوالي 227 طفل في سن الثالثة، أنهم أصبحوا أقل تركيزا، وتوترت أعصابهم بسرعة، وأزعجوا الآخرين بتصرفاتهم، وهم أقل قدرة على النوم عندما شربوا عصائر فاكهة تحتوي على الملونات.
أشار المتحدث إلى أن أكثر من 200 صنف من أغذية ومشروبات الأطفال، تحتوي على مادة أو أكثر من المضافات المشكوك فيها، وعلى ضوء هذه التجارب، أصبح تشديد المراقبة على هذه المنتجات أمرا ضروريا، حيث أن استخدام هذه المضافات بدون رقابة، من شأنه أن يخلق مشاكل عديدة، بعضها جد خطير، على غرار مادة ثاني أكسيد التيتانيوم E171، الذي يمكن أن يتسبب في الإصابة بسرطان القولون، كما أنها مادة قادرة على تحطيم آليات الدفاع في القناة الهضمية، بالتالي إصابة الأمعاء.