تحتضنه جامعة قاصدي مرباح بورقلة

ملتقى وطني إفتراضي حول تنامي حالات الخلع

ملتقى وطني إفتراضي حول تنامي حالات الخلع
جامعة "قاصدي مرباح" بورقلة
  • 1090

تنظم جامعة "قاصدي مرباح" كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية قسم علم الاجتماع والديموغرافي بولاية ورقلة، تنظم يومي 25 و26 نوفمبر المقبل، الملتقى الوطني الافتراضي حول تنامي ظاهرة الخلع في المجتمع الجزائري؛ حيث يتم مناقشة التغيرات السوسيوثقافية التي غذّت الظاهرة، بعد أن سجلت المحاكم الجزائرية 13 ألف امرأة جزائرية خلعت زوجها سنة 2018؛ ما يمثل نسبة 19% من العدد الإجمالي لحالات الطلاق في المجتمع الجزائري، وهو المؤشر السلبي الذي ينطلق منه المختصون، لبحث وتشخيص الظاهرة.

تطرح إشكالية الملتقى واقع الأسرة التي تُعد إحدى المؤسسات الفاعلة والراسخة في الحياة الاجتماعية التي تقوم عليها المجتمعات، وهي، بحق، النواة الأساسية في بنائها. ويُعد الزواج مدخلا ضروريا لا غنى عنه لبناء الحياة الأسرية؛ إذ هو الإطار الشرعي والقانوني والاجتماعي لها، ومن خلاله تتحدد المسؤوليات والحقوق والواجبات بين النوعين؛ فهو أساس الأسرة، وأساس الإنتاج الديموغرافي والاجتماعي للمجتمع، غير أن المتأمل في الواقع الاجتماعي للمجتمع الجزائري، يدرك حجم الآثار التي خلّفتها التغيرات السوسيوثقافية والاقتصادية وحتى السياسية على حياة الأفراد والأسر.

هذه التغيرات التي مست مختلف أنساق بنائه الاجتماعي والثقافي والقيمي والفكري... والتي انعكست، بشكل واضح، على منظومة القيم، منها التفتح على الثقافات الأخرى التي ساهمت فيها مختلف وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتمـاعي، وغيرها من العوامل إلى تشبع أفراد المجتمع الجزائري بمفاهيم وقيم جديدة ودخيلة، ومع الاضمحلال النسبي للسلطة الأبوية التي كانت تلعب في ما مضى دورا هاما وحاسما ورئيسا داخل العائلة، والاضمحلال النسبي لهيمنة الرجل على المرأة، وبتعلم المرأة وخروجها من البيت ودخولها عالم الشغل ورغبتها في الاستقلال المادي والمعنوي، واستقلالها النسبي عن الرجل، كل هذا كان له الانعكاس الواضح على مفهوم الزواج، وأدى، في نهاية المطاف، إلى حدوث تغيرات في بنية الأسرة الجزائرية ووظائفها، وتغير في مفاهيم الحياة الزوجية، وظهور مشكلات تهدد كيان الأسرة، وتضعف من دورها الاجتماعي، وتؤدي إلى إحداث شرخ في نظام الزواج. 

وقد شهد النسق الزواجي في المجتمع الجزائري عامة، تحولات جذرية. ولعل من أبرز التغيرات التي مست بنية الزواج والأسرة، بروز ظاهرة الخلع في المجتمع الجزائري؛ حيث سجلت المحاكم الجزائرية 13 ألف امرأة جزائرية خلعت زوجها سنة 2018؛ ما يمثل نسبة 19% من العدد الإجمالي لحالات الطلاق في المجتمع الجزائري. إن هذه الأرقام في رأي المختصين مؤشر على وجود تغير سلبي وخطير داخل المجتمع الجزائري، ومن التحولات الجديدة التي تعبّر عن عمق المشكلة؛ فبروز ظاهرة الخلع يُعد سلوكا شاذا وغير مألوف من المرأة الجزائرية بصفة خاصة، والمجتمع الجزائري عموما. وانطلاقا من كل هذا يأتي الملتقى الافتراضي، ليسلط الضوء على بروز ظاهرة الخلع في المجتمع الجزائري، من خلال الإجابة عن عدد من التساؤلات، ومنها: ما هي عوامل وأسباب بروز ظاهرة الخلع في المجتمع الجزائري؟ وفيم تتمثل التغيرات السوسيوثقافية المساهمة في بروز هذه الظاهرة؟ وما هي تمثلات أفراد المجتمع لظاهرة الخلع؟ وفيم تتمثل انعكاسات هذه الظاهرة على الفرد والأسرة والمجتمع وعلى نظام الزواج في حد ذاته؟

ويهدف هذا الملتقى إلى دراسة ظاهرة الخلع في المجتمع الجزائري انطلاقا من مختلف المقاربات السوسيولوجية، والديموغرافية، والنفسية، والقانونية، وكذا لمعرفة التغيرات السوسيوثقافية المؤدية إلى هذه الظاهرة، ومن ثمة الوقوف على الأسباب والعوامل المشكّلة للخلع.