يحتضن المركز الجامعي "أحمد زبانة" بولاية غليزان، يومي 25 و26 أفريل الجاري، أشغال الملتقى الوطني حول "قضايا الشباب في ظل واقع التحولات الاجتماعية"، إذ ينتظر أن يسلط المختصون الضوء على أهم إشكالات الاندماج الاجتماعي للشباب، والتحديات التي تواجهه للمحافظة على الهوية والتمسك بالوطنية في ظل جملة من المتغيرات الاجتماعية.

تُعتبر مرحلة الشباب من أهم المراحل العمرية في حياة الفرد، نظراً لكونها المرحلة التي تساهم في تكوين شخصيته المستقبلية وتجعله قادراً على إثبات نفسه في ميادين الحياة في المستقبل، والتي من خلالها يشعر الفرد بالاستقلالية من خلال الاعتماد على نفسه في تأمين كافة احتياجاته الأساسية والسعي للوصول إلى حياة أفضل، لذا يتفق الجميع على أن المجتمعات الحية هي تلك التي تكون فيها فئة الشباب الأكثر حضورا في كافة المجالات الحياتية؛ إذ أنها تتمتع بالعديد من الخصائص والمؤهلات التي تجعل منها قوة دافعة نحو المستقبل، وتمثل قيم وثقافة المجتمع الذي وُلدت فيه وورثت عنه هويته وخصوصيته. فالخطر كله هو أن تتعرض هذه الفئة لأشكال من الإقصاء والتهميش، يُفقدها مكانتها ودورها وكذلك وظيفتها، ويجعل منها قوة عاطلة، وبالتالي فحالة كهذه تدفع بالشباب إلى فقدان ثقتهم واحترامهم لكل رموز ومعتقدات وقيم مجتمعهم، ومن ثم تنحلّ كل الروابط التي تجمعهم بها، مما يحوّلهم إلى معول هدم لأنفسهم ولغيرهم من خلال العديد من المشكلات والاختلالات في البنى والروابط الاجتماعية.

وللخطورة التي قد تنجرّ عن صور التهميش والإقصاء من المجتمع، جاء الملتقى ليجيب عن الإشكالات التي تطرحها مثل هذه الوضعيات، وأثر مشاركة هذه الفئة في مختلف مجالات.

ويسعى القائمون على الفعالية إلى تحقيق جملة من الأهداف، أهمها: فهم أعماق الشباب ومشكلاتهم من خلال التعرف على الطموحات والتوجهات الكبرى للشباب الجزائريين، وعرض مختلف الانشغالات النفسية للشباب وأساليب معالجتها، ومعرفة مواقف واتجاهات الشباب تجاه المسائل التي تتعلق بالقضايا الكبرى للمجتمع الجزائري، وأخيرا حصر أهم التحديات التي تواجه الشباب الجزائريين في الألفية الثالثة.

ويجري مناقشة إشكالية الملتقى من خلال جملة من المحاور، أهمها: محور الشباب ومسائل الهوية والمواطنة، ومحور إشكالات الاندماج الاجتماعي للشباب، ومحور الشباب والوسائط الإعلامية الجديدة، ومحور الشباب والقيم في ظل التحولات الاجتماعية، ومحور المشكلات النفسية للشباب في ظل القضايا الراهنة، وأخيرا محور واقع وموقع الشباب في الاستراتيجيات التنموية.

❊رشيدة بلال