تنظم جامعة وهران -2- محمد بن أحـمد كلـية العلوم الاجتماعية قسم علـم النفس والأرطوفونيا مخبر التربية والتنمية، مطلع شهر أفريل المقبل، ملتقى وطنيا يناقش إشكالية التدخـين لــدى المــرأة والصحة الأسرية.

لقد أصبحت عبارة «التدخين مضر بالصحةّ» عبارة ساذجة رغم حقيقتها، لأنها ببساطة لم تلق تجاوبا من طرف المدخنين. كما أن الحديث عن التدخين ليس بالجديد، لكننا نخص بالذكر ظاهرة التدخين عند المرأة، لما لها من أبعاد خطيرة، والدليل قائمة الأمراض والاضطرابات التي أثبتتها الأبحاث العلمية نتيجة تدخينها نظرا لتركيبة جسمها الأكثر حساسية ومكانتها في الأسرة، مما يزيد من تأثرها بأضرار التدخين، خاصة مع زيادة نسبة المدخنات في المجتمع الجزائري رغم تمسّكه بالعادات والتقاليد.

فالبعض يرى أن الأمر مسألة شخصية تتغير من بيئة لأخرى، وساعد في تنميتها تغير الصورة النمطية للمرأة، ووصولها إلى مراكز قيادية هامة، من ثم حصولها على حقوق تجعلها في مرتبة الشريك مع الرجل؛ من خلال الدور الذي تلعبه على جميع المستويات، والبعض الآخر يتبنى التفسير النفسي، المتمثل في الرفض اللاواعي للانتماء الجنسي للفتاة، باعتبارها أنثى بسيطة وضعيفة، في حين أن الرجل قوي وناضج متعدد الاختيارات، فتلجا إلى المحاكاة والتقليد لإثبات الذات، خاصة مع انتشار الظاهرة بين طالبات الثانويات والجامعات، ومعظمهن مراهقات، دالة على التحضر والتطور والرغبة في التمرد على المعايير الأسرية والاجتماعية، انطلاقا من هذا يتبادر إلى أذهاننا عدة أسئلة أهمها:

من هي المرأة المدخنة؟ وما هي العوامل التي ضاعفت من انتشار ظاهرة التدخين عند المرأة في الأسرة الجزائرية؟ وما هي التداعيات والآثار على المرأة المدخنة والأسرة؟ وفيم تتمثل أنجع الطرق للحد من هذه الظاهرة في المجتمع الجزائري؟

من خلال الملتقى يسعى المشاركون للإجابة عن هذه التساؤلات بغية تحقيق الأهداف التالية: وضع برنامج إرشادي نفسي وصحي لمكافحة ظاهرة التدخين، والسعي الجاد لاتخاذ جميع التدابير الممكنة، الوقائية منها والعلاجية للحد من انتشار هذه الظاهرة، وذلك بالتعاون مع إدارة الجامعة، لمنعها في الحرم الجامعي والعمل على نشر وسائل التوعية والتثقيف في الوسط الجامعي للحد من آفة التدخين والتوجه نحو فهم الوضع النفسي الاجتماعي لدى المدمنين على السجارة، مع توسيع مدارك الطلاب المعرفية إلى بعض المجالات الحيوية الكبرى المرتبطة بتخصصهم، والتدرب على بعض تقنيات التدخلات العلاجية، في حالات الإدمان بشكل عام، من خلال العمل الميداني، والخروج برؤى واضحة، تحاول تقديم علاجات عميقة للأبعاد المتعلقة بموضوع الدراسة العلمية، ومحاورها، وتبادل الخبرات بين المختصين والممارسين في مجال الإدمان، وتشخيص الحالة الجزائرية بالنظر إلى ما تشير إليه الإحصائيات لنسبة تزايد ظاهرة التدخين في الأسرة الجزائرية.

 يُنتظر أن يتناول الملتقى محاور هامة تمهيدا لتخطيط وتنفيذ برامج عمل تستهدف وقاية المرأة والأسرة من الآفات الاجتماعية، وتتمثل في محور مظاهر وإحصائيات عن حجم الظاهرة، ومحور أسباب ودوافع تفشي ظاهرة التدخين، ومحور آثار وتداعيات الظاهرة على الأسرة الجزائرية، وأخيرا محور الحلول والاستراتيجيات الوقائية والعلاجية لظاهرة تدخين المرأة.