المفوضة الوطنية لحماية الطفولة مريم شرفي لـ "المساء":

مكاسب كبيرة عزّزت المنظومة القانونية وأخرى قيد التحضير

مكاسب كبيرة عزّزت المنظومة القانونية وأخرى قيد التحضير
المفوضة الوطنية لحماية الطفولة، رئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، السيدة مريم شرفي
  • 269
حاورتها: رشيدة بلال حاورتها: رشيدة بلال

❊ نحو إنشاء "خلية يقظة وطنية" لمواجهة مخاطر التكنولوجيا

تكشف المفوضة الوطنية لحماية الطفولة، رئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، السيدة مريم شرفي في هذا اللقاء الذي يتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للطفولة الموافق لـ1 جوان من كل سنة، عن جملة من المكاسب القانونية التي حققتها الجزائر في مجال حماية وترقية حقوق الطفل الجزائري، وعن المشاريع الجاري تجسيدها لتعزيز منظومة الحماية، وعلى رأسها الإعداد لمخطط عمل وطني للطفولة 2025- 2030، المنبثق عن الجلسات الوطنية حول واقع الطفولة في الجزائر المنعقدة سنة 2022، والتي يتم تجسيد توصياتها بالتنسيق مع المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وكذا التحضير لـ"خلية يقظة وطنية"، هدفها تأمين الحماية من مخاطر التكنولوجيا، وتحدياتها.

❊ المساء: بداية، ما الذي يمكن المفوضةَ الوطنية لحماية الطفولة قوله لأطفال الجزائر في يومهم العالمي؟

❊ مريم شرفي: بداية، أود أن أوجه تحية لكل أطفال الجزائر عبر كل ربوع الوطن، وأهنئهم بعيدهم الوطني في كنف بلد آمن ومستقر. كما أؤكد أن فرحتنا لا تكتمل إلا برؤية أطفال غزة ينعمون بالأمن والسلام. 

وأود الإشارة إلى أن أطفال الجزائر محظوظون؛ لأن شهر جوان هو شهر الطفولة بامتياز، إذ يضم عدة مناسبات: عيد الطفولة الموافق للفاتح جوان. والرابع منه هو يوم مناهضة العدوان ضد الأطفال. و12 جوان هو اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال. و16 جوان هو اليوم العالمي للطفل الإفريقي. ثم يأتي عيد الطفل الجزائري المصادف لـ15 جويلية، وهو تاريخ صدور قانون حماية الطفل.

❊  حدثينا عن البرنامج المسطر للاحتفال بعيد الطفولة؟

❊ في الحقيقة، شهر جوان يُعد محطة هامة تعمل فيها الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، على برمجة عدد من الأنشطة والورشات التفاعلية بمشاركة فعّالة من الأطفال، والتي يتم من خلالها تعريفهم بحقوقهم، وكل الآليات الموضوعة لحمايتهم.

❊ كيف تقيّمين أداء الهيئة الوطنية لحماية الطفولة منذ تأسيسها؟

❊ أؤكد دائما أن الجزائر قطعت أشواطا كبيرة في مجال حماية الطفولة، حيث تم تعزيز منظومة الحماية بترسانة قانونية هامة. ومؤخرا، أصبح ملف الطفولة أولوية عند رئيس الجمهورية، وتحظى باهتمام بالغ من السلطات العليا، وهو ما تعكسه النصوص القانونية التي تصدر لتعزيز المنظومة، وتوفير بيئة آمنة. 

كما إن إشراك هذه الفئة يتم من خلال الهيئة الوطنية، التي أُنشئت خصيصا لخدمة المصلحة الفضلى للطفل، وذلك عبر الاهتمام بكل ما يخصهم، وتنسيق جهود كل المتدخلين في مجال الطفولة، بإشراف السيد الوزير الأول، وبالتعاون مع القطاعات ذات الصلة، وفعاليات المجتمع المدني والأسلاك الأمنية، من أجل تحقيق هدف واحد نص عليه الدستور، وهو المصلحة العليا للأطفال. 

ومن بين أبرز المشاريع التي نعمل عليها حاليا: إعداد مخطط عمل وطني للطفولة 2025- 2030 منبثق عن الجلسات الوطنية التي عُقدت في الجزائر سنة 2022، حول واقع الطفولة. ويجري تجسيد توصياتها بالتنسيق مع المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، حيث تم تنصيب اللجنة التي تعمل على المشروع، وهو في مراحله الأخيرة.

❊ هل تم استحداث آليات حماية جديدة بعد إطلاق الرقم الأخضر 111؟

❊ العمل لايزال متواصلاً على مستوى الهيئة لضمان الحماية اللازمة لأطفال الجزائر. وقد تم إطلاق عدة آليات لحماية حقوق الأطفال، منها الرقم الأخضر 111، الذي يلقى تفاعلًا كبيراً من المواطنين؛ سواء للتبليغ أو الاستفسار عن مواضيع تتعلق بالطفولة. كما أُطلق "ألو طفولة" ضمن مساعي رقمنة القطاع، وهو من الآليات الحديثة التي تجعل الهيئة تواكب التطورات التكنولوجية لخدمة مصلحة الطفل، إلى جانب آليات أخرى مكملة، تساهم في تعزيز منظومة الحماية.

❊  هل من مشاريع جديدة في مجال الحماية من مخاطر التكنولوجيا؟

❊ الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة تسعى باستمرار إلى البحث عن سبل تعزيز منظومة الحماية القانونية. وفي هذا الإطار، يتم التحضير حاليا لإنشاء خلية يقظة وطنية، هدفها تأمين الحماية للأطفال من مختلف مخاطر التكنولوجيا الحديثة، خاصة تلك التي قد تواجههم في الفضاء الرقمي. ويجري، حاليا، الإعداد للإطار القانوني لهذه الخلية، التي نأمل أن تكون إضافة نوعية في ظل التحديات التي تفرضها التكنولوجيا.

❊ سبق للهيئة أن عملت على تعزيز دور المجتمع المدني كشريك... كيف تقيّمين أداءه؟

❊ تَعد الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، المجتمع المدني شريكا دائما عبر كل ربوع الوطن، خاصة في الجانب التحسيسي المتعلق بالطفولة، إذ لا يمكن الهيئةَ العمل بمفردها، لذا سعت منذ تأسيسها، إلى تنظيم تكوينات لفائدة الفاعلين في المجتمع المدني، انتهت بتأسيس "شبكة المجتمع المدني لتعزيز حقوق الطفل"، والتي تتكون حاليا من 400 جمعية ناشطة في الميدان، تعمل على التحسيس بحقوق الطفل، وتسعى جاهدة لحمايتها، مع التعريف بالجهود المبذولة في هذا الإطار.

❊ كلمة أخيرة؟

❊ أجدد التهاني لكل أطفال الجزائر، وأطفال العالم عامة، وأطفال غزة خاصة بمناسبة يومهم العالمي. ومع حلول العطلة الصيفية نؤكد أن الهيئة الوطنية حاضرة، وجاهزة دائما للإجابة عن أي استفسارات تتعلق بحقوق الأطفال، وهي موجودة لخدمتهم، وحمايتهم.