في غياب مراكز متخصصة في طب الشيخوخة
مسنون يصارعون مضاعفات الأمراض المزمنة

- 621

قال الطبيب عبد الناصر عكاش مختص في الجراحة، على هامش مشاركته في يوم دراسي، مؤخرا، حول طب الشيخوخة، إن "المجتمع الجزائري شهد في السنوات الأخيرة، تحولا وبائيا غيّر من النظرة الصحية؛ فبعدما كنا، منذ الاستقلال إلى أواخر الثمانينات، نعاني من تفشي الأمراض الوبائية المعدية الناجمة عن سوء التغذية، والفقر، وضعف التكفل الصحي، انتقلنا إلى تفشي الأمراض المزمنة مع بداية التسعينات، التي أصبحت تفتك بعدد كبير من المسنين. ولعل أهمها الضغط الدموي، والسكري، وأمراض التهاب المفاصل أو ما يُعرف بـ(الروماتيزم)، والأمراض القلبية، ومختلف أنواع السرطانات"؛ الأمر الذي يتطلب، حسبه، "تهيئة المنظومة الصحية، لتكون قادرة على التكفل النوعي بالمسنين، الذين زاد تعدادهم في السنوات الأخيرة؛ من خلال إقرار تخصص طبي خاص بالشيخوخة، وكذا فتح مراكز متخصصة للعناية بشريحة المسنين".
وفي السياق، يرى الدكتور عبد الناصر أن "شريحة المسنين في الوقت الراهن وبعد ارتفاع عددهم في المجتمع، أصبح من الضروري إعادة النظر في وضعيتهم؛ إذ يعانون في صمت، خاصة إن كانت مصابة بعدد من الأمراض المزمنة، وفي غياب مراكز مختصة للتكفل بهم؛ على غرار تلك الموجودة في أوربا؛ إذ يدخل المسن في رحلة بحث من مصحة إلى أخرى عن العلاج المناسب له؛ الأمر الذي يعمق حجم معاناته، خاصة منهم الشريحة التي تعيش أوضاعا اجتماعية صعبة، ولا تجد من يتكفل بها من أفراد العائلة، فيكون من الصعب عليهم التنقل إلى المؤسسات الاستشفائية طلبا للعلاج".
وحول الوضعية الصحية للمسنين في الجزائر، أكد المتحدث أن شريحة المسنين تعاني من ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض المزمنة؛ الأمر الذي يتطلب رسم استراتيجية واضحة للتكفل بهم على مختلف الأصعدة، مشيرا إلى أن "أهم ما يمكن التأكيد عليه اليوم، هو حماية المسن من احتمال الإصابة بعدد من المضاعفات الناجمة عن الإصابة بالأمراض المزمنة؛ من خلال التسريع في فتح مراكز خاصة تقدم الرعاية اللازمة لهذه الشريحة، التي أخذت حيزا كبيرا في المجتمع في السنوات الأخيرة؛ حيث أصبحت تمثل نسبة 11 ٪ لمن يفوق سنهم 60 سنة"، مشيرا إلى أن "من أكثر الأمراض التي أصبحت تحتل الصادرة عند كبار السنة، نجد في المقام الأول، مرض السكري، تليه أمراض القلب، وارتفاع الضغط الدموي، وبعض أنواع السرطانات".