دار المسنين بسيدي موسى

مركز مختلط يعاني فيه المسنون في صمت

مركز مختلط يعاني فيه المسنون في صمت
دار المسنين بسيدي موسى
  • 1001
رشيدة بلال رشيدة بلال

عندما وصلت اللجنة إلى دار المسنين بسيدي موسى، كانت مفاجأتنا كبيرة، حيث كان المدير في انتظارنا، الأمر الذي خيّب أملنا، لأن ما نبحث عنه أكيد لن نصل إليه، خاصة أن الطاقم العامل بالدار ظل إلى جانبنا بعد أن انتشرنا في الغرف للاحتكاك بالمسنين، بعد أن كشف مدير الدار السيد شعلال عن استقبال الدار لعدد من المشردين، بسبب موجة البرد التي عرفتها العاصمة مؤخرا، ومع هذا، تمكنا بعد الاحتكاك ببعض المسنين، من رصد بعض الحقائق المخيفة، كان أولها حالة انزعاج شديدة أبداها بعض المسنين نتيجة الجمع بينهم وبين المصابين باضطرابات عقلية من المشردين في غرفة واحدة، حيث قالت سيدة شاءت الظروف أن تجعلها تختار الإقامة في الدار، بعد أن تنكر لها ابنها بالقول؛ "أتقاسم الغرفة مع سيدة (مهبولة) واضطر إلى تحملها.. تنتابها نوبات من الضحك، وأجبر على تهميشها حتى لا يصيبني القلق والاضطراب منها"، وتعلق "ليس لدي مكان أقصده وأحمد الله لأن الدولة أمنت لنا أماكن مماثلة لحمايتنا، وإلا فالتشرد خير من البقاء مع مختلين عقليا"، وهو نفس الانطباع الذي لمسناه عند سيدة أخرى اختارت هي الأخرى التواجد بالدار بعد أن تخلى عنها أهلها، حيث قالت: "رغم وجود أصحاء في المركز، غير أنهم يجمعوننا بالمصابين بالأمراض العقلية لنصبح مثلهم، ولا خيار لنا إلا الصبر والتحمل بعدما رفضتنا عوائلنا ولا نملك إلا هذا المكان حتى يؤوينا، "في حين كشف لنا أحد المقيمين بالدار، لما يزيد عن خمس سنوات من صور الغزلان، أن الحقرة داخل الدار لم تتوقف عند حد جمع المسنين الأصحاء بالمصابين باضطرابات عقلية أو تخويفهم بهم فحسب، وإنما  ذهب الأمر إلى أبعد من ذلك، حيث قال: إنهم يعاملون معاملة سيئة  ويتعرض بعضهم للضرب، وفي هذا الخصوص، يذكر حادثة وقعت له،   حيث حاول الدفاع على مسن مصاب باضطراب عقلي تعرض للضرب من طرف أحد المربين، فما كان من المربي إلا أن دفع به إلى الغرفة وأغلق عليه الباب دون الحديث ويعلق  عن بعض المسنين الذين نهبت منهم أموالهم، مشيرا إلى أن هذا من أكثر الأسباب التي تجعل البعض يرفض البقاء في المركز هروبا من الحقرة، على حد قول مسن آخر أراد التعبير عما يزعجه، غير أنه سرعان ما تراجع بعد أن شعر بوجود المربي.

بطاقة فنية

استعرض مدير دار المسنين، السيد جمال شعلال، بطاقة فنية حول الدار قائلا بأنها تتربع على مساحة  تقدر بـ18 هكتارا، خصصت منها أربع هكتارات للمزرعة النموذجية، حتى يتسنى للمسنين القيام بأشغال الفلاحة وتربية الحيوانات، تعتبر الدار من أقدم المراكز التي تتكفل بالمسنين في الجزائر، حيث يعود تأسيسها إلى سنة 1966، ولها طاقة استيعاب قدرها 300 مسن، ويجري اليوم التكفل بـ235 مسنا، من بينهم 63 امرأة". يوزع برنامج عمل المركز على أجنحة، حسب محدثنا، "بحيث يتواجد بكل جناح 50 مسنا يحوز على برنامج بيداغوجي منسق، يتم الفصل بين الرجال والنساء، ويشرف على كليهما مختصون نفسانيون وأطباء، كما تحوي الدار فروعا لمحو الأمية يستفيد منها 6 أفواج، كما نملك قاعة للحلاقة وحماما كبيرا تم إنشاؤه بفضل الدعم المقدم من قبل المجلس الشعبي البلدي.