أبدع في الخشب والحجر، ثم الحديد

مرزوق بلحسن يسترجع عدة أشياء ويجعلها تحفا فنية

مرزوق بلحسن يسترجع عدة أشياء ويجعلها تحفا فنية
  • القراءات: 995
حنان. س حنان. س
لا يرتبط حب حرفة يدوية أو صناعة تقليدية بعامل الوراثة فقط، بل قد يجد الإبداع طريقه إلى إحداها، فيلهم في إنجاز أعمال فنية جميلة، وهذا بالضبط ما حدث مع الحرفي في الحدادة الفنية مرزوق بلحسن الذي أكد أنه كان هاويا لفن الديكور والتلاعب بقطع تزيينية هنا وهناك، مما جعله يوما يكتشف ميله إلى الصناعة اليدوية ويبدأ صفحة جديدة في حياته مع النقش على الخشب.
التقت "المساء" بالحرفي المبدع مرزوق بلحسن مؤخرا، على هامش معرض للصناعة التقليدية بالقبة، حيث أعجب الكثير من الزوار بقطع ديكورية من صنعه، وأغلب تلك القطع عبارة عن مرايا من كل الأحجام، والعديد من التحف الفنية مختلفة الأحجام التي كشف الفنان عن أن أغلبها صنع من مواد مسترجعة. يكفي أنه حول بعض قطع هذه السيارة أو تلك التي تم رميها في النفايات إلى ساعات حائطية، أو حتى بقايا مروحة إلى قطعة ديكورية بترويض بقاياها الحديدية وتلميعها، يقول الحرفي بأنه لم يكن بحاجة إلى تكوين خاص ليتقن عمله الفني هذا، بل يكفيه ولعه بفن الديكور، فقد أكد أنه وبمناسبة زفافه، غير ديكور شقته بأكملها، حيث نحت الكثير من الأعمال الفنية على الخشب والحجر ونالت إعجاب زائريه، وبعد ذلك اهتدى إلى تطويع الحديد واستخراج تحف فنية منه لا تقل جمالا عن تلك التي يصنعها من الخشب أو الحجر. وأكد أن أمر المادة الأولية لا يطرح بالنسبة له، حيث يعتمد على استرجاع العديد من الأشياء التي ترمى في النفايات أو حتى التي يقوم ببيعها بعض الباعة المتجولين ممن يشترون الخردة ويعيدون بيعها، ومن ذلك صحون البيتزا أو بعض قطع السيارات، مثل سبائك العجلات التي حولها الحرفي إلى قطع ديكورية، يقول بأن الكثيرين يعجبون بها لجماليتها ويتعجبون من إدراك طبيعتها الأولى، وهي بصمة المبدع في أعماله الحرفية.
يشير الحرفي إلى أنه شارك في العديد من المعارض بولاية الجزائر وولايات أخرى، واعتبر هذه التظاهرات ضرورية جدا للحرفي، للتعريف بنفسه وبعمله الإبداعي، كما أنها فرصة جميلة لتطوير مهارات الحرفي الذي تجعله التظاهرة يصقل مواهبه من خلال تبادل التجارب مع حرفيين آخرين وفي عدة مجالات.
ويكشف محدثنا في مقام أخر، عن أنه مستعد لتلقين وتعليم حرفته هذه إلى كل من يرغب في تعلمها، لكن الورشة التي يعمل فيها ضيقة ولا تتسع لدورات التكوين، ويؤكد أن بناتا تقدمن إليه طلبا للتعلم، غير أنه رفض لنفس السبب، وهو يبدي رغبته في تعليم الحدادة الفنية على طريقته في مراكز التكوين المهني إن طلب منه ذلك مستقبلا.